محمود عبد المغني: الفرق بين «النبطشي» و{كرم الكينغ» كبير

نشر في 18-05-2015 | 00:02
آخر تحديث 18-05-2015 | 00:02
No Image Caption
يتعمَّد الممثل محمود عبد المغني في أعمال يتصدَّر بطولتها أن يبرز شخصية ابن الحارة المصرية التي تواجه مشاكل وأزمات، ولكنه في آخر عمل له «كرم الكينغ» تعرض لموجة من الانتقادات بسبب تكرار شخصية ابن البلد التي قدمها سابقاً في كثير من أعماله، لعل آخرها فيلم «النبطشي» العام الماضي.
في لقائه مع {الجريدة} رد عبد المغني على هذه الانتقادات.
أخبرنا عن ردود الفعل التي تلقيتها عقب فيلم «كرم الكينغ».

الحمد لله، كانت طيبة وغير متوقعة، خصوصاً أن العمل طرح في دور العرض وسط نوعيات مختلفة من الأعمال، ما يعد تنوعاً لصالح الجمهور والفيلم معاً، رغم أنني غير سعيد بالإيرادات والتي أرى أنها كانت غير مرضية.

لكن هذا الموسم تميز بقلة الأعمال التي طرحت خلاله، ألا يعد هذا في مصلحة الفيلم؟

فكرة قلة الأفلام تقلقنا كفنانين، وتؤكد أن صناعة السينما ما زلت تعاني حتى الآن شح الأعمال، وهو السبب الحقيقي الذي جعل الجمهور يبتعد عن شباك التذاكر، وثمة فئات كثيرة اتجهت إلى الأعمال الأجنبية بكثرة. ولا يمكن أن يقال إن ذلك يأتي في مصلحة الفيلم، لأن الجمهور عند ذهابه إلى السينما يريد أن يرى مباراة تنافسية بين أكثر من عمل.

{كرم الكينغ} ومن قبله {النبطشي}.. لماذا تركز في أعمالك على هذه النوعية من القصص التي تناقش المجتمعات الشعبية؟

لأنني أسعى دائماً إلى أن أكون منبراً لصوت الكادحين والمكافحين، وهذه النوعية لا توجد ألا في المجتمعات البسيطة التي تخرج من الحارة الشعبية. في حالة {كرم}، عشت مع الشخصية بكل ما تحمله من تفاصيل، فضلاً عن جلسات العمل التي جمعتني مع المؤلف والمخرج وباقي أبطال الفيلم، والتي أحدثت ثقلا للشخصية بشكل كبير.

لكن البعض أكَّد أن ثمة تشابهاً كبيراً بين الشخصيتين في العملين سواء {النبطشي} أو {كرم الكينغ}؟

على العكس تماماً. لم يكن ثمة تشابه في أي شيء، لكن للأسف من اتهمني بالتكرار كان مبرره شخصية الشاب ابن البلد فقط. أرى أنه ليس عيباً أن أقدم دور شاب من منطقة شعبية في أكثر من عمل، فهذا ليس تكراراً.

عموماً، لا أحب أن أكرر شخصية قدمتها سابقاً، وكل شخصية أجسدها بطريقة مختلفة عن الأخرى، حتى ولو كانت مغلفة باللون والطابع الشعبي نفسه، لأن الاختلاف يكمن دائماً في كيفية التناول وسرد الأحداث.

لماذا يصف كثيرون الفئات الشعبية دائما بالاتجار بالمخدرات والبلطجة وخلاف ذلك؟

لأن هذه الفئة تحصل على دخل قليل، وعلى استعداد لفعل أي شيء بهدف الحصول على أموال. عموماً، البلطجة والسرقة سببهما الأول  الفقر والجوع. ولكننا في نهاية الفيلم قدمنا معالجة للقصة عندما يستيقظ الناس لمواجهة أباطرة المخدرات، وهذا الأمر ظهر في المشهد الأخير عندما وقف فيه سكان الحارة أمام بطش مافيا المخدرات.

قلت في حوار سابق لك إن مشهد اغتصاب الفتاة في ميدان التحرير الذي جسدته في الفيلم ليس مستوحاً من الواقع، هل هذا الكلام صحيح؟

لم أقصد ذلك بالمعنى الحرفي، ولكن قلت إنني لم أركز على الثورة، خصوصاً، في هذا المشهد الذي استوحيته من الواقع عندما  اغتصب أربعة شبان فتاة في ميدان التحرير، وكان التركيز على سلبية المجتمع المصري، وهو أن ثمة مئات من الناس كانوا يشاهدون الواقعة ومنهم من لجأ إلى التصوير. كنت أتساءل: هل وصلنا إلى هذه المرحلة من الانحطاط الأخلاقي، وهل أصبحت «جدعنة» ابن البلد والشهامة والرجولة مجرد كلمات منمقة نتفاخر بها، وأصبحت مختفية من قاموس المصريين، ولذلك قال «كرم» في النهاية موجهاً كلامه إلى أهل الحارة عندما رأى تاجر المخدرات يقتل صديقه، ويأسر حبيبته نورا: «أنا هجيب حقها حتى لو مت، ولكن أنتو هتعيشوا إزاي لو فضلنا ساكتين ومتكتفين زي الولايا».

اتهم البعض هذه الأفلام بزيادة جرعة البلطجة، ما رأيك؟

أتفق معك في أن ثمة شباب يتأثرون جداً بالأعمال الفنية لدرجة أن منهم من يحاول أن يكون بطل الفيلم الذي يشاهده. ولكن يجب أن يركزوا في النهاية على المعالجة السينمائية، لأن دورنا كفنانين أن ندق ناقوس الخطر عند اللزوم، وأنا كثيراً ما أحضر جنازات لشباب لم يتعدوا الثلاثين عاماً من عمرهم ماتوا بسبب جرعات زائدة من المخدرات. لذلك، علينا أن نركز على أفلام تعرض هذا الجانب من المجتمع، وأن نقدم معالجة درامية لها، وعلى المسؤولين أن يهتموا  بهذه القضايا ويعوا خطورتها.

قيل إن ثمة خلافاً كبيراً بينك وبين منتج العمل؟

هذا الكلام عار من الصحة، ولم أسمع عنه سوى من خلال الصحف والمواقع الإلكترونية، فاتصلت بالمنتج لأنني بطبعي أرفض أن يحدث بيني وبين أحد خلاف، وأحرص دوماً خلال عملي ألا أتسبب في مشاكل مع أحد، لأنني {أراعي ربنا، وأكل عيشي}.

back to top