في خطوة مستغربة، قررت الفصائل الفلسطينية أمس المشاركة في العمليات العسكرية، التي يعتزم نظام الرئيس السوري بشار الأسد إطلاقها في مخيم اليرموك تحت ذريعة تطهيره من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

Ad

وقال عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية المبعوث الخاص لرئيس السلطة الفلسطينية أحمد مجدلاني، في مؤتمر صحافي بدمشق، إن دخول التنظيم المتطرف الى المخيك "أطاح بالحل السياسي ووضعنا أمام خيارات أخرى لحل أمني نراعي فيه الشراكة مع الدولة السورية صاحبة القرار الأول والأخير في الحفاظ على أمن المواطنين"، مشيراً إلى أن "الجهد الفلسطيني تكاملي مع دور الدولة السورية في تطهير المخيم من الإرهاب".

وغداة اجتماع شارك فيه ممثلون عن 14 فصيلاً فلسطينياً وغابت عنه كتائب "أكناف بيت المقدس"، القريبة من حركة "حماس" والمعارضة للنظام السوري، أكد المسؤول الفلسطيني القادم من رام الله "الاتفاق على أن يبقى الاجتماع مفتوحاً للتنسيق الدائم مع القيادة السورية، وتشكيل غرفة عمليات مشتركة من القوات السورية والفصائل الفلسطينية التي ترغب، والتي لها تواجد ملموس داخل المخيم أو في محيطه، لاستكمال هذه العملية النظيفة عسكرياً".

وأوضح مجدلاني أن "أي عمل (عسكري) يجب أن يكون تدريجياً ويراعي حياة المدنيين السوريين والفلسطينيين وعدم التدمير الشامل للمخيم".

من جهته أكد ممثل منظمة التحرير في دمشق أنور عبدالهادي توافق الفصائل في الاجتماع "على دعم الحل العسكري لإخراج داعش من المخيم"، كاشفاً عن "انشقاق جزءاً من أكناف بيت المقدس وأن 90 منهم باتوا ينسقون مع غرفة العمليات المشتركة ويقاتلون إلى جانب النظام".

غارات كندية

في هذه الأثناء، نفّذت كندا أولى غاراتها الجوية ضد "داعش" في سورية، بحسب وزارة الدفاع، التي أوضحت أن "طائرتي إف-18 كنديتين شاركتا، بواسطة قنابل دقيقة التوجيه، في شن غارات جوية ضد حامية" للتنظيم قرب الرقة، مبينة أن العملية "نفذها ما مجموعه عشر طائرات من الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، بينها ست طائرات أميركية".

بدورها، أكدت القيادة المركزية الأميركية تنفيذ ثلاثة غارات جوية على "داعش"، موضحة أن إحداها دمرت وحدة تكتيكية للتنظيم في مدينة الراعي بريف حلب، وغارتين جويتين قرب مدينة كوباني دمرتا ستة مواقع قتالية لعناصره.

حصار وتعهد

وبينما أقدمت الفرقة الرابعة والمخابرات الجوية للنظام على إحكام حصارها الخانق على مدينة معضمية الشام بالغوطة الغربية بغلق معبرها الوحيد من جهتها الشرقية بشكل كامل ومنع العاملين من دخولها وكذلك طلبة الجامعة والأطفال، تعهدت كتائب "تحالُف الراية الواحدة" بقيادة "جبهة النصرة" في ريف دمشق بـ"محاربة المفسدين" في إشارة الى "داعش" في الغوطة الغربية، مؤكدة أنها ستضرب بيد من حديد على "المفسدين والمعتدين".

وقال التحالف في بيان "سنأخذ على يد كل مَن تسول له نفسه الاعتداء على دِين المسلمين وعقيدتهم واتهامهم وتكفيرهم تحت مظلة الجهل والغلو، أو الذين يعتدون على أموال المسلمين بغير حق من المفسدين، وسنضرب بيد من حديد".

وفي الحسكة، شنت وحدات حماية الشعب الكردية أمس الأول هجوماً واسعاً على مواقع "داعش" في قرية تل خنزير بالريف الغربي لرأس العين شمل 7 نقاطٍ على خطوط التماس بين الطرفين، قابله مسلحو التنظيم بهجوم على مدينة تل تمر انطلاقاً من قرية الأغبيش.

مباحثات موسكو

سياسياً، اختتمت في موسكو أمس، جولة المفاوضات بين المعارضة ومبعوثي دمشق بعد ثلاثة أيام من محادثات لم تتوصل إلى نتائج ملموسة.

وبعد إخفاق "موسكو1" في يناير، بدت آمال التوصل إلى اتفاق على مبادئ مشتركة ضعيفة حتى قبل بدء الجولة الجديدة من المحادثات التي تضم 30 معارضاً بتمثيل محدود جداً، والذين اختارت دمشق العديد منهم.

وبعد يومين من المحادثات (الاثنين والثلاثاء) بين المعارضين أنفسهم، وأول اجتماع مع مبعوثين من دمشق أمس الأول، أكدت المعارضة أن "موسكو2" "قد لا يحقق الكثير" و"تركيبة المدعوين هي أحد أسباب المشكلة".

(دمشق، أوتاوا، إسطنبول ــــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)