داوود لـ الجريدة•: حوار الأحزاب مع محلب مهزلة
وصف المتحدث باسم «حزب الدستور» خالد داوود الحوار المجتمعي، الذي قاده رئيس الوزراء بـ«المهزلة»، مشيراً إلى أن التعديلات المقترحة على قوانين الانتخابات لا تبشر بـ«مناخ انتخابي سليم»، مطالباً، في حواره مع «الجريدة»، الحكومة المصرية بمزيد من مصارحة المصريين حول مشروعاتها الاقتصادية وفي ما يلي نص الحوار:
• كيف رأيت الحوار الوطني بشأن قوانين الانتخابات؟- للأسف، هذا الحوار كان أشبه بـ»المهزلة»، وشهد براعة من المسؤولين في خلق «مبررات واهية»، وروجت حكومة إبراهيم محلب أنها تريد الوصول إلى «صيغة سحرية» لقوانين الانتخابات، وأنهم حريصون على الاستماع لكل الآراء، وبدا أن الهدف الأساسي كان إظهار عجز القوى السياسية عن التوافق، رغم أن الحكومة هي التي تتعمد ذلك بوأدها للتعددية السياسية من خلال الإصرار على عدم زيادة القوائم الانتخابية، وبالتالي نحن على مقربة من تكرار برلمانات حسني مبارك.• وكيف تنظرون للتعديلات على قوانين الانتخابات؟ - نعترض عليها بشدة، لأنها تعكس رغبة النظام في عدم بناء مؤسسات برلمانية حقيقية قادرة على معارضة النظام، والبنود بصيغتها النهائية لا تبشر بمناخ برلماني سليم، وكان يجب أن يراعى في تلك التعديلات الحفاظ على بنية المجلس المرتقب، وضمان تمثيل كل أطياف المسرح السياسي فيه، وعدم التذرع بحجة العوار الدستوري واستخدامها كفزاعة أمام مطالب الأحزاب، وتمثيل وزارة الداخلية باللواء أبوالقمصان في لجنة تعديل القوانين الانتخابية أمر يثير العديد من علامات الاستفهام.• ما موقف حزب «الدستور» من التحالفات الحزبية؟- مبدئياً نرفض المشاركة في قائمة انتخابية واحدة تضم أطرافاً معادية لثورة الخامس والعشرين من يناير، وما أكثرهم، ولم نراجع موقفنا من مقاطعة المشاركة الانتخابية ضمن نظام القوائم، لكننا قد نترك لأعضائنا حرية النزول على المقاعد الفردية، وهو أمر مازال قيد الدراسة وفقاً للمؤشرات التي نرصدها من الحكومة وأجهزة الأمن وبوصلة الأحزاب السياسية وإيقاع الشارع العادي، وقد نلجأ في النهاية إلى استفتاء قواعد الحزب في الأمر، ولكن عقب إقرار قانون الانتخابات.• ما رأيك في أداء الرئيس عبدالفتاح السيسي؟- يكثف العمل لمحاربة الإرهاب ودحر الجماعات الإرهابية من ناحية، ومحاولات إنعاش الاقتصاد وجذب الاستثمارات من ناحية أخرى، وهو أمر إيجابي بكل تأكيد، لكنني كنت أتمنى أن ألمس في خطاباته أو مرات ظهوره حديثاً عن حياة حزبية قوية واصطفاف وطني حقيقي، ودعم حرية الرأي والتعبير وإرساء قواعد عملية تضمن حقوق الإنسان، ولكن للأسف نسمع هذه المصطلحات نادراً في خطابات وبيانات مؤسسات الدولة كلها.• ما رأيك في الحياة الحزبية؟- لعقود ممتدة جرى تجريف ممنهج للحياة الحزبية، والجميع يعلم الأمراض التي عانتها الأطراف السياسية قبل 25 يناير، علينا الآن التركيز على الحياة الحزبية الناشئة، وأرى مع الأسف أنه يجري إنهاكها حاليا أو محاولة تهميش أي أيدولوجيات سياسية تشكلت من ميدان التحرير، وأبلغ مثال على ذلك أن مقاعد فردي البرلمان المقبل 80 في المئة مقارنة بالقوائم، ليكون المطلوب من كل هذه الأحزاب البالغ عددها 70 حزباً أن تتوحَّد في أربع قوائم فقط، وهو أمر «مستحيل»، ويجب أن يكون دعم الحياة السياسية التعددية من أولويات النظام الحالي.