تخرج خلف طايع في كلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، وحصل على ماجستير في التطور التاريخي لعلاقة الصورة بالكلمة المكتوبة من الجامعة نفسها عام 1984، وحصل على دكتوراه الفلسفة في {المنمنمات الإسلامية ودورها في عمل تصوير إيضاحي معاصر} عام 1996. صدر له كتابان الأول هو {الحروف الأولى دراسة في تاريخ الكتابة}، والثاني هو ورشة عمل بعنوان {الرسم بالقلم الرصاص}.

Ad

عمل الراحل رساماً ومخرجاً صحافياً في مجلة {الإذاعة والتلفزيون} العريقة، وهو التحق للعمل فيها عام 1980 أثناء رئاسة الكاتب الكبير أحمد بهجت لتحريرها، حيث استمر حتى غيبه الموت أخيراً.

أقام خلف طايع معارض مصرية ودولية كثيرة، ورسم مئات البورتريهات. كان يمثل مع الروائي الراحل الكبير خيري شلبي ثنائياً متفاهماً وناجحاً يشبه ثناني {أحمد رجب ومصطفى حسين}. كان شلبي يكتب صفحتين في المجلة تحت اسم {بورتريه}، وكان طايع يرسم الشخصية. استمرا سنوات على هذا المنوال، شلبي يكتب وطايع يرسم، ما جعله يقدم للصحافة المصرية والفن التشكيلي مئات البورتريهات لغالبية الشخصيات المصرية الوطنية المتميزة، أبرزها الرئيس جمال عبدالناصر وأنور السادات وحسني مبارك والدكتور زاهي حواس والإعلامية درية شرف الدين وسناء منصور والفنان كمال الشناوي وفنان الشعب سيد درويش وأحمد مظهر وصلاح ذو الفقار وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وسيدة الغناء العربي أم كلثوم وعبدالحليم حافظ ومحمد سلطان... وغيرهم من العظماء الذين أثروا الحياة السياسية والفنية في مصر، بالإضافة إلى رسمه روايات وأعمال محمد جلال وخيري شلبي مثل رواية {الأوباش}.

قال خلف طايع ذات مرة، في أحد الحوارات الصحافية التي أجريت معه بمناسبة مرور 80 عاماً على صدور مجلة {الإذاعة والتلفزيون}، إنه بعدما عمل مخرجاً صحافياً بدأ يهتم بعمله الصحافي أكثر من الفن التشكيلي، الذي أهمله حتى حدث له موقف جعله يتراجع فوراً ويعطي للرسم حقه، وفوجئ في أحد الأيام أن صاحب أحد المطاعم الصغيرة يستخدم أوراق المجلة في لف {السندويتشات}، ما جعله يقرر العودة إلى الفن التشكيلي، وفعلاً أقام في الشهر نفسه الذي حدثت فيه هذه الواقعة معرضاً ضخماً لبورتريهات سبق له أن رسمها ونشرها في المجلة، بالإضافة إلى عدد من اللوحات.

أوضح طايع في حواره أنه فوجئ بالإقبال الكبير على المعرض من قبل المهتمين بالرسم والفن التشكيلي، وكتبت عنه المجلات والصحف كلاماً جيداً للغاية وثناء لم يكن يتوقعه، ما جعله يعطي مجهوده وتركيزه للرسم والفن التشكيلي على حساب الصحافة، التي رأى أنها ستخطف عمره من دون إنجاز حقيقي يذكر، خصوصاً أنه في هذه الآونة لم يكن يتبقى له إلا سنين قليلة وسيُحال على المعاش}.

من جهته، ينعي رئيس مجلس إدارة أتيليه القاهرة الفنان التشكيلي محمد عبلة الراحل العظيم، الذي يرى أن الفن التشكيلي تكبد خسارة كبيرة برحيل طايع: {كان رائعاً يملك أدواته جيداً. ورغم عدم نيله أو حصوله على التقدير اللائق أو المستحق سواء نقدياً أو معنوياً، فإنه كان يصب تركيزه على عمله فقط بعيداً عن الشللية والتربيطات وما شابه ذلك}.

يوضح عبلة أن طايع كان يمتلك قدرة عالية على التقاط الملامح المميزة في كل شخصية، ليرسمها فيما بعد بأسلوب يميل للحس التأثيري العفوي، مما أبرز جمال لوحاته بخطوطها الجميلة الثابتة وألوانها المعبرة.

الفنان التشكيلي مدحت عبدالسميع الذي رافق طايع في سنواته الأخيرة وتتلمذ على يديه يقول إن الراحل كان بمثابة أخ أكبر له قبل أن يكون رئيسه المباشر في العمل،  وكان طايع يكبره في السن بنحو 20 سنة، إلا أنهما كانا صديقين، حيث إنه رحمة الله عليه كان خلقه متميزاً، وصاحب رؤية خاصة وعين ثاقبة وخيال واسع، بالإضافة إلى مهارته الخاصة في رسم {البورتريه}.

يقول عبدالسميع إن الثنائي الناجح {طايع - شلبي} كانا يعملان مع بعضهما البعض من منطلق الحب والصداقة، وكانا يقدمان مباراة إبداعية بين رسم الفنان وإبداع الكتابة، ومن شدة ارتباطهما تُوفي طايع في الشهر نفسه (سبتمبر) الذي رحل فيه صديقه خيري شلبي.