رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ 36

نشر في 14-11-2014 | 00:02
آخر تحديث 14-11-2014 | 00:02
No Image Caption
الناقد سمير فريد: نادية لطفي تستحق التكريم عن جدارة

بعد توقف سنتين، انطلق «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» في دورته الـ 36 برئاسة الناقد سمير فريد، الذي أكد في حواره مع «الجريدة» أنه لا يهتم بالهجوم الذي يواجهه من الصحافة والإعلام، لأنه يحب العمل في صمت ويتقبل الآراء، سواء النقد اللاذع أو الإشادة بالنجاح، ليكون الحكم صحيحاً، مشيراً إلى أن اختيار جاك لانغ لنيل جائزة نجيب محفوظ، جاء عن طريق لجنة التحكيم، موضحاً أن هذا الرجل جدير بهذه الجائزة.
ما ردك على الانتقادات العنيفة التي وجّهت إلى حفلة افتتاح «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» ووصفتها بالعشوائية؟

بالتأكيد ثمة سلبيات سنحاول علاجها في ختام المهرجان، وهذه الأخطاء ليست وليدة اليوم بل متوارثة وموجودة في نواحي الحياة، فقد أصبحت العشوائية تسيطر على نواحٍ كثيرة في حياتنا.

وجهت إليكم اتهامات بسبب تكريم جاك لانغ ومنحه جائزة نجيب محفوظ «الهرم الذهبي الشرفي»، كونه متورطاً في قضايا أخلاقية، ما ردك؟

الأمر لا يعنيني، أتعامل مع أحكام القضاء، لغاية الآن لا توجد إدانة لهذا الشخص، ومن يملك مستندات تؤكد صدق هذه الاتهامات عليه أن يقدمها فوراً للقضاء الفرنسي، فجاك لانغ الذي شغل منصب وزير الثقافة الفرنسي أثناء فترة حكم الرئيس فرانسوا ميتران ويعمل حالياً رئيساً لمعهد العالم العربي في باريس، له بصمات يستحق تكريمه عليها وحصوله على هذه الجائزة، لكن بسبب توجهاته السياسية هاجمه مواطنوه وخصومه السياسيون ووجهوا التهم إليه كي يثأروا منه، وللعلم لم تثبت الإدانات لغاية الآن، والغرض منها التشويش عليه.

من المسؤول عن اختيار جاك لانغ؟

لجنة التحكيم، وأعضاؤها هم أصحاب القرار في ذلك، وأنا لا أتدخل في عمل أحد، ولا أحب أن يقال إن رئيس المهرجان ينفرد بالقرارات، بل يجب أن يقال إن لجنة التحكيم هي التي قررت تكريم هذا الشخص أو ذاك.

ألست أنت المسؤول الأول باعتبارك رئيس المهرجان؟

لا أتهرب من المسؤولية وما زلت مقتنعاً بهذا الاختيار وسأدافع عنه مدى حياتي، لكني أردت أن يتحمّل كل شخص المسؤولية عما يفعله، أرفض أن يكون رئيس المهرجان المسؤول عن التفاصيل كافة والآمر الناهي، لكن ليس معنى ذلك أنني غير مسؤول باعتباري رئيس الدورة.

لكن ثمة من هو أجدر منه بهذه الجائزة... لماذا هو بالتحديد؟

يكفي أنه فتح أبواب السينما الفرنسية أمام المخرجين المصريين أمثال يوسف شاهين ويسري نصرالله وغيرهما، وخرجت أفلام كإنتاج مشترك بين الدولتين، بالإضافة إلى إلمامه بالثقافة والسينما العربية، وفي الوقت نفسه هو عضو لجنة تحكيم مهرجان برلين السينمائي، ولا ننسى أنه خاض مع بلده «أزمة الاستثناء الثقافي» باعتباره كان وزيراً للثقافة آنذاك.

