تبنت مجموعة سرية يسارية متشددة الأربعاء الهجوم الانتحاري الذي نفذته الثلاثاء امرأة ضد مقر الشرطة في قلب المنطقة السياحية في أسطنبول ما يثير مخاوف من موجة هجمات بعد أسبوع على تعرض شرطيين يحرسون قصرا في المدينة لاعتداء أيضاً.

Ad

والانتحارية وهي في العشرينيات فجرت نفسها ما أدى إلى مقتلها مع أحد عناصر الشرطة مساء الثلاثاء حين دخلت إلى مركز الشرطة في حي سلطان أحمد السياحي في اسطنبول.

ووصلت المرأة إلى مركز الشرطة حيث أبلغت بالإنكليزية عن فقدان محفظتها، وفجرت نفسها بعدما أطلق شرطي عليها النار حين اشتبه بأمرها كما قال مسؤولون، وأصيب شرطي آخر بجروح طفيفة أيضاً.

وأعلن حزب الجبهة الثورية لتحرير الشعب وفي بيان نشر على موقعه الإلكتروني أن إحدى مقاتلاته نفذت الهجوم ضد دائرة الشرطة السياحية في سلطان أحمد، وتضم المنطقة أبرز المعالم السياحية في تركيا ويزورها آلاف السياح يومياً.

وقالت الجبهة أن الف سلطان كالسن "ضحت بنفسها من أجل محاسبة" حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ الحاكم في أنقرة بعدما قررت لجنة برلمانية الأثنين عدم إحالة أربعة من وزرائه السابقين المتهمين بالفساد إلى القضاء.

وأضافت أن الهجوم حصل "لأن الوزراء الأربعة السابقين، السارقين أفلتوا من الملاحقة القضائية، لقد حصل لأنه لا يتم القيام بشي لإحقاق العدالة من أجل بركين".

وكانت تشير إلى وفاة الفتى بركين الفان "15 عاماً" بعد أن ظل 269 يوماً في غيبوبة إثر اصابته خلال قمع الشرطة حركة الاحتجاج المناهضة للحكومة عام 2013.

وتحول هذا الشاب إلى رمز لحركة الاحتجاج ضد نظام رجب طيب أردوغان الذي أصبح رئيساً لتركيا، واأضافت الجبهة "سنواصل المقاومة والقتال والهجوم، سنحمل الأسلحة ونهاجم".

والشرطي الذي قتل وعرف عنه باسم كنعان كوماس كان أستاذاً سابقاً وبدأ خدمته لدى شرطة أسطنبول قبل خمسة أعوام، وقالت وسائل إعلام تركية أن زوجته أنجبت طفلتهما قبل شهرين فقط.

وأشاد رئيس الحكومة التركية أحمد داود اوغلو الثلاثاء بأداء الشرطة، قائلاً بأن "شجاعة عناصر قواتنا الأمنية المستعدين للتضحية بأنفسهم حالت دون وقوع ضحايا آخرين".

وندد نائب رئيس الوزراء نعمان كورتلموس بـ "الهجوم الإرهابي البغيض" على "تركيا الجديدة" شعار الرئيس المحافظ الإسلامي رجب طيب أردوغان الذي يحكم البلاد دون شريك منذ العام 2003.

وأضاف على تويتر "لكنهم لن ينجحوا في ذلك، ولن يتمكنوا من تدمير اخوتنا ووحدتنا".

والجبهة الثورية هي منظمة ماركسية متطرفة تُعتبر إرهابية من قبل تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

والجبهة الثورية تقف وراء الاعتداء على السفارة الأميركية في أنقرة في 2013 الذي أدى إلى مقتل عنصر أمن تركي، وفي التسعينيات نفذت هذه المنظمة السرية عدة هجمات واغتالت وزيراً سابقاً للعدل.

كما تبنت الهجوم الذين نفذه مسلح في 1 يناير ضد شرطيين كانوا يقومون بالحراسة أمام قصر دولمة بتشي العثماني في أسطنبول.

يُشار إلى أن تركيا شددت في الآونة الأخيرة من إجراءاتها الأمنية بسبب النزاع الدائر في بلدين مجاورين هما سورية والعراق حيث يسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على مناطق واسعة.