فجر يوم جديد: {ليالٍ عربية}
![مجدي الطيب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1458322261627985900/1458322269000/1280x960.jpg)
الهم العربي يتخذ أشكالاً واتجاهات مختلفة، فالقضية الفلسطينية تجد طريقها إلى المشاهد، عبر أربع تجارب، أولها فيلم «زمن معلّق»، الذي جاء نتاج توجيه الدعوة إلى تسعة مخرجين فلسطينيين هم: مهدي فليفل، عرب ناصر، أسمى غانم، أيمن الأزرق، أمين نايفة، علاء العلي، مهند صلاحات، عاصم ناصر ويزن الخليلي، بغض النظر عن مكان تواجدهم، ليقدموا رؤاهم في {اتفاقية أوسلو} بعد عشرين عاماً من توقيعها، وتتكرر التجربة الجماعية في الفيلم الفلسطيني {جنود مجهولون} المؤلّف من ثمانية أفلام قصيرة أخرجها شبان في تجاربهم الإخراجية الأولى هم: روان التميمي، جابر أبو رحمة، محمود الهذالين، أحمد عمرو، سارة دحيدل، حمزة خليفة وعدي الطنب، وتتمحور حول كيفية مقاومة الاحتلال بلا عنف (!) أما الفيلم الثالث فيحمل عنوان {قهوة لكل الأمم} وفيه ترصد المخرجة وفاء جميل ما تعرضت له عائلة {عبد}، التي أجبرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة قريتها، والإقامة في مخيم. لكن {عبد} يُصر على العودة إلى القرية، ويستعيد ملكيته لأرضه. وفي فيلم {أنا مع العروسة} يقدم الشاعر الفلسطيني السوري خالد سليمان الناصري واثنان من الصحافيين الإيطاليين فيلما وثائقياً خاصاً يحكي قصة نجاحهم في تهريب خمسة مهاجرين سوريين وفلسطينيين إلى السويد.في سياق آخر، تمثل الحرب في سورية محوراً للفيلم الوثائقي {مسكون} للمخرجة السورية لواء يازجي، التي تتوقَّف من خلاله عند علاقة السوريين ببيوتهم أثناء الحرب، ومعنى البيت واقعاً ومجازاً، وشعور المرء حين يُجبر على مغادرة بيته، وتوجز المخرجة رسالة الفيلم قائلة: {أوّل ما يخطر على بالنا عند انفجار قذيفة هو الهرب، ولاحقاً ندرك أننا لم نلتفت لنتذكر ونعاين ما خلفّناه وراءنا، لم نودّع بيوتنا وذكرياتنا وصورنا وهويتنا وكل الحياة التي عشناها بين جدران تلك البيوت}. وفي عزف آخر على وتر الذكريات، يسرد المخرج الإماراتي علي مصطفى في فيلمه {من ألف إلى باء} حكايات عن أصدقاء الطفولة، الذين فرقت السنون بينهم، ولما حانت اللحظة اجتمعوا في {أبو ظبي} قاصدين، عبر الطريق البري، العاصمة اللبنانية بيروت، لزيارة ضريح صديقهما الذي انتقل إليها قبل خمسة أعوام، لكنه لقي حتفه في يوليو 2006 أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان.نجاح برنامج {ليال عربية} مرهون بتفاعل الجمهور مع الرؤى والأصوات الجديدة، كونه يتيح، حسبما وصفه مسعود أمر الله آل علي المدير الفني للمهرجان، {التعرف إلى مقاربات سينمائية لما يعيشه الإنسان العربي داخل العالم العربي أو خارجه، ويقدم رواية موازية للراهن، لها رؤيتها وعوالمها وقصصها بما يجعل من البرنامج فرصة خاصة لرصد المتغّير في الشخصية العربية، وفقاً للمتغير حولها، من دون أن يفوتنا استدعاء ذلك لطرق وأساليب فنية تتناغم مع كل موضوع تتناوله الأفلام أو أية حكاية ترويها}.