أزمة أخرى حدثت بسبب تكريم الدورة الحالية للسينما التركية والاحتفال بمرور 100 عام على انطلاق الفن السابع فيها، إذ اتهمتم بالعمل في اتجاه بعيد عن الدولة المصرية التي تعتبر في حالة خصومة مع بلاد الأناضول... ما ردك؟

لن أرد على هذه الاتهامات غير المنطقية ولن أرد الإساءة بإساءة، فأنا صحافي ومن أسرة صحافية، ولا يمكن أن أشتبك ولو لفظياً مع أي زميل. لكنني أحزن عندما أقرأ بعض العناوين وأجد فيها تجاوزاً وتجريحاً لا أساس له ولا سبب له أيضاً، وفي أغلب الأحوال ألتزم الصمت أو أصدر بياناً من المهرجان للرد.

 في ما يخص تركيا أردت أن أعرض فيلماً من كلاسيكيات السينما التركية، وحصلت على موافقة كتابية من وزارة الخارجية المصرية التي لها الحق في القبول أو الرفض، لكن لأسباب خارجة عن إرداتنا لم نجد نسخة جيدة من الفيلم كي نعرضها في المهرجان ما ألغى هذه الفاعلية.

لماذا لا تصل مهرجاناتنا السينمائية إلى مرتبة متقدمة بين مهرجانات العالم مثل «البندقية» و»برلين» و»كان» على سبيل المثال؟

ثمة أسباب كثيرة لعل أهمها قلة شاشات العرض السينمائي، فنحن نملك نحو 120 شاشة عرض لأفلام المهرجان، أما الدول المتقدمة سينمائياً فنجد فيها نحو أربعة آلاف شاشة والفرق واضح تماماً.

 ومن أسباب تفوق المهرجانات الغربية أيضاً أن سوق الأفلام ضمن المهرجان يتم من خلاله بيع وشراء كمّ من الأفلام، لذا يتجه المنتجون في العالم إلى هذه الفاعليات، علاوة على أن الأفلام التي تعرض في مهرجانات الغرب تنزل إلى دور العرض التجاري بعد انتهاء الفاعليات. أما في الدول العربية فسوق الأفلام لا يحقق شيئاً وبالتالي يمتنع المنتجون الأجانب عن الحضور.

لماذا وقع الاختيار على نادية لطفي، تحديداً، لتكريمها ووضع صورتها على ملصق الدورة 36؟

نادية لطفي فنانة كبيرة ومشوارها الفني زاخر بأعمال ضخمة، وتعد نموذجاً مشرفاً للفن العربي عموماً والمصري خصوصاً، بمواقفها المساندة لزملائها ووطنها في الأمور كافة، وتستحق أن يحمل ملصق المهرجان صورتها، وهذا تقليد أتمنى أن تتبعه المهرجانات الفنية كلمسة وفاء لنجومنا الكبار الذين أفنوا عمرهم في خدمة الفن.

لماذا طلبت من الصحافيين والإعلاميين، في أكثر من لقاء، الصبر، ليشاهدوا فاعليات المهرجان وألا يطلقوا أحكاماً نهائية قبل انتهاء الدورة؟

فوجئت بالهجوم على المهرجان وإدارته قبل بدء الفاعليات وقبل أن يشاهد أحد شيئاً، فكيف يحكمون على المهرجان قبل أن يروا ماذا سيحدث فيه؟ وهذا لا يمكن أن نراه في أي دولة في العالم. ثمة من يحاول التقاط أي خيط ليهاجمنا بسببه، للعلم أرفض التهنئة برئاستي للمهرجان، وأقول لمن يهنئني: «انتظر حتى تنتهي الفاعليات وحينها سأتقبل تهنئتك».

لكن اشتكى البعض من عدم وجود تنسيق إعلامي وصحافي كاف.

لم يحدث ذلك على الإطلاق بدليل أن أخبارنا منشورة في الصحف والمواقع الإلكترونية، لكن ثمة من يريد وضعنا في خانة الضعفاء وغير الجديرين بتنظيم هذا المهرجان.

back to top