لليوم الثالث على التوالي، استهدفت مقاتلات أميركية وعربية أمس، منشآت نفطية خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في سورية، في وقت نشرت الدنمارك مقاتلات بالعراق، قبل أن تعلن بريطانيا الانضمام إلى التحالف الذي تقوده واشنطن للقضاء على «داعش».

Ad

مع إبقائها وفرنسا ضغوطهما على الجهاديين المسؤولين عن ارتكاب فظاعات في العراق، شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب ضربات جديدة صباح أمس على تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) مستهدفة بصورة خاصة منشآت نفطية يسيطر عليها في سورية للمرة الثانية منذ بدء الهجوم قبل أيام.

وفي سورية، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن الولايات المتحدة وحلفاءها العرب شنت غارات جديدة مساء أمس الأول وأمس على منشآت نفطية في محافظة دير الزور. كما استهدفت غارات أمس مقرا لعمليات الدولة في مدينة الميادين في المحافظة ذاتها ومنشآت نفطية بالإضافة الى موقع للتنظيم المتطرف في محافظة الحسكة، بحسب المصدر.

وغداة إعلان البنتاغون عن قصف الولايات المتحدة والسعودية والإمارات مساء الاربعاء 12 مصفاة نفطية يسيطر عليها التنظيم في شرق سورية بهدف تجفيف المصدر الرئيسي لتمويل الجهاديين الذين يبيعون النفط المهرب لوسطاء في دول مجاورة، توقف استخراج البترول من حقول دير الزور تخوفاً من الغارات التي أسفرت عن مقتل 141 مسلحاً بينهم 129 أجنبياً وفقا للمرصد.

معركة كوباني

في المقابل، اقترب مقاتلو «داعش» أمس من مدينة كوباني الكردية وسط استمرار معارك عنيفة مع القوات الكردية استخدمت فيها المدفعية الثقيلة وشهدت إطلاق نيران كثيف من الاسلحة الآلية وسقوط قذيفتين على الأقل على الجانب التركي.

وأكد مراسل وكالة رويترز أن مقاتلي التنظيم سيطروا على مكان يبعد عشرة كيلومترات فقط من كوباني كان مقاتلو وحدات حماية الشعب يشنون منه هجمات عليهم خلال الايام القليلة الماضية. وسقطت قذيفتان على الأقل على الجانب التركي.

ألف آسيوي «داعشي»

وفيما أكد المرصد السوري أمس انضمام أكثر من 200 مقاتل لتنظيم الدولة في محافظة حلب منذ بدء ضربه في سورية، كشف رئيس القيادة العسكرية الأميركية في المحيط الهادي الاميرال صامويل لوكلير أمس الأول عن دخول نحو 1000 مجند من منطقة شاسعة تمتد من الهند إلى المحيط الهادي تحت لواء «داعش» في سورية أو العراق.

ولم يحدد لوكلير ايا من الدول الست والثلاثين في قيادة المحيط الهادي التي يتم فيها تجنيد مقاتلين للجماعة المتشددة. وبعض هذه الدول بها حركات إسلامية، وبالإضافة إلى الهند فإن نطاق مسؤولية قيادة المحيط الهادي ومقرها هاوي يضم استراليا والصين ودول اخرى مطلة على المحيط الهادي. ولا تدخل باكستان ضمن القيادة.

عمليات انتقامية

في غضون ذلك، قال مدير مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي (اف بي اي) جيمس كومي ان تنظيم الدولة سيحاول بالتأكيد شن عمليات في الولايات المتحدة ردا على الضربات الاميركية، معلنا من جهة اخرى التوصل الى تحديد هوية الملثم الذي اعدم اميركيين اثنين وبريطانيا.

وقال جيمس كومي متحدثا خلال طاولة مستديرة نظمت في مقر «اف بي آي» مع عدد من الصحافيين: «لا شك ان (جهاديي الدولة الاسلامية) يودون القيام بتحرك ردا على عمليات اميركا وحلفائها. انني واثق من انهم يودون ايجاد وسيلة ليضربوا هنا».

انضمام الدنمارك

وفي العراق، نشرت الدنمارك أمس سبع طائرات إف-16 للمشاركة في الائتلاف الدولي لمحاربة «داعش». وقالت رئيسة الوزراء هيلي ثورننغ-شميت في مؤتمر صحافي في كوبنهاغن: «انا مسرورة بوجود تحالف واسع مع وجود دول من المنطقة تريد المشاركة فيه»، موضحة ان مهمة الطائرات الدنماركية ستكون محصورة بالعراق ولن تشمل سورية. كما أعلنت كل من بلجيكا وهولندا ارسال ست طائرات اف-16 مقاتلة للمشاركة في الحملة في العراق.

تدخل بريطاني

كما صوت النواب البريطانيون أمس بغالبية كبرى من اجل المشاركة في الضربات الجوية ضد التنظيم في العراق بعد عام على توجيههم صفعة لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون برفضهم الموافقة على خطته لشن غارات على سورية. وناشد كاميرون من نيويورك النواب الذين دعاهم الى جلسة طارئة أمس بالا يتملكهم «الخوف» لفكرة ارتكاب الاخطاء نفسها كما في عام 2003 عندما سمحوا لتوني بلير بالتدخل في العراق، مشدداً على «ان ذلك يجب الا يصبح ذريعة لخيار اللامبالاة وعدم التحرك» في وجه «المتوحشين»، محذراً من أن تدخل المملكة المتحدة في العراق قد «يستمر لسنوات».

ميليشيات مسيحية

وبمواجهة تهديدات «داعش» باشر مسيحيون عراقيون تشكيل ميليشيات خاصة، معتبرين ان القوات الكردية كما الفدرالية لم تؤمن لهم الحماية في وجه المتطرفين الذين سيطروا على العديد من المدن والقرى المسيحية.

ووفقاً للحركة الديمقراطية الأشورية، اكبر التيارات السياسية الممثلة للأشوريين في المنطقة، فإن الكتيبة تم تشكيلها في 11 أغسطس، وأطلقت عليها تسمية باللهجة الارامية المحلية تعني «شهيد المستقبل»، وعدد افرادها حوالى مئة رجل.

وينتمي رجال الكتيبة الى الاشوريين المسيحيين الذين يسكنون منذ آلاف السنين سهول نينوى. وللوهلة الاولى يبدو هؤلاء كأنهم من قوات البشمركة الكردية بزيهم الكاكي الموحد والكلاشنكوف المتدلي من الكتف، لكنهم يضعون على زنودهم او صدورهم العلم الاشوري محاطا ببندقيتين.

العبادي وبايدن

في السياق، أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، خلال لقائه أمس على هامش اجتماعات مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، أهمية دعم العراق في جهوده لمحاربة تنظيم «داