كيف ترى مستوى الأفلام السينمائية التي استقبلتها الصالات المصرية؟

Ad

 

لا بد من الاعتراف بأن صناعة السينما أصبحت تواجه مشكلة في المضمون والأبطال، فالسينما في شكلها الحالي لا تقدم سوى أفلام هدفها أن تبقى أسبوعين في الصالات التجارية قبل رفعها بعد تغطية تكلفتها من الإيرادات أو من تسويقها، وهو أمر لا يؤدي إلى وجود صناعة حقيقية قائمة على التنوع في الأعمال. وللأسف، حتى الآن لم يقدم عمل سينمائي جيد على غرار «الفيل الأزرق» أو «الجزيرة 2».

 

لكن شهدت بداية العام عودة الكاتب الكبير وحيد حامد بفيلم «قط وفأر».

 

لم يكن الفيلم بمستوى أعمال وحيد حامد السابقة، فقدم فكرة مستهلكة تطرق إليها فيلم «آي أي» قبل 20 عاماً، واعتمد على جرعة الكوميديا من دون أي هدف، على عكس أعمال حامد السينمائية المهمة، لذا لا يمكن اعتباره عملاً سينمائياً قوياً.

 

هل المشكلة في غياب النجوم أم مرتبطة بالسيناريوهات؟

 

يحتاج الفيلم السينمائي إلى توليفة تجمع بين السيناريو الجيد وبين الاختيارات المناسبة للأدوار، وهو ما لا يتوافر في عدد كبير من الأعمال التي طرحت أخيراً. على سبيال المثال، فيلم «الدنيا مقلوبة» مكتوب بطريقة جيدة للغاية، لكن فقر الإنتاج واختيار الأبطال غير المناسب جعله لا يخرج بصورة جيدة، فأبطاله علا غانم وباسم سمرة ورندا البحيري لم يجيدوا تقديم الكوميديا فيه، ما جعله يخفق أيضاً بصورة كبيرة في الإيرادات.

 

شهدت السينما عودة محمد هنيدي ومنى زكي بعد غياب، فكيف ترى عودتهما؟

 

قدم محمد هنيدي فيلماً كوميدياً، لكنه لم يأتِ بأفضل أداء عنده، فهو ممثل لديه موهبة حقيقة لا ينكرها أحد، لكن الفيلم لم يكن على مستوى أعماله السابقة، فمرّ من دون أن يشعر به الجمهور. أما منى زكي فتعرضت للظلم، ولم يقيم فيلمها بشكل جيد، لأنه من الأعمال المؤجلة، وكثرة الأخبار السلبية عنه في السنوات الماضية جعلت الجمهور يحجم عن مشاهدته.

 

شهد النصف الأول من الموسم الصيفي وجود أفلام شبابية، كيف تقيمها؟

 

تحمل في مجملها أفكاراً قديمة قدمت سابقاً، ولم يثبت أي من الممثلين الشباب أنه يستحق نجومية حقيقية وبطولة سينمائية. حتى حسن الرداد الذي بدأ مسيرته بأعمال جيدة وأدوار اختارها بعناية انزلق في الأفلام التجارية، وبدأ يفقد ما يميزه عن أبناء جيله.

 

لكن مجمل الأفلام حققت إيرادات جيدة؟

 

يريد الجمهور الذهاب إلى السينما، خصوصاً في الإجازات والأعياد، والموزعون أصبحوا يجيدون طريقة الحصول على إيرادات جيدة لجميع الأفلام من خلال توجيه أفلام العشوائيات والبلطجة إلى الصالات الموجودة في وسط البلد، والأفلام الكوميدية في الصالات بالمراكز التجارية، وهو ما يناسب الجمهور المستهدف من كل صالة. بالتالي، نادراً ما يكون فيلماً سينمائياً لا يغطي تكلفته من هذه التوليفة.

فكرة أن الموسم الصيفي هو الأكثر توجهاً وجذباً للإيرادات لم تعد قائمة لوجود شهر رمضان في منتصف الموسم، الأمر الذي يؤثر على قرارات المنتجين في طرح أعمالهم، خوفاً من عدم تحقيقها إيرادات جيدة بالتزامن مع الامتحانات، ما يجعل الموسم الحقيقي يبدأ متأخراً مع عيد الفطر.

 

هل ترى أن ظاهرة أفلام البلطجة في تراجع؟

 

بالتأكيد، لأنها اضرَّت بأصحابها كثيراً. صحيح أنها حققت لهم إيرادات جيدة في البداية، لكن النتيجة أنها حصرتهم فيها، وبالتالي فالراهن الحقيقي على تراجعها هو أن غالبية أصحابها يقدمون أعمالاً أخرى متنوعة خلال الفترة الحالية، وهي موضة في طريقها إلى الاختفاء لصالح الأعمال الكوميدية التي عادت بقوة خلال الموسمين الماضيين.

 

هل الأمر مرتبط بظروف إنتاجية؟

 

لا يمكن فصل واقع السينما عن الإنتاج وظروفه، فعائلة السبكي لا تزال المسيطر الأبرز على سوق الإنتاج، ونادراً ما تقدم أعمالاً جيدة، لذا فصناعة السينما بحاجة إلى حماسة منتجين جدد يتبنون أفكار الشباب، وينفذونها من دون خوف أو تردد لتوفير منافسة جادة، وليست بين أعمال السبكي فحسب.

 

أثار الاتجاه إلى زيادة عدد النسخ من الأفلام الأجنبية حالة من الجدل بين المنتجين، كيف ترى هذه الإشكالية؟

 

لا يحصل الفيلم الأجنبي على نصيب من جمهور الفيلم العربي، والاعتقاد بغير ذلك أمر ليس له أساس من الصحة، لأن لكل منهما جمهوره، ودائماً ما يتوجه الأخير إلى الفيلم الجيد الأجنبي. بالتالي، فإن زيادة عدد نسخه مرتبطة بألا يبقى مدة أطول في الصالات، فالأمر في صالح صناعة السينما، لأنه سيشجع المنتجين أيضاً على تقديم أفلام بجودة أعلى حتى تكون منافسة للأفلام الأجنبية.