بما أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدأ يسقط، محطماً في الوقت عينه آمال أمته الاقتصادية والسياسية، فعلى الغرب ألا يستسلم، فالتخفيف من عزم مواجهة بوتين، نظراً إلى تراكم مشاكل روسيا الاقتصادية، يُعتبر خطوة قصيرة النظر، وتُعدّ التهدئة الخيار الخطأ، خصوصاً بعد مؤتمر بوتين الصحافي في الثامن عشر من ديسمبر الذي لم يعرب فيه عن أي تراجع في الحرب التي يشنها في أوكرانيا أو ندم لانتهاكه القانون الدولي بسرقته القرم، إذاً لا يزال بوتين خطراً، ومتوهماً، ومضطرباً.

Ad

يجب أن يعزز الغرب العقوبات ضد هذا الحاكم المستبد أو يستغل التراجع في أسعار الطاقة لتسريع عملية تنويع الخيارات في هذا القطاع كي لا تعود الولايات المتحدة وأوروبا معتمدتين على نفط روسيا وغازها، ويعني ذلك أن على الأمم الغربية أن تفرض ضرائب أعلى على استهلاك الطاقة ورفض الإمدادات الروسية، إن أمكن ذلك، أو إخضاعها لضريبة بمعدل عالٍ للحد من استهلاكها.

نأمل أن يكون وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد اعتمد شيئاً من أسلوب التضليل الذي اشتهرت به الاستخبارات السوفياتية KGB، حين أعلن أن من الممكن رفع العقوبات عن روسيا في غضون أيام أو أسابيع، إن انسحبت من شرق أوكرانيا.

تتجاهل تصريحات مماثلة بتهور ضم روسيا المتواصل وغير القانوني لشبه جزيرة القرم الأوكرانية، فإلى أن تعيد روسيا القرم، يجب ألا يستأنف الغرب تعاونه المعتاد مع بوتين، وهذا بسيط جداً.

في هذه الأثناء، يواصل نظيره الروسي وزير الخارجية سيرغي لافروف سيره في درب عدائي ومتهور بادعائه أن من حق روسيا أن تضع أسلحة نووية في القرم.

ومن الضروري أن يوقع الرئيس الأميركي باراك أوباما قانون دعم حرية أوكرانيا ويبدأ بمدها بأسلحة متطورة للدفاع عن نفسها، وما كان يجب أن يحرم الغرب أوكرانيا من أسلحة مماثلة طوال هذه الفترة، فضلاً عن أن الـ350 مليون دولار المخصصة لها تشكل مبلغاً صغيراً نسبياً.

ولا شك أن دولة أوكرانية تملك السلاح المناسب والدافع الكافي للدفاع عن أمتها ضد روسيا ستساعد في رفع كلفة الحرب الروسية في شرق أوكرانيا إلى مستوى لم يتوقعه الكرملين أو الشعب الروسي، وفضلاً عن تسليح أوكرانيا ومساعدة الأمة مالياً، يحتاج الغرب إلى توسيع العقوبات وتشديدها ضد روسيا، حيث بدأت العقوبات المتواضعة المفروضة حتى اليوم (فضلاً عن تراجع أسعار النفط والغاز) تجدي نفعاً، ولإتمام هذه المهمة على الغرب أن يضغط بقوة لا أن يستسلم، ولا شك أن المجتمع الدولي سيكون أفضل حالاً من دون عدائية بوتين.

 لنأمل أن ينهار نظامه الفاسد، لكن حتى لو صمد هو ونظامه القائم على السرقة، فستكون قدرته على إثارة الشغب والاضطرابات قد تراجعت بفضل تصميم الغرب العنيد، ومن المؤكد أن وقف تقدم بوتين اليوم سيعفي العالم من فيض من المشاكل في المستقبل.