فرنسا.. تعبئة تاريخية ضد الإرهاب

نشر في 12-01-2015 | 11:59
آخر تحديث 12-01-2015 | 11:59
No Image Caption
يُعقد اجتماع قمة مخصص للأمن الداخلي صباح الأثنين في قصر الأليزيه غداة تعبئة تاريخية في باريس وكل أنحاء فرنسا ضد الإرهاب الذي ضرب البلاد في الأيام الأخيرة.

وفي مواجهة مخاطر أكبر من أي وقت مضى بوقوع اعتداءات جديدة يجمع الرئيس فرنسوا هولاند حوله رئيس الوزراء مانويل فالس ووزير الداخلية برنار كازنوف ووزيرة العدل كريستيان توبيرا وكذلك مسؤولي الأجهزة الأمنية.

وكان هولاند حذر الجمعة بأن "فرنسا لم تنته من التهديدات" فيما أقرت الحكومة بوجود "ثغرات" في الأمن في وقت تحركت فرنسا في عدة عمليات ضد الجهاديين.

ونزل مد بشري قياسي الأحد إلى الشوارع فاق عدده 3,7 مليون نسمة، بينهم 1,2 إلى 1,6 مليون في باريس وحدها بحسب وزارة الداخلية، وساروا وسط الدموع والابتسامات بدون أن يسجل أي حادث تعبيراً عن رفضهم للإرهاب الذي ضرب قلب العاصمة على مدى ثلاثة أيام.

ورفع المتظاهرون لافتات تحمل عبارات "أنا شارلي" وكذلك "أنا يهودي" و"أنا شرطي" و"أنا مسلم" في إشارة إلى القتلى الـ 17 ضحايا الاعتداءين على صحيفة شارلي ايبدو الهزلية وعملية احتجاز الرهائن في متجر الأطعمة اليهودية.

وكانت المسيرة تهدف بالأساس إلى تكريم ذكرى الضحايا الـ 17 الذين قتلهم الجهاديون الثلاثة وبينهم 12 سقطوا في المجزرة التي وقعت الأربعاء في صحيفة شارلي ايبدو بينهم أربعة من أشهر رسامي الكاريكاتور وشرطيان والشرطية الشابة التي قتلت الخميس وأربعة يهود قتلوا الجمعة في متجر الأطعمة.

غير أنها كانت غير مسبوقة من حيث بعدها العالمي ومشهد القادة الأجانب يسيرون جنباً إلى جنب مشبوكي الأيدي على مسافة مئات الأمتار، يتوسطهم الرئيس فرنسوا هولاند يحيط به المالي إبراهيم بوبكر كيتا والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفلسطيني محمود عباس تفصله أمتار قليلة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، والبريطاني ديفيد كاميرون وعاهل الأردن الملك عبدالله الثاني والإيطالي ماتيو رنزي، وغيرهم.

وصفقت الحشود للقادة عند انضمامهم إلى المسيرة ثم لزموا دقيقة صمت قبل أن يغادروا التظاهرة ويعودوا إلى قصر الاليزيه.

وحيا هولاند مطولاً عائلات الضحايا وأقرباءهم الذين كانوا في مقدم الموكب ثم زار عائلة أحمد مرابط الشرطي المسلم الذي قتله المهاجمان بدم بارد الأربعاء بعد الاعتداء على شارلي ايبدو.

وأعلن الرئيس الفرنسي الأحد "باريس اليوم عاصمة العالم، البلاد برمتها سترتقي إلى أفضل ما لديها"، قبل أن ينضم إلى المتظاهرين الذين رفعوا شعارات منها "ارفعوا أقلامكم" و"حرية، مساواة، ارسموا، اكتبوا"، "أنا شارلي، أنا يهودي، أنا شرطي" ذلك الشعار اختصر التكريم لضحايا الاعتداءات الـ 17.

وفي ساحة لا ريبوبليك رفع المتظاهرون أعلاماً فرنسية انما كذلك فلسطينية وتونسية ولبنانية وأوكرانية الجمهورية وعمت مشاعر التضامن والتأثر، وتخللت التظاهرة مشاهد غير اعتيادية حيث صفقت الحشود مطولاً لقوات الأمن وحيتها على طول مسيرتها.

غير أن البعض رفض التظاهر لأسباب مختلفة "حتى لا نعطي الجهاديين أهمية" و"تنديداً بتسييس" التظاهرة و"بدافع الخوف" أو لأنهم لا يوافقون على خط صحيفة شارلي ايبدو التي كانت تسخر من الأديان ونشرت مراراً في السنوات الأخيرة رسوماً كاريكاتورية عن النبي محمد، وقد امتنع الوفد المغربي عن المشاركة في التظاهرة "بسبب رفع رسوم مسيئة للنبي".

كما شهدت العديد من المدن الفرنسية تعبئة غير مسبوقة ومنها ليون حيث تظاهر 300 ألف شخص ما يوازي ربع سكان المدينة.

وجرت تظاهرات دعم أيضاً في العديد من العواصم الأوروبية والأميركية في مدريد ولندن وبروكسل وبرلين وواشنطن ومونتريال.

وفي المساء زار هولاند ونتانياهو كنيس باريس الكبير حيث تم استقبالهما بالتصفيق قبل أن يشاركا في مراسم تأبين "كل ضحايا" اعتداءات باريس.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي أثار الاستياء في باريس بدعوته يهود فرنسا إلى القدوم إلى اسرائيل، أنه يثمن "موقف فرنسا الشديد الحزم" ضد "معاداة السامية الجديدة" والإرهاب وشكر موظفاً مسلماً في المتجر أنقذ حياة رهائن الجمعة إذ خبأهم على الخاطف.

من جهة أخرى يحرز المحققون تقدماً في تحقيقاتهم حول أحمدي كوليبالي أحد الجهاديين الثلاثة الذين نفذوا الاعتداءات الأخيرة.

وكوليبالي هو منفذ عملية احتجاز الرهائن في متجر الأطعمة اليهودية في شرق باريس وقتل الشرطية في مونروج بضاحية باريس القريبة كما يشتبه بأنه أطلق النار الأربعاء على شخص وأصابه بجروح بالغة.

وعقد مؤتمر دولي حول الإرهاب بشكل طارئ صباح الأحد في باريس دعا خلاله وزراء الداخلية الأوروبيون والأميركي إلى تشديد اجراءات مراقبة التنقلات على حدود الاتحاد الأوروبي الخارجية وأعلن وزير العدل الأميركي اريك هولدر عن عقد قمة لمكافحة التطرف في 18 فبراير في الولايات المتحدة.

وقبل أن يقتلهم عناصر الكومندوس الفرنسيون الجمعة، أعلن الشقيقان شريف وسعيد كواشي منفذا المجزرة في صحيفة شارلي ايبدو انتماءهما إلى تنظيم القاعدة، فيما أعلن احمدي كوليبالي انتماءه لتنظيم "الدولة الإسلامية".

غير أن اريك هولدر صرح الأحد أنه "لا توجد معلومات موثوقة" حتى الآن تؤكد وقوف تنظيم القاعدة أو تنظيم "الدولة الإسلامية" وراء الاعتداءات.

back to top