• عشرات الزعماء شاركوا في مسيرة باريس التاريخية ضد الإرهاب... وقمة أمنية في واشنطن

Ad

• اتجاه أوروبي قوي لتعديل «الشينغن»

• اعتداء على صحيفة ألمانية وإخلاء أخرى بلجيكية

تحولت باريس أمس إلى عاصمة عالمية ضد الإرهاب، بعد أن شارك أكثر من مليون ونصف مليون فرنسي وأجنبي، يتقدمهم العشرات من زعماء العالم في مسيرةٍ شعارها «أنا شارلي» وُصِفت بالتاريخية عبّرت عن الاتحاد والتضامن في مواجهة الإرهاب وانتصاراً لحرية التعبير إثر الاعتداءات التي شهدتها فرنسا أخيراً، خصوصاً الاعتداء على مجلة «شارلي ايبدو» الساخرة.

وتقدم المسيرة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى جانب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورؤساء حكومات بريطانيا وإيطاليا وإسبانيا والدنمارك وبلجيكا وهولندا واليونان والبرتغال وتركيا وغيرهم، إضافة إلى عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني وقرينته الملكة رانيا.

كما شارك في هذا التجمع غير المسبوق قادة أطراف متصارعة، بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأيضاً الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إضافة إلى زعماء أحزاب ونقابات ومجموعات دينية وشخصيات عامة من مختلف أنحاء العالم.

وانطلقت المسيرة من ساحة «لا ريبوبليك» (الجمهورية) إلى ساحة «لا ناسيون» (الأمة) لمسافة ثلاثة كيلومترات، قبل أن تنتهي بمغادرة القادة الأجانب، بينما بقي الرئيس الفرنسي في المكان لتحية أسر القتلى الـ17 والجرحى الـ20 ضحايا الاعتداءات.

وبعد دقيقة صمت، توقف رؤساء الدول والحكومات، الذين ساروا حول هولاند، قبل أن يحييهم الأخير واحداً واحداً، لينضم على الأثر إلى مجموعة من أقارب ضحايا الاعتداءات الإرهابية للمتطرفين الفرنسيين الثلاثة، وهم اثنان من أصل جزائري، شريف وسعيد كواشي (اللذان قتلا 12 شخصاً في هجوم شارلي إيبدو)، والثالث من أصل مالي هو أحمدي كوليبالي (قتل شرطية في البلدية و4 في متجر يهودي).

ونجحت الإجراءات الأمنية غير المسبوقة في تجنيب البلاد أي هجمات في باريس وفي عدة مدن فرنسية أخرى، حيث شارك أيضاً أكثر من مليون فرنسي في مسيرات تضامنية.

وقبيل المسيرة، اجتمع في وزارة الداخلية الفرنسية، وزراء الداخلية والأمن الأوروبيون والأميركيون، وسط توجه أوروبي قوي تقوده إسبانيا لتعديل اتفاقية «الشينغن» للسماح بمراقبة الحدود الداخلية للاتحاد الأوروبي للحد من تحرك المقاتلين الإسلاميين العائدين إلى أوروبا.

وبينما أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن عنف المتطرفين سيظل يشكل تهديداً لعدة سنوات مقبلة، أعلن وزير العدل الأميركي إريك هولدر أن الرئيس باراك أوباما سيدعو الحلفاء إلى قمة أمنية في 18 فبراير، مشيراً إلى أنه «لا توجد معلومات موثوقة» حتى الآن عن أن تنظيم القاعدة كان وراء الهجمات في فرنسا.

وتضامناً مع فرنسا، شهدت مدن عديدة في العالم أمس تظاهرات، إذ تجمّع في بروكسل نحو 20 ألف شخص تحت شعار «معاً ضد الكراهية» ودعماً لـ»حرية التعبير».

وفي برلين تجمع ما بين ثمانية وتسعة آلاف شخص أمام السفارة الفرنسية، كما تجمع المئات في مدريد، حيث وقفوا دقيقة صمت، قبل أن يرددوا النشيد الوطني الفرنسي. وفي ستوكهولم تحدى ثلاثة آلاف شخص الثلوج ودرجة حرارة تحت الصفر، ومثلهم بضع مئات في أوسلو، خرجوا للتعبير عن تضامنهم رافعين أقلاماً ومشعلين شموعاً في خشوع صامت.

وفي فيينا ضمت التظاهرة 12 ألف شخص، بينما تجمع في اليونان 500 في ساحة ساندغما أمام البرلمان، ونحو ألف في سالونيكي، حاملين لافتات تقول «أنا شارلي».

وفي لندن، تجمع أكثر من ألف شخص أمام المتحف الوطني «ناشيونال غاليري» المطل على ساحة ترافلغار سكوير بوسط العاصمة البريطانية، رافعين أقلامهم نحو السماء، تضامناً مع ضحايا الاعتداء على أسبوعية «شارلي إيبدو» الفرنسية الساخرة، ودفاعاً عن حرية التعبير، كما حمل المتظاهرون أيضاً لافتات كُتِب عليها «أنا شارلي» أو «أنا مسلم بريطاني» أو «تحيا فرنسا».

أما في خارج أوروبا، فشارك 500 شخص في وقفة تأبين لضحايا الاعتداءات الباريسية في القدس أمام شاشة كبيرة كتب عليها بالفرنسية: «القدس هي شارلي»، وقد رفعوا لافتات كتب عليها «أنا يهودي فرنسي» أو «أنا شارلي».

وفي بيروت، شارك المئات في اعتصام في ساحة سمير قصير قرب جريدة «النهار» ورفعوا لافتات كتب عليها «أنا شارلي»، كما نظمت مسيرات صامتة في واشنطن ونيويورك وفي العديد من مدن كندا.

وفي السياق، تعرضت صحيفة «هامبورغر مورغن بوست» الألمانية، التي أعادت نشر رسوم ساخرة نقلاً عن صحيفة «شارلي إيبدو»، لاعتداء أدى إلى احتراق بعض أجزاء مبناها، بينما جرى إخلاء مكاتب صحيفة «لو سوار» البلجيكية، التي تصدر بالفرنسية، بعد أن تلقت تهديداً من مجهول، لأنها أعادت نشر رسوم «شارلي».

 (باريس ـــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)