قال العقيد الكندري إن الهدف من تمرين «لؤلؤة الغرب» هو ممارسة إجراءات تخطيط وتنفيذ العمليات المشتركة على المستوى العملياتي، من خلال إدارة وإدامة قيادة مشتركة موحدة.

Ad

أكد مدير العمليات المشتركة، العقيد الركن محمد الكندري، أن تمرين لؤلؤة الغرب يعد أحد التمارين الرئيسية التي ينفذها الجيش الكويتي بشكل مشترك ومختلط، ويعد حدثاً لتعزيز التحالف وأواصر التعاون العسكري، وتأصيل التنسيق مع القوات الفرنسية، مشيرا الى أن فرنسا تعد حليفاً استراتيجياً للكويت، معتبرا التعاون الدفاعي بين البلدين من أهم وأقدم الاتفاقيات التي حظيت باهتمام بالغ من القيادات السياسية والعسكرية.

 جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح أمس في مبنى تمارين «لؤلؤة الغرب 2014»، بحضور الجانبين الفرنسي والكويتي.

 وقال الكندري إن اتفاقية التعاون الدفاعي المبرمة والمحدثة بين البلدين في عام 2009 حققت أفضل مستوى من التنسيق لمفهوم الدفاع وتطوير الخطط الدفاعية المشتركة، ومتابعة تنفيذ التمارين على مختلف مستوياتها.

وأشار الى أن تمارين لؤلؤة الغرب من أهم أوجه التعاون العسكري، وتعد أحد أكبر التمارين المختلطة والمشتركة التي ينفذها الجيش الكويتي مع القوات المسلحة الفرنسية، والتي تعد أحد أكبر الشركاء الاستراتيجيين من القوات الصديقة (التحالف)، ما يجعلها مناسبة مهمة لتعزيز التعاون وتوحيد وتكامل قدرات القوات المسلحة للدفاع عن أمن واستقرار الكويت وسيادتها ومصالحها الحيوية.

ولفت الى أنه في تسعينيات القرن الماضي تم تصميم تمرين لؤلؤة الغرب، تفعيلاً لما نصت عليه اتفاقية التعاون الدفاعي بين الكويت وفرنسا، وقد تم تطوير فعالياته تدريجياً ليصل الى مستواه الحالي، حيث أقيمت التمارين لـ«لؤلؤة الغرب» في أعوام 1996 و2000 و2004 و2009، وقد تم تنفيذها في الكويت.

 وتابع قائلا: وفقاً لما تم التوافق عليه في اجتماع اللجنة العليا للتعاون الدفاعي بين البلدين، الذي عقد في يناير 2013 بفرنسا بأن يستضيف الجيش الكويتي تمرين لؤلؤة الغرب 2014، ليتم تنفيذه ثنائياً مع القوات المسلحة الفرنسية خلال الفترة من 15 إلى 27 الجاري.

تخطيط وتنفيذ

 وقال الكندري: إن الهدف من التمرين هو ممارسة إجراءات تخطيط وتنفيذ العمليات المشتركة والمختلطة على المستوى العملياتي من خلال إدارة وإدامة قيادة مشتركة موحدة، مشيراً الى أن مراحل التمرين هي فحص منظومة الاتصالات، وتدريبات تمهيدية (نظرية) وتحضيرات وبروفات نهائية لوتيرة المعركة (تطبيقات عملية)، يعقبها وقفة عملياتية، ومن ثم يبدأ تمرين لؤلؤة الغرب 2014 مراكز القيادات، وبعدها ستتم مراجعة ما بعد التمرين، لافتاً الى أن عدد المشاركين في التمرين 170 ضابطاً من الجانب الفرنسي و170 ضابطا من الجانب الكويتي.

 وعن نوع التمرين قال الكندري: ضمن سيناريو عام موحد، تنفيذ تمرين لؤلؤة الغرب 2014 مراكز القيادات CPX بشكل مشترك ومختلط على المستويين الاستراتيجي العملياتي من جانب «عدو افتراضي»، وباستخدام منظومة المشبهات ولعبات الحرب (JTLS). وأردف أنه تم الاتفاق على أن تكون هناك قيادة مشتركة موحدة على المستوى العملياتي، وأن الضباط المشاركين من الطرفين يعملون جنباً الى جنب ضمن مجموعات وخلايا عمل تلك القيادة، وذلك من أجل تحقيق أهداف التمرين.

ونفى أن يكون التمرين مرتبطا أو له علاقة بالأحداث التي تعيشها المنطقة من أحداث سياسية وعسكرية، وخصوصا أنه تمرين مرتبط بجدول زمني دائم ومستمر، مؤكدا في الوقت نفسه أن السيناريو الموضوع للتمرين يغطي كافة التهديدات المتوقعة على دولة الكويت، سواء كانت تهديدات خارجية أو حتى إن كانت داخلية في كيفية مساندة الوزارات الأخرى.

تنسيق كبير

 ولفت إلى أن هناك تنسيقا كبيرا بين الجيش ووزارة الداخلية والحرس الوطني في خطة الدفاع عن البلاد، مشيرا إلى أن التمرين مشترك، ويشمل جميع القوات المسلحة، وذلك على مستوى القيادات.

 وأضاف أن هدف التمرين هو من أجل تدريب القيادة المركزية التي تخطط وتدير العمليات العسكرية وليس قتاليا، لافتا إلى أن هناك تمارين كويتية – فرنسية خاصة ستجرى خلال السنتين القادمتين، تشمل جميع عناصر وحدات الجيش الكويتي البرية والبحرية والجوية.

وأوضح أن التمرين مخصص لمراكز القيادات، ويتم من خلاله توظيف الأسلحة وقدرات الجيش الكويتي المتاحة، حيث يتم استخدام منظومات للمشبهات والعمليات، متنوعة ومختلفة، وتتبع العديد من الدول العظمى، ولا تقتصر على القوات العسكرية الفرنسية، مثل منظومة المشبهات وهي منظومة أميركية يستخدمها الجيش الفرنسي، مضيفا «نحن في صدد وطور وضع منظومة مشبهات للجيش الكويتي، وهي منظومة تم تجريبها أثناء حرب تحرير الكويت عام 1991، ونفس المنظومة استخدمت في عمليات أخرى ولاتزال تستخدم الى وقتنا الحالي».

وبيّن أن الجيش الكويتي لا ينظر ولا يتعامل مع السلاح من أين منشؤه، ولكن ما هي قدراته وكيف يتم توظيفه، ومن خلال هذه القيادة يتم توظيف هذه السلاح لتحقيق أهدافه، مؤكدا في الوقت نفسه أن الكويت لم تواجه أي مشكلات في مراحل العمليات، سواء كانت عند ارتفاع حالة الجيش عام 2003 وما قبلها، لافتا إلى أن هناك بعض المشكلات اللوجستية البسيطة التي كانت تواجهها، ويتم حلها بشكل سريع ومباشر.

دروس مستفادة

وأشار إلى أن السيناريوهات والإجراءات والتهديدات نفسها يتم فقط مراجعتها، في حين تجرى الكثير من التعديلات في كل تمرين، حيث شهد هذا التمرين على سبيل المثال مرحلة من التخطيط والتنفيذ والدراسة مدة سنة ونصف السنة تقريبا.

وأضاف أن أول نقطة يتم بحثها ومناقشتها هي الدروس المستفادة من التمارين السابقة، وما هي نقاط القوة التي يجب أن يتم تعزيزها، ونقاط الضعف التي يجب التركيز عليها في التمرين القادم، لافتا إلى أن هناك وثيقة رسمية من قبل الجانبين سيتم اعتمادها في الاجتماعات الأخيرة الذي ستعقد في نهاية التمرين تتعلق بكل شيء، حتى تكون بمنزلة مرجع للتخطيط للتمرين القادم.

وحول إمكان إقامة التمرين في المستقبل على الأراضي الفرنسية، أشار إلى أن هذه الفكرة مطروحة، ووفق الاتفاقية الدفاعية بين الكويت وفرنسا وبقية قوات التحالف، فإن التمارين تتم على الأراضي الكويتية.

 وأضاف أنهم كجيش كويتي يحبذون أن تكون التمارين على أرض الكويت وفي نفس البيئة وعمليات التنسيق التي يقاتلون عليها.

ولفت إلى أن هناك تعاونا بين البلدين في مجال التدريب، حيث يتم ابتعاث عدد من الضباط الكويتيين بشكل دائم لتلقي التدريب والخبرات في الكليات العسكرية الفرنسية، مبينا أنهم يسعون حاليا من خلال التوجيهات العليا من القيادة العسكرية إلى إرسال ضباط كويتيين مميزين من أجل عقد تمرين مشابه في فرنسا لمراكز قيادات من دون انفتاح القوات، حيث يبقى الضباط في مركز القيادة من أجل تلقي التدريب وإدارة مراكز القيادات، لافتا إلى أنها فكرة مطروحة يأملون أن تتحقق على أرض الواقع خلال السنتين القادمتين.

نقطة الأساس

وعن إمكان تطبيق التجربة مع قوات درع الجزيرة، قال: الكويت استضافت في العام الماضي تمرينا كبيرا لقوات درع الجزيرة، وذلك بمشاركة 15 ألف عنصر، وبالفعل استفدنا كثيرا، وهناك دروس مستفادة من هذا التمرين المميز، الذي كان بمنزلة نقطة الأساس لنجاح التمرين الحالي في تعاوننا مع القوات الفرنسية، مشيرا الى أن قائد درع الجزيرة زار أمس التمرين، وهم حاليا يقومون بالإعداد والتحضير لتمرين مشابه لمراكز القيادات، وسيكون في قيادة درع الجزيرة بقاعدة الملك خالد الجوية في حفر الباطن.

وأضاف: التمرين سيشمل كافة مراكز القيادات والتشكيلات بدول مجلس التعاون، وأجرينا اجتماعات ونقاشات حول كيفية تطوير تمارين مراكز القيادات، والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة، مؤكدا في الوقت نفسه أن مستوى تمارين درع الجزيرة ومراكز القيادات والتمارين الميدانية لا يقل عن أي مستوى تقدمه وتنفذه أي دولة متقدمة.

 من جهته، قال نائب مدير العمليات المشتركة الفرنسي الجنرال فيليب لوسامبلا، إن الهدف الرئيسي للتمرين هو تدريب هيئات الركن في القوات البرية والبحرية والجوية للعمليات العسكرية، من أجل زيادة لغة التعاون في ما بينهم، وكذلك إيجاد الحلول العملية السليمة، لافتا إلى أن هذا التدريب يعد من أصعب المستويات التي يتم تدريبها لمنتسبي القوات المسلحة.

 وأشار إلى أن الأشياء المهمة لهيئات الأركان في هذه التدريبات هي الإجراءات الصحيحة التي يجب أن تستخدم في مسرح العمليات، لأن الإجراءات في هيئات الركن، سواء كانت بين فرنسا والدول الصديقة، وكذلك  الحال للولايات المتحدة، يجب أن تكون موحدة ومتشابهة، مشددا في الوقت نفسه على أهمية السلاح وأدائه وفعاليته وليس مكان صنعه.

الخضر أولم على شرف السفير الفرنسي

أقام رئيس الأركان العامة للجيش الفريق الركن محمد خالد الخضر مأدبة غداء على شرف السفير الفرنسي لدى الكويت كريستيان نخلة، بمناسبة زيارته إلى مقر تمرين لؤلؤة الغرب 2014، لحضور فعاليات التمرين الذي يقوم بتنفيذه الجيش الكويتي بالتعاون مع القوات الفرنسية، ورافق السفير عدد من العاملين في السفارة الفرنسية.

واطلع السفير والوفد المرافق له خلال الزيارة على اخر التطورات والاحداث في مجرى التمرين وقدم له العقيد الكندري ايجازا عن التمرين واهدافه ودور الجانب الكويتي في هذا التمرين، ثم قام السفير والوفد المرافق له بجولة في أقسام التمرين والتقى عددا من القيادات الكويتية والفرنسية لفرق العمل المشتركة، وقد أبدى سعادته اعجابه وفخره بهذا التمرين  الذي يعكس عمق الشراكة الحقيقية بين البلدين.

حضر الزيارة معاون رئيس الاركان لهيئة الاستخبارات والامن اللواء الركن عبدالرحمن الهدهود ومدير كلية علي الصباح العسكرية اللواء الركن احمد العميري.