في ظل التضييق الأمني على جماعة "الإخوان" وملاحقة قياداتها والزج بأغلبيتهم في السجون، لجأت الجماعة المصنفة إرهابية في مصر، إلى انتهاج أسلوب جديد في محاربة السلطة، يعتمد على استخدام الجيوب الكامنة في المحافظات، خصوصا في المناطق الريفية التي تبدو غير مرصودة من جانب الأمن.
وعلى الرغم من مرور أكثر من 22 شهراً على عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وحملة المداهمات التي أسفرت عن ضبط الآلاف من أعضاء الجماعة بتهم التحريض على العنف وممارسته واستهداف المنشآت العامة، فإن الخلايا التي تتركز في القرى والمراكز مازالت بعيدة نسبياً عن سيطرة وزارة الداخلية، التي أعلنت خلال الشهرين الماضيين توقيف نحو 500 من القيادات الوسطى للجماعة."الداخلية" تكثف عبر حملات أمنية موسعة عمليات البحث عن القيادات الوسطى والصغرى في الجماعة، حيث أحالت عدداً منهم مؤخراً إلى النيابة بتهم حيازة أسلحة والانتماء إلى جماعة محظورة بالمخالفة للقانون، بالإضافة إلى السعي إلى قلب نظام الحكم، والتي تم توجيهها لخلية إخوانية ضبطت الأسبوع الماضي في إحدى قرى محافظة المنيا بصعيد مصر.ويبدو أن الاعتماد على العناصر المحدودة الخبرة في مثل هذه "الجيوب" المتناثرة في المناطق الريفية، كان سبباً في تعرض العناصر الإخوانية غير المدربة للموت والإصابة، أثناء تصنيعهم أو زرعهم قنابل بدائية، حيث شهدت الشهور الأخيرة تكرار عمليات فاشلة من هذا النوع، أبرزها انفجار مجموعة قنابل أثناء تجهيزها في خمسة عناصر في محافظة بني سويف، ما أسفر عن وفاة أربعة وإصابة آخر بجروح طفيفة اعترف بتلقيهم تدريبات من قيادات إخوانية موجودة في الخارج.الخبير الأمني اللواء رفعت عبدالحميد قال لـ"الجريدة" إن تحركات جماعة "الإخوان" معقدة وتتطلب وقتاً طويلاً حتى يتم القضاء عليها تماماً، مشيراً إلى أن "الداخلية" قطعت شوطاً كبيراً في مواجهة الأعضاء المتطرفين الذين ينتهجون الإرهاب جزءاً من أسلوب حياتهم، مضيفاً لـ"الجريدة": ان مشكلة الخلايا الصغيرة في المحافظات هي عدم وجود سجل جنائي لأصحابها، واعتمادهم على مواد بدائية الصنع متوافرة في الأسواق، مؤكداً أن غياب الخبرة لدى هذه العناصر يؤدي إلى كشفهم مبكراً.
دوليات
«الإخوان» تتحرك في «جيوب بالمحافظات»
03-05-2015