في الوقت الذي يتناقش فيه النواب حول إمكانية أكل "الآش" بدون "خبز إيراني"، يدور بين المواطنين نقاش آخر أكثر حدة حول إمكانية أكل "مقلب التنمية" بدون أن نصبح "مضحكة" العالمين!! وكل بنقاش إمكانه يغنّي على ليلاه!

Ad

إن كان رفع سعر الديزل دواء للهدر في الميزانية فهو داء أصاب الأسعار بالجنون! هذا واقع لا يمكن إنكاره، فبصمات "الخبز" و"الطابوق" و"الصبة الجاهزة" تملأ جدران الفواتير، و"راعي التنكر" يحوم حول مكان جريمة الغلاء، وكل التفاصيل تثبت أن علاج الحكومة حول الديزل إلى "زومبي" يلاحق دخلنا عبر كل الحواري والأزقة ليمتص دماءه! وأعتقد أن السبب هنا يكمن بطريقة العلاج لا بالعلاج ذاته، فلا يخفى عليكم أن الكائن الوحيد الذي يمكن إجراء التجارب عليه بعذر مقبول هو فئران المختبرات، أما البشر فلا يمكن جعلهم هدفاً لتجارب لا تحمل دراسة مسبقة مرتب لها وما "تخرش الميه"!

إن كان رفع الأسعار "بنسلين" يعالج حمى الهدر في الميزانية فعلى "الدكتورة الحكومة" أن تعطينا إياه كمواطنين بحسب الأصول ووفق الطرق السليمة، تماماً كما يفعل الأطباء حين يعطون المريض إبرة حساسية تحت الجلد ليعرفوا إن كان جسده لا يرفض "البنسلين" وإلا طبعاً تسبب الدواء في قتله، ولكن ما لنا وما لـ"طبعاً" ما دام "بوطبيع ما يجوز عن طبعه"، وما دمنا نعلم يقيناً أن الدكتورة الحكومة ما تعرف تعطي إبر "بنسلين"، والشيء الوحيد الذي تبرع فيه هو إعطاء الإبر المخدرة  في عضل تنميتنا العليلة!