يحق أن نقول للمناضل عبدالله النيباري، أنت فخر لنا وللمعارضة الوطنية الديمقراطية، وأنت المثل الأبهى للتسامح والترفع عن الصغائر، أطال الله في عمرك أنت وحرمك المصون شريكة حياتك وشريكة اللحظات الفارقة التي تأرجحت فيها الروح بين العودة إلى مستودعها ومقرها وبين المكوث في أرض الأحياء إلى يوم معلوم.

Ad

لحظات فارقة تأرجحت فيها الروح بين العودة إلى مستودعها ومقرها وبين المكوث في أرض الأحياء إلى يوم معلوم، ذقنا فيها مرارات الفعل الشائن وتوقع سماع عبارة "البقاء لله". يوم مشهود حينذاك انحشرنا فيه داخل حلق ذلك الممر الطويل من وجوه مألوفة وهيئات تلاشت معالمها من الحزن والكدر، حملنا أثقال الحدث وأسئلة لا تنتهي من ولماذا وكيف ومتى تحين ساعة القصاص؟

في ذلك اليوم الأسود والخيال المتكسر الذي سرح في جميع الاتجاهات، فصلت شعرة بين مشهد إحياء الذكرى السنوية لاغتيال الشهيد عبدالله النيباري ومشهد مواصلة ذلك السياسي، الدمث الأخلاق الشرس في كلمة الحق، لمسيرته النضالية في حماية المكتسبات الديمقراطية وتقديم النموذج الإيجابي للمعارض الذي يبني ولا يهدم.

ولقد كانت لمشيئة الله إرادة مغايرة لإرادة مؤسسة الفساد، فأبقى على حياة المناضل وأمده بالعافية والصبر وطول البال، إلا من وسامٍ في يده يذكِّره بأثمان الشجاعة ويذكرنا بالمسافة التي تفصلنا عنه.

لقد أوشك المناضل أن يكون ذكرى، ولكن يا لَحظِّنا، هو بيننا كما كان بطلاً لمعركة التأميم وممثلاً راقياً للدولة المدنية فكراً وروحاً وممارسةً وكاتباً متخصصاً في الشؤون السياسية وحقله الأثير "النفط"، وأخيراً هو رمز لخيبة مَن أضاعوا بوصلة الاختيار بين معايير الكفاءة ومعايير "الكسافة".

أخيراً، يحق أن نقول للمناضل عبدالله النيباري، أنت فخر لنا وللمعارضة الوطنية الديمقراطية، وأنت المثل الأبهى للتسامح والترفع عن الصغائر، أطال الله في عمرك أنت وحرمك المصون شريكة حياتك وشريكة اللحظات الفارقة التي تأرجحت فيها الروح بين العودة إلى مستودعها ومقرها وبين المكوث في أرض الأحياء إلى يوم معلوم.