رودني حداد

Ad

{الإعلام مسؤول عن مجازر العالم من دون أن يدري} يقول الممثل رودني حداد مشيراً إلى أن الفساد بات مستشرياً في قطاعات الحياة كافة وليس في الدراما أو السينما أو الانتاج فحسب.

يضيف: {الفساد مرض عالمي دخل الفنون والسياسة والمجتمع، وقد وصلنا إلى مرحلة لم يعد الإنسان الحقيقي يجد مكانه في هذا العالم، بعدما ارتبطت قيمته بالمبالغ المادية التي يمكلها، وانقلبت المفاهيم رأساً على عقب}.

يحمّل الإعلام المسؤولية المباشرة  عما نراه اليوم من تراجع وابتذال ومحاصصة، وجزء كبير منه موّجه فنياً ويتابع:} ثمة وجهة نظر سائدة بأن اللبنانيين غير مؤهلين فنياً، إنما هم في الحقيقة متقدّمون على سواهم، لكن الكمية هي السائدة على النوعية في العالم العربي. علماً أن أي تقدّم فنيّ في أي بلد عربي ينعكس إيجاباً على الدول العربية كلها}.

عن كيفية تعاطي الصحافة اللبنانية مع الفنّ يوضح: {ثمة نقص فكري لأن عدد الصحافيين المثقفين قليل، فيما تتابع الغالبية ما يُعرض عبر الشاشة لكتابة نصٍ نقدي، مع أن الأعمال المعروضة ليست قيمّة، وكل ما تسعى إليه تحقيق نسبة مشاهدين لأسباب تجارية. لا يمكن كتابة نقد بنّاء من دون ركيزة ثقافية عامة، لكن ما يحصل راهناً هو تعاملنا مع أي شخص يملك حداً أدنى من الثقافة العامة والاطلاع وكأنه ناقد}.

ريما كركي

{الاعلام شبيه بالجو السائد من حولنا} تؤكد الإعلامية ريما كركي موضحة أن الواقع اليوم يحوي صراعاً بين السلطة والكلمة، وهو يعطي منتوجاً جميلا، أمّا تربع كل واحد على قمة إمارته، فلا يخدم صورة الإعلام.

تضيف: {نحن  مكبّلون والحرية الإعلامية في العالم العربي كذبة نستخدمها للاعتداء لا للتطور. للأسف يدفع الاعلاميون الجريئون المبتعدون عن هذا الجو الثمن غالياً في حال لم يتعايشوا مع الموجود، فقد يُغتالون أو يُسجنون أو يصبحون عاطلين عن العمل}.

تشدد على أنها إعلامية حرة تتحكم بأفكارها ولا تتبع أحداً، {أدفع أحياناً ثمن أفكار أعبّر عنها، والدليل ابتعادي عن الشاشة لأنني لم أقتنع بالأفكار المتوافرة. ربما نخسر الكثير في ظل الكذبة الكبيرة التي نعيش فيها، لأن من هو أقل مستوى منّا يسبقنا، وأنا عنيدة في هذا الإطار}. لافتة إلى أن الإعلام اليوم وما نشاهده عبر الشاشة في معظمه ليس من ابتكارنا.

تتابع: {في عصر عَظُم الإيمان في الآخرين وقلّ إيماننا في أنفسنا، وتهافت الجميع إلى شراء أفكار برامج منفّذة خارجاً للاقتباس منها، يوّلد ابتكارنا لفكرة برنامج وتسجيلها رسمياً باسمنا، فرحاً داخلياً، كونه يكشف جوانب أخرى لدينا، أبعد من مجرد مذيعة أو مقدّمة، ما سيمهّد لابتكاري أفكار برامج لآخرين أيضاً}.

سمير صفير

{الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة  مسؤولة عن الجريمة التي تُقترف بحق الفن اللبناني}، يقول الملحن سمير صفير مشيراً إلى أن شاشة التلفزة والمنتجين يفضّلون من {يزعق} لأجل حفنة من الدولارات ويستبعدون المواهب الحقيقية.

يضيف: {من الطبيعي أن يعتاد المتلقي على هذا الابتذال لأنه يحاصره عبر الوسائل الإعلامية كافة، وكلنا يعرف دور الإعلام في رفع ذوق الناس الفني أو تدميره... لا يهتمّ الإعلام مثلاً بإعادة عرض مسرحية {لولو} لفيروز والأخوين رحباني على الشاشة ليتعرّف الجيل الجديد إلى ماضيه الفني الراقي، لأنه مشغول باحتفالات ملوك وملكات الجمال وعرض حفلات الفنانات الناقصات}.

يؤكّد أنه منذ زمن طويل وتدأب وسائل الإعلام على تدمير الذوق العام، وما من يسأل، «لأن شاشاتنا أفلست وبات الاستنساخ واضحاً في برامج الطبخ والحوارات السياسية والبرامج الصباحية، والفضيحة الكبرى في الترويج للمزوّرين الذين يدّعون أنهم منجّمون ومبصّرون».

يتابع:{يحتاج مجتمعنا إلى أطنان من الأدوية كي يُشفى من الفيروس الذي يفتك به»، كاشفاً في حديث له عن رغبته بدراسة الصحافة الفنية،  وعزمه انشاء مجلة الكترونية قريباً لينتقد الفن، ستعتمد على الإعلانات، رافضاً  أن يتقدم فنان ما بإعلان مدفوع له في المجلة.

وعن الرشوة يؤكد أنها تنطبق على 70 في المئة من الصحافة الصفراء، مقابل 30 في المئة من العناصر الجيّدة في الصحافة الفنيّة والسياسيّة والاجتماعية، موضحاً أنه يُدافع عن الفنّ، من دون إذن من أحد.

نزار فرنسيس

يزداد المستوى الرديء في الفن بسبب الإعلام والفضائيات المتحكّمة بالعالم والتي أضاءت على الجيد والسيئ بتساوٍ، لكن السيئ لا يدوم، يقول الشاعر نزار فرنسيس مشيراً إلى أن «ثمة أغنيات جيدة وأخرى سيئة كما في العصور كافة، وأنه في زمن عبد الوهاب وأم كلثوم وفيروز ووديع الصافي، قدّم بعض الفنانين مستوى متدنياً من الأغنيات لكننا لا نذكرهم لأن الإعلام لم يضئ عليهم. أما  اليوم فيحتل من يسمون أنفسهم «فنانين» الوسائل الإعلامية من دون حسيب أو رقيب}.

يوضح، في حديث له، أن المشكلة ليست بنوع الجمهور بل بوسائل الإعلام بمختلف أشكالها التي تبث هذه الاغاني، وأن نقطة الاختلاف اليوم تكمن في وسيلة النقل وليس متطلبات السوق الفني.

يضيف: «تعتمد الوسائل الاعلامية على الربح وليس على جودة العمل الفني، لذلك نرى أعمالا جيدة وأخرى دون المستوى، فهي تخضع لعملية حسابية واحدة، نتيجتها كسب الأمول»، مؤكداً أن «الإعلام تحوّل إلى ضيف ثقيل يفرض عليك نوعية الأغاني، رغم أنها تكون «ثقيلة» على آذاننا إلا أننا نجد أنفسنا لاإراديا مأخوذين بسحرها الايقاعي».

يتابع: «رسالتنا كشعراء وفنانين تثقيف الناس، وإيصال الرسالة بطريقة فنية، إلا أن الأهداف اليوم اتجهت نحو مسار مغاير، وبات همها الوحيد «جني المال»، وأكبر دليل على ذلك السياسة التي تعتمدها وسائل الإعلام التي تجني أرباحاً  من خلال أعمال رخيصة وهابطة».