سئل رئيس وزراء اليابان عن سر التطور والتقدم التكنولوجي في اليابان فأجاب قائلا:
أولا: أعطينا المعلم راتب وزير.ثانيا: أعطيناه حصانة دبلوماسي سفير.ثالثا: أعطيناه مكانة إمبراطور.تفكرت ملياً في قول رئيس مجلس الوزراء الياباني عن المعلم، فقد نسب الفضل في التقدم والتطور الحضاري والتكنولوجي إليه... لذا نجد المعلم في اليابان يحظى بمكانة رفيعة تعادل مكانة الإمبراطور، ويعطى راتب وزير ويعامل بكل تقدير واحترام.وفي ألمانيا احتج القضاة عند المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بسبب قلة رواتبهم مقارنة مع المعلمين الذين يتقاضون أعلى الرواتب، فقالت ميركل للقضاة: إن المعلمين هم الذين يخرجون لنا القضاة والمهندسين والأطباء ورجال الشرطة والجيش وغيرهم، أما أنتم فماذا تخرجون لنا؟هذه حال المعلم الياباني والألماني، أما عن حال المعلم في وطننا العربي فإنها لا تسر صديقا ولا عدوا! فعلى سبيل المثال لنأخذ حال المعلم في جمهورية مصر العربية، فقد قرأت مقالا للكاتب القدير فهمي هويدي يصف فيه حال التعليم والمعلم في مصر بأنه "باظ" من زمان، وأن الدروس الخصوصية هي الرائجة حاليا بسبب ضعف رواتب المعلمين، وذكر مثالا لأحد المعلمين القدامى ممن أمضى في مهنة التعليم عشرين عاما، ويتقاضى راتباً شهريا قدره 500 جنيه في الشهر وليس في اليوم! منها 300 جنيه أجرة المواصلات ويتبقى من راتبه 200 جنيه يصرفها على أسرته المكونة من أربعة أفراد، 200 جنيه في مصر "يا دوب" تكفي ثلاثة أيام في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار.تصور عزيزي القارئ كيلو اللحمة في مصر بـ50 جنيها معنى هذا أن المعلم لا يأكل لحمة بل يحلم فيها فقط!من أجل ذلك نشاهد المعلم المصري يعمل ليلا ونهاراً في إعطاء الدروس الخصوصية كي يعيش مثل بقية الخلق، وإذا أرادت الحكومات العربية أن ترتقي وتصل إلى ما وصلت إليه اليابان وألمانيا في التقدم العلمي والتكنولوجي في شتى المجالات فإن عليها أن تعامل معلميها كما يعامل المعلم في اليابان وألمانيا من حيث التقدير المادي والمعنوي.* آخر المقال:كادر المعلمين أقر بطلعة روح بعد شد وجذب بين الحكومة ومجلس الأمة، ومع ذلك لم يصل راتب المعلم الكويتي إلى راتب وزير أو حتى قاض.
مقالات
حال المعلم الياباني والألماني والعربي
18-10-2014