عقبات متزايدة أمام التوصل إلى اتفاق حول النووي الإيراني

نشر في 02-02-2015 | 13:26
آخر تحديث 02-02-2015 | 13:26
No Image Caption
يرى البعض أن اتفاقاً نهائياً حول البرنامج النووي الإيراني تم مع القوى العظمى، بينما يعتقد آخرون أنه من غير الممكن تحقيق ذلك.

لكن ومع استمرار الغموض حول المحادثات التي تهدف إلى انهاء الجدل القائم حول البرنامج منذ 12 عاماً، فإن العراقيل تتزايد أمام التوصل إلى اتفاق.

وفي واشنطن، يدرس الكونغرس فرض عقوبات جديدة على ايران رغم نداءات البيت الأبيض لإفساح مزيد من المجال أمام المحادثات، ورد المتشددون في ايران بتهديد مقابل وباتوا يعملون على مشروعي قانون يمكن أن يقوضا المحادثات.

ويقول المحللون أن الضغوط تتزايد مع تعثر المحادثات بسبب الخلاف حول مستوى تخصيب اليورانيوم الذي سيسمح به لإيران وحول جدوى رفع العقوبات المفروضة عليها.

واعتبرت ايللي جيرانمايه المتخصصة في الشؤون الإيرانية في المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية أن "معارضي أي اتصالات دبلوماسية بين إيران والغرب يعملون منذ الآن على انهاء العملية"، وتابعت "مع مرور مزيد من الوقت سيزداد موقفهم قوة".

ومع أن موعد 30 يونيو للتوصل إلى اتفاق نهائي بين ايران ومجموعة 5+1 "الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا" لا يزال بعيداً إلا أن المهل السابقة مرت دون تحقيق أي نجاح.

وفي العاصمة الإيرانية، يقول مسؤولون أن الولايات المتحدة والدول العظمى الأخرى عليها أن تبدي مرونة أكبر على صعيد التفاصيل الصعبة في الاتفاق.

ولم تصدر عن المفاوضين الإيرانيين أي إشارة بأن التوصل إلى تسوية بات قريباً، كما أن المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي الذي له الكلمة الفصل في الموضوع كان أعرب الشهر الماضي عن شكوكه بامكان الوثوق في الولايات المتحدة.

وتخوض اسرائيل حملة مكثفة لمنع التوصل إلى اتفاق نهائي كما أن السعودية أبدت قلقها بحسب المحللين، مما يعني إمكان توقف المفاوضات في حال عدم تحقيق أي تقدم نهائي قريباً.

ويقول المحللون أن التهديد الأكبر هو إمكان فرض عقوبات أميركية جديدة على إيران والتي اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف انها "ستقوض المحادثات".

ومثل هذه النتيجة هي ما يسعى إليه على الأرجح رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عندما سيلقي كلمة أمام الكونغرس الأميركي حول المساعي النووية الإيرانية في الثالث من مارس.

وفي إشارة على عدم رضا البيت الأبيض عن مثل هذا المبادرة غير المؤاتية إذ من المفترض أن يتم التوصل إلى اتفاق اطار مع إيران بحلول 31 مارس، فإن أوباما لن يلتقي نتانياهو.

وسيقرر السناتوران الجمهوري مارك كيرك والديموقراطي روبرت ميننديز بحلول 24 مارس ما إذا سيتم إدراج تشريع جديد على برنامج الكونغرس.

وإذا تمكنا من اقناع عدد كاف من الديموقراطيين في الكونغرس الذي يسيطر عليها الجمهوريون فسيملكون الغالبية العظمى الضرورية لاعتماد تشريع لا يمكن أن يواجهه الرئيس بحق الفيتو الذي يملكه.

وأضافت جيرانمايه أن "ميننديز سيجد سهولة أكبر في جمع التاييد إذا لم يتم تحقيق أي تقدم في المحادثات" بين ايران والقوى العظمى.

وفي طهران، يدرس النواب مشروعي قانون: الأول يلغي الاتفاق المرحلي الذي علقت ايران بموجبه نشاطاتها النووية والثاني يتيح للعلماء في الجمهورية الإسلامية تسريع أبحاثهم.

وظهر التوتر جلياً عندما انتقد 21 نائباً ايرانياً متشددين وزير الخارجية حول نزهة من 15 دقيقة قام بها مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال استراحة في المحادثات التي تستضيفها جنيف.

واعتبر سياوش راندجبار-ديمي المحاضر حول شؤون ايران والشرق الأوسط لدى جامعة مانشستر أن "معارضي التوصل إلى اتفاق موجودون بقوة ومنذ البدء في طهران وفي واشنطن، لكن على الحكومتين أن تبقيا فوق السجالات إذا أرادتا التوصل إلى اتفاق".

ويمكن أن يعقد كيري وظريف اجتماعاً هذا الأسبوع في ميونيخ وسيكون عليهما "مواجهة هذه المعارضة بشكل مباشر وتفادي النزهات المثيرة للجدل".

من جهته، اعتبر أمير موهبيان المحلل المقرب من المتشددين في طهران أن الضغوط المتزايدة يمكن ان تدفع بالمفاوضات قدماً.

إلا أن المماطلة يمكن أن تكلف الرئيس الايراني حسن روحاني غالياً لجهة تاييد الرأي العام، لأنه كان أثار آمالاً بعودة البلاد إلى الازدهار الاقتصادي عن طريق التوصل إلى اتفاق نووي.

وعندما تم تفويت المهل السابقة دون تحقيق تقدم، توجه روحاني المعتدل إلى الرأي العام عبر التلفزيون للتشديد على أن المحادثات باتت قريبة من تحقيق نتائج.

وأضاف موهبيان أن الإيرانيين ينتظرون الآن إشارات بتحقيق تقدم ملومس.

وتابع أن "مع اقتراب ذكرى تاسيس الجمهورية الإسلامية في 11 فبراير، فإن الوقت مناسباً لتوجيه رسالة ايجابية إلى الشعب الإيراني".

back to top