لايزال التوتر سيد الموقف على الحدود السعودية - اليمنية، حيث انتشرت أمس قوات برية بحرينية، في خطوة غير مسبوقة.

Ad

في إجراء هو الأول من نوعه، انتشرت قوة عسكرية بحرينية برية على الحدود بين السعودية واليمن، وذلك غداة إعلان تعزيزات عسكرية سعودية ضخمة إلى الحدود، التي تشهد اشتباكات يومية، ومحاولات تسلل من الجانب اليمني.

وتمكنت القوات السعودية أمس من صد هجمات للمتمردين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح على الحدود، بنما سقط جنديان سعوديان في منطقة ظهران الجنوب الحدودية بقصف صاروخي على الأراضي السعودية.

وشنت طائرات تحالف إعادة الشرعية بقيادة السعودية عدة غارات على مواقع الحوثيين وقوات صالح في أنحاء متفرقة من اليمن أمس، كان أبرزها في صنعاء والحديدة والضالع وأبين وتعز وعدن ومأرب.

واستهدف طيران التحالف منزلي أحمد صالح ووزير الدفاع السابق اللواء عبدالملك السياني في صنعاء، حيث أصيب الأخير ونقل إلى المستشفى.

هادي

على صعيد آخر، اتهم الرئيس اليمني المعترف به دوليا، عبدربه منصور هادي، إيران بدفع الأطراف اليمنية إلى الدخول في حرب أهلية، معتبرا أن تدخلها في الشأن اليمني وعملها الممنهج والمسيس ضد الدولة اليمنية، فضلا عن دعم الميليشيات الحوثية المتمردة أخطر مما يقوم به تنظيم «القاعدة» في اليمن.

وكشف هادي في مقابلة خاصة مع قناة «العربية» أن إيران كانت تقف ضد المبادرة الخليجية، وطالبها برفع يدها عن اليمن، بعد أن لمست القيادة اليمنية أدلة على تورط إيران في إثارة العنف.

وقال: «قلت لإيران عليكم رفع يدكم من اليمن، ما جبت هذا الشيء من فراغ، مسكت ناسا مدربين من الحرس الثوري كانوا مسجونين عندنا، مسكنا سفنا محملة بالذخائر، وجبنا الأمم المتحدة وصوروا كل حاجة».

وأشار إلى أن الحكومة اليمنية أجرت مقابلات مع أطراف أمنية إيرانية في سلطنة عمان لإطلاعهم على تدخلات الجانب الإيراني من خلال إرساله الأسلحة إلى ميليشيات الحوثي.

وأكد هادي في المقابلة التي بثت القناة مقتطفات منها، أمس، جرأة وشجاعة القرار الذي اتخذه العاهل السعودي الملك سلمان ورؤساء دول مجلس التعاون لمساعدة اليمن ضد الانقلاب الحوثي.

صالح وطهران

وفي سياق متصل، لفت هادي إلى أن وفودا من طرف الرئيس السابق علي صالح زارت طهران للتنسيق بين الإيرانيين وأتباعها في اليمن، معتبرا أن صالح «مستشار سياسي لميليشيا الحوثي».

وأضاف أن صالح اتفق مع الميليشيات الحوثية على 10 نقاط، أهمها أن يكون نجله أحمد صالح المرجع السياسي وزعيم التمرد عبدالملك الحوثي المرجع الديني، في محاولة لنقل تجربة نظام الملالي في إيران لليمن.

وفي سياق آخر، اعتبر الرئيس اليمني في المقابلة التي تبث كاملة اليوم أن مؤتمر السلام الذي من المقرر أن يعقد في 14 الجاري بين الأطراف اليمنية المتصارعة بجنيف سيقتصر على سبل تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216 الذي يطالب الحوثيين بالانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة المنهوبة والسماح لحكومته باستئناف ممارسة عملها من صنعاء.

ونفى أن يكون الاجتماع بهدف التوصل إلى مصالحة أوسع أو إلى تسوية سياسية لإنهاء الصراع.

بحاح

في غضون ذلك، أكد نائب رئيس الجمهورية، رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح، أن مفاوضات جنيف التي ستعقد بحضور الميليشيات الحوثية وتحت رعاية الأمم المتحدة ستبحث سبل تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 وليس للتفاوض أو للتصالح.

وقال بحاح في مؤتمر عقده أمس في الرياض إن الأولوية لـ«استعادة الدولة»، ومن ثم استكمال العملية السياسية على أساس المرجعيات المتفق عليها مسبقا، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومؤتمر الحوار الوطني ومقرراته والقرارات الدولية، ولاسيما القرار 2216 والتي لن يتم التفاوض حولها.

وأضاف: «علينا أن نعيد هذه الميليشيا المارقة... ميليشيا الحوثي/ صالح... إلى وضعها الطبيعي»، معتبرا أن التفاوض مجددا يعني التراجع إلى ما قبل «أربع سنوات مضت» من المفاوضات بين الأطراف اليمنية.

عقوبات أوروبية

في سياق آخر، أعلن الاتحاد الأوروبي، أمس، فرض مزيد من العقوبات على زعيم الميليشيات الحوثية عبدالملك الحوثي ونجل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بما يتضمن حظرا على توريد الأسلحة ومنعهما من السفر وتجميد أموالهما بسبب أفعالهما التي تهدد السلم والاستقرار في اليمن بما يتسق مع قرار مجلس الأمن رقم 2216 الذي أصدره في الـ14 من أبريل الماضي.

معارك وغارات

في المقابل، قصف المتمردون بالأسلحة الثقيلة حي الروضة في تعز جنوبي اليمن، الأمر الذي أدى إلى مقتل 10 مدنيين وسقوط عشرات الجرحى، في حين استمرت حركة النزوح الجماعي لعشرات العائلات من قرى تابعة لمحافظة عدن، من جراء الاشتباكات بين الحوثيين والمقاومة الشعبية، في حين سيطرت قبائل موالية للشرعية على مواقع للمليشيات بمحافظة البيضاء وسط اليمن.

(الرياض، صنعاء -

أ ف ب، رويترز، د ب أ)