وجد رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي نفسه في المكان الذي كان فيه سلفه نوري المالكي، بعد أن تعرقلت الاتفاقات التي شارك بموجبها السنة في حكومته، وبعد انهيار الاتفاق النفطي بينه وبين الأكراد.

Ad

بعد الاجتماع مع رئيس الحكومة حيدر العبادي قبل أيام، أعلن تحالف القوى العراقية السنية أن نواب التحالف وبعض نواب قائمة «الوطنية»، التي يتزعمها نائب رئيس الجمهورية اياد علاوي، مددوا تعليق حضورهم جلسات مجلس النواب، وجددوا دعوتهم للشركاء السياسيين الى إيضاح مواقفهم من «انفلات السلاح».

وكان نواب ووزراء «التحالف» اجتمعوا مساء أمس الأول في مكتب نائب رئيس الوزراء صالح المطلك، وقرروا تمديد تعليق النواب حضورهم جلسات البرلمان، ودعوا «الشركاء السياسيين الى إيضاح مواقفهم من انفلات السلاح والتزاماتهم في تنفيذ بنود الاتفاق السياسي» الذي تشكلت الحكومة على أساسه.

واندلعت الأزمة الأخيرة بين السنة والعبادي إثر اختطاف النائب السني زيد الجانبي، والاعتداء عليه، وقتل عمه الشيخ قاسم السويدان الجنابي ونجله من قبل مسلحين ينتمون الى ميليشيات شيعية.

وجاءت حادثة الجنابي لتزيد التوتر بعد ان صوتت حكومة العبادي على قانون الحرس الوطني وقانون المساءلة والعدالة وحزب البعث دون توافق، وبطريقة قال السنة انها مخالفة لما جرى الاتفاق عليه خلال مفاوضات تشكيل الحكومة، ورفض رئيس البرلمان سليم الجبوري القوانين المقترحة واعادها الى الحكومة.

بغداد - أربيل

الى ذلك، وغداة اتهام العبادي للأكراد بعدم الايفاء ببنود الاتفاق النفطي بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم، أعلن رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجرفان البرزاني أمس أن الإقليم سيلجأ إلى «حل آخر» في حال عدم التزام الحكومة المركزية بتطبيق قانون الموازنة العامة لعام 2015، والالتزام بالاتفاق النفطي، دون أن يوضح طبيعة هذا الحل.

وكان الأكراد لوحوا بدورهم بمقاطعة العملية السياسية في حال تمسك العبادي بموقفه، مؤكدين انهم اوفوا بالتزاماتهم على عكس الحكومة المركزية التي لم تدفع رواتب آلاف الموظفين الأكراد العاملين في مؤسسات الدولة.

ظريف في العراق

وفي هذا الوقت الحرج وصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس إلى محافظة النجف في بداية زيارة للعراق، لإجراء مباحثات بين البلدين حول مجمل القضايا السياسية والأمنية في العراق والمنطقة مع العبادي ووزير خارجيته إبراهيم الجعفري وكبار المسؤولين العراقيين.

وقالت وكالة أنباء فارس الإيرانية إن ظريف سيبحث خصوصا مع الجانب العراقي إلغاء تأشيرات الدخول بين البلدين.

وتأتي زيارة ظريف للعراق بعد أيام من زيارة مماثلة قام بها نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري، على رأس وفد من بلاده استغرقت ثلاثة أيام، التقى خلالها كبار القادة والمسؤولين العراقيين ومراجع الدين، لتعزيز العلاقات الثنائية وتحديات الإرهاب في العراق والمنطقة.

قتلى «داعش»

ميدانيا، أفاد مصدر أمني عراقي في شرطة محافظة الأنبار أمس بأن 23 عنصرا من «تنظيم الدولة الإسلامية» (داعش) قتلوا في تفجير نفق حاول التنظيم التسلل منه إلى المجمع الحكومي وسط الرمادي.

وفي قضاء الفلوجة، ذكرت مصادر عسكرية عراقية أن 14 من عناصر تنظيم «داعش» قتلوا أثناء محاولة لعناصر التنظيم للهجوم على القوات العراقية بالقرب من جسر شرقي الفلوجة، مؤكدة ان القوات العراقية تمكنت من صد الهجوم في اشتباكات مسلحة بين الطرفين أدت إلى انسحاب الآخرين من «داعش» إلى جهات مجهولة بعد مقتل 14 منهم.

قوات نيوزلندية

إلى ذلك، ذكر رئيس وزراء نيوزلندا جون كي أمس ان نيوزلندا سترسل جنودا الى العراق لتدريب قوات الأمن العراقية، في إطار الجهود الدولية لمواجهة تنظيم «داعش»، موضحا أن الحكومة سترسل ما يصل الى 143 جنديا، 106 منهم سيكون مقرهم في قاعدة التاجي العسكرية الواقعة على بعد 30 كيلومترا شمال بغداد، والباقي، بما في ذلك ضباط الأركان، سيتم إرسالهم إلى مقر التحالف ومرافق الدعم في المنطقة.

وأكد كي أن ضباط الأركان سيبدأوا شغل مناصبهم في المنطقة مارس المقبل، استعدادا لعملية النشر الرئيسية في مايو المقبل، لافتا إلى أن عملية النشر ستبلغ مدة أقصاها سنتين، على أن يتم مراجعتها بعد تسعة أشهر.

(بغداد - د ب أ، رويترز، كونا)