صافيناز التي قدرت استثماراتها داخل مصر، كما أعلنت عبر محاميها، برأس مال قدره 3.5 مليون جنيه، سيكون نشاطها إقامة حفلات غنائية وفنون استعراضية، وإنتاجها وتوزيعها، وقد حصلت على التصاريح اللازمة من وزارة القوى العاملة المصرية لشركتها التي تأسست أخيراً.

Ad

ما فعلته صافيناز ليس الأول من نوعه، فثمة فنانون كثر يسعون إلى تأسيس مشاريع خاصة بهم تعتمد على استثمار اسمهم وشهرتهم.

لا استغلال

توضح الناقدة الفنية ماجدة خيرالله أن فنانين كثراً يلجأون إلى مشاريع غير فنية تعتمد على رؤوس أموال خاصة لأسباب من بينها الرغبة في تأمين المستقبل مادياً، والحصول على أرباح بما لا يؤثر على الأعمال التي يقدمونها، أو جمع الأموال للأعمال الخيرية والترويج لمؤسسات غير هادفة للربح، أو الترويج لمشاريع خاصة في الأسواق، على غرار الظهور في إعلانات العطور والملابس وما شابهها.

تضيف: {لا تعيب المساعي الربحية الفنان ما دام يحافظ على المسافة بينها وبين ما يقدمه للفن، لكنني أستاء من نجوم لامعين يقدمون كل ما هو مفيد في مجالهم ثم ينطفئ ذلك كله بسبب تركيزهم في الحملات الإعلانية أو المشاريع الخاصة وتحوّلهم من فنانين إلى {موديلز}.

تتابع: {في فترة ما كان ثمة {وكلاء} يديرون مشاريع الفنانين، ليقرر هؤلاء، في ما بعد، إدارتها بأنفسهم اعتماداً على {صخب ظهورهم} كشخصيات عامة، وأن لاعبي كرة القدم يتفوقون على الفنانين في هذا الأمر}.

في ما يتعلق بصافيناز تؤكد خيرالله أن {أعمالها الخاصة لا تعيبها، ما دام الأمر لن يصبح {فرض وجود} على الساحة باستخدام هذا الاستثمار، ويصبح، في هذه الحالة، أحد أنواع {التحايل}، ولكن ما دامت تظهر بأعمالها أو حفلاتها ضمن نشاطها الفني المعتاد فلا يجب انتقاد مشاريعها الشخصية}.

دور جيد

في تصريح لـ{الجريدة} يؤكد ماجد المصري أن الأمر ليس استغلالاً لاسم الفنان، ولا يعتبر تداخلاً بين الـ {بيزنس} والفن، ولا يؤثر أحدهما على الآخر، بل يكون وثيق الصلة بالمتغيرات في المجال الفني نفسه، فبعد ثورة يناير حل ركود تام على الساحة الفنية، واضطر الفنانون إلى اللجوء إلى الاستثمار والمشاريع الخاصة.

ويضيف أن حالة صافيناز {لا تضر} الفن من قريب أو من بعيد، بل تنعكس إيجاباً على أحوال البلاد الاقتصادية، فعندما يفتتح فنان مشهور مشروعاً ما يشهد إقبالا وحركة تجارية، ما ينعش الأوضاع حول هذا المشروع، وهو {دور جيد { يقوم به.

يتابع أن فناني هذا الجيل استوعبوا الدرس من أجيال فنية سابقة وأسماء لامعة رحلت وهي {فقيرة تماماً}، {بل إن البعض مات لعدم قدرته المادية على توفير مستحقات علاجه أو سكنه، لذلك نبحث عن مصدر دخل ثابت حتى لو اعتمدنا على علاقتنا في المجال الفني لخدمة الاستثمار الجديد}.

بدوره يرى محمد الشقنقيري أن فنانين كثراً قرروا أن تكون مشاريعهم الاستثمارية وثيقة الصلة بفنهم، {فنراهم يمتلكون استديوهات لتسجيل الأغاني أو دبلجة الأصوات، وشركات إنتاج واستديوهات لتنفيذ مراحل في الأعمال الفنية}، معتبرا ذلك {الأنسب} في حال أرادوا اقتحام عالم المال والأعمال .

يضيف: {يجب ألا نلوم الفنانين في حال لجأوا إلى أنشطة تجارية، لأن المجال الفني غير مضمون دوماً، ولا يحقق الأمان الوظيفي الذي تتمتع به شرائح أخرى في المجتمع.  ثم بحكم عمله، الفنان معرض لأمراض الضغط والقلب وغيرهما، ويحتاج إلى ما يعتمد عليه غير نجوميته أو شهرته}.

يذكر أن سامي العدل يمتلك أحد أشهر المقاهي بحي الزمالك الراقي، أحمد السقا معارض لتأجير السيارات بالإضافة إلى {إسطبلات} للخيول،  أحمد حلمي شركة إنتاج فني تنتج أعماله، حنان ترك متجر تزيين الشعر للمحجبات، المنتج محمد السبكي سلسلة محلات لتجارة اللحوم بالدقي وشركة لإنتاج الأفلام وتسويقها.