كشف مصدر رفيع المستوى لـ"الجريدة" أن مسؤولين في "حزب الله" اللبناني طلبوا الاجتماع بمسؤولين مصريين، للتعبير عن اعتراضهم على وجود السياسي المصري رئيس حزب "غد الثورة" أيمن نور في لبنان، وهو اللقاء الذي تم بالفعل قبل نحو 25 يوما في مقر إحدى السفارات، وحل فيه العضو السابق في حركة أمل محمد عبيد ممثلا عن الحزب اللبناني.

Ad

وقال المصدر إن عبيد نقل في اللقاء، الذي استمر ساعتين، تأكيد "حزب الله" على اعتراضه على وجود أيمن نور في لبنان، وطلب ترحيله من البلاد، حيث أعرب الحزب عن عدم ارتياحه لوجود نور في بيروت، وكذا سفره المتكرر إلى تركيا وقطر، وسط غموض بشأن رؤيته السياسية.

وتابع: "نور يقيم في منطقة عالية الخاضعة لنفوذ الحزب التقدمي الاشتراكي، في ضيافة وحماية الوزيرين غازي العريض وأكرم شهيب، ولا أحد يستطيع تأجير منزل في هذه المنطقة دون موافقة يسري مراد المسؤول في الحزب التقدمي.

وأضاف المصدر أن "حزب الله" نقل إلى المسؤولين المصريين أنه لا يسعى إلى فتح جبهات ضد مصر، ويركز في الشأن السوري والمقاومة، مشيرا إلى أنه حريص على إقامة علاقات طيبة مع القاهرة، ويعرف جيدا حجم العلاقات المصرية - السعودية ويقدرها، مع العلم بحساسية الموقف نتيجة توجهات الخليج ضد الحزب.

وتطرَّق الحزب إلى قضية هروب عضوه سامي شهاب من السجون المصرية إبان أحداث ثورة يناير 2011، وقال إن "أعضاء الحزب بشر وليسوا ملائكة، ومسألة الهروب انتهت"، وتابع المصدر: "عبيد قال نصا للمسؤولين المصريين إن مصر ليست عدوا، ولكن خصما لنا، ولذا نسعى لتصحيح الصورة مع الجانب المصري"، لافتا إلى توقف حزب الله عن دعم حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" لأسباب تتعلق بالأزمة السورية، إضافة إلى قطع إيران بعض أشكال الدعم.

وكشف المصدر أيضا أن "المسؤولين المقربين من الحزب اللبناني طالبوا بسرية اتصالاتهم مع مصر"، كما أكد المصدر أن المسؤولين المصريين لديهم عدم ارتياح من محاولة هذا التقارب، وتساءلوا: "لماذا لم يدن حزب الله العمليات الإرهابية في مصر"، ولذا شكك الجانب المصري في محاولة التقرب، خاصة مع توافر معلومات لدى الأجهزة الأمنية بمساعي "حزب الله" للتدخل في الشأن المصري.