«قاطع كركوك» يشجع التنسيق الأميركي - الإيراني
قالت مصادر كردية إن حشود تنظيم «داعش» قرب منطقة كركوك الغنية بالنفط، تثير قلقاً جدياً، خصوصاً أن قوات البيشمركة التي تسيطر بمفردها على ملف الأمن في المحافظة المتنازع عليها بين الأكراد والتركمان والعرب، خسرت الكثير من ضباطها الكبار في ثلاث مواجهات عنيفة مع المسلحين خلال الأسابيع القليلة الماضية. وأضافت المصادر أن هذه القوات حافظت بالكاد على خطوط التماس مع مناطق بيجي والحويجة التي تمثل منطقة معقدة تتقاطع فيها طرق تربط حدود إيران بديالى المختلطة طائفياً، حيث بلدات تركمانية وكردية وعربية متداخلة، والمناطق الصحراوية الممتدة نحو الموصل وتكريت.
وأدى القلق الكردي كما يبدو، إلى جعل محافظ كركوك نجم الدين كريم، وهو قيادي بارز في حزب الرئيس السابق جلال الطالباني، يستقبل شخصيات شيعية مثيرة للجدل، مثل جمال جعفر المعروف بأبي مهدي المهندس، وهادي العامري وزير النقل السابق، وكلاهما مقرب إلى إيران ويقود جزءاً من الميليشيات الشيعية. ويبدو أن قلق البيشمركة يدفع الأكراد إلى إقناع واشنطن بضرورة الاستعانة بـ»الحشد الشعبي» للحد من خطر «داعش» على كركوك، حتى أن البعض يتحدث عن تنسيق نادر بين أميركا وإيران في قاطع العمليات هذا، ينتج غرفة عمليات مشتركة بين البيشمركة وهادي العامري زعيم قوات «منظمة بدر»، تقودها هيئة أركان أميركية!وذكرت المصادر أن هذا التنسيق يُعِد لهجوم على منطقة الحويجة غرب كركوك، وهو اختبار لإمكانات التنسيق المستقبلي بشأن الموصل. ومعلوم أن الحويجة تمثل «جرحاً سنياً» مفتوحاً بعد مجزرة ربيع 2013 التي نفذتها قوات نوري المالكي وسقط فيها نحو 200 متظاهر سني، وجعل البلدة مؤهلة لأعمال انتقام، وانتقام مضاد.ورصد المراقبون قصفاً جوياً مكثفاً للمنطقة بعد توافر استخبارات ميدانية مهمة، مشيرين إلى أن التقدم في الحويجة قد يساعد على ضبط جبهة بيجي الاستراتيجية وإحكام الطوق على تكريت من الشرق والشمال والجنوب.وتشير هذه المعلومات إلى أن دور سُنّة العراق لايزال ضعيفاً في الحرب ضد «داعش»، انتظاراً لتسويات سياسية معقدة، بينما يتعاظم دور الأطراف المقربة إلى طهران، في أكثر المناطق تعقيداً.