العثور على اثار لاقدم تجمع بشري في الجبال في العالم

نشر في 24-10-2014 | 16:00
آخر تحديث 24-10-2014 | 16:00
No Image Caption
عاش انسان ما قبل التاريخ في مرتفعات تصل الى 4500 متر في جبال الانديس قبل 12 الف عام، اي في مرحلة اقدم مما كان العلماء يظنون حتى الآن، بحسب ما اظهرت دراسة نشرت في الولايات المتحدة.

فقد عثر باحثون في موقع اثري في منطقة بوكوتشو جنوب البيرو على ارتفاع يرواح بين 4355 و4480 مترا، على ادوات حجرية تعود الى اكثر من 12 الفا و800 سنة.

واوضح الباحثون في الدراسة المنشورة في مجلة "ساينس" الاميركية ان مسكنين صخريين على ارتفاع 4480 مترا، عثر فيهما على "ادوات واغراض ما زالت بحالة جيدة" تعود الى 12 الفا و400 سنة.

ويعتقد العلماء ان هذا الموقع كان مأهولا بالسكان في حقبة تراوح بين 12 الفا و400 سنة الى 11 الفا و500 سنة.

وبذلك يكون الانسان القديم قد استوطن المرتفعات العالية في وقت اقدم بنحو الف سنة مما كان العلماء يظنون. وهذا الموقع هو اعلى موقع يعثر فيه على اثار بشرية تعود لحقبة ما قبل التاريخ.

ورغم درجات الحرارة المنخفضة، واشعة الشمس القوية وانحسار نسبة الاكسجين في الجو، فان تلك الشعوب القديمة التي كانت تعتاش على الصيد وجمع الثمار استوطنت المرتفعات القاسية والمعزولة، بعد اقل من الفي عام على وصول اول جماعة بشرية الى اميركا الجنوبية.

واستنتج العلماء ان هذه الجماعات البشرية كانت تقتات على اللحوم، وذلك بعد العثور على عظام لانواع حيوانات عدة في المواقع التي كانت تضم تجمعات سكنية.

ومعظم الادوات الحجرية صنعت من الصخور المحلية، وهي تؤشر الى وجود انشطة صيد وتقطيع للحم الفريسة.

وكانت هذه الادوات الحجرية الحادة تستخدم ايضا في صناعة الثياب والاغطية والحقائب، بحسب سونيا زاريو عالمة الاثار في جامعة كالغاري الكندية واحدى المشاركات في الدراسة.

وتقول سونيا زاريو "لا نعلم بعد ما اذا كانت تلك الجماعات البشرية تستوطن المكان على مدار العام، الا ان الادوات الحجرية المعثور عليها تدل على انهم لم يكونوا يأتون الى هذا الموقع فقط للصيد لايام معدودة، بل كانوا يقيمون هنا لاوقات طويلة".

وتضيف "ربما كانت عائلات تقيم هنا، نظرا للانشطة العديدة التي كانت تمارس في الموقع".

ويرجح الباحثون ان سكان هذه المرتفعات كانوا ينزلون الى السهل للتواصل الاجتماعي مع جماعات اخرى، ولجلب بعض النباتات التي لا تنمو على ارتفاعات عالية.

وتشير نظرية علمية شائعة الى ان السكن في المرتفعات ليس ممكنا ما عدا للجماعات المتكيفة جينيا على العيش في هذه الظروف. ويمكن ملاحظة هذه الخاصيات الوراثية عند شعوب مثل سكان الانديس اليوم.

ومن هذه الخاصيات، سرعة الاستقلاب الغذائي، والقدرات الرئوية العالية، وتركز اكبر للكرويات الحمراء بشكل يتيح تعويض النقص في الاكسجين في الجو.

ولا يعرف العلماء بعد ما اذا كان هؤلاء السكان هم من بدأوا بسكن المرتفعات قبل 12 الفا و400 سنة فتعدلت خاصياتهم الوراثية، ام انهم ورثوا هذه الخاصيات عن اسلاف لهم سكنوا الجبال من قبل.

وقال كورت ريدمايكر استاذ علم الانتروبولوجيا في جامعة ماين (شمال شرق) "ان دراسة التكيف البشري مع البيئات القاسية مهم جدا لفهم مدى قدرة الانسان على التكيف الثقافي والوراثي مع التغيرات وقدرته على الصمود".

back to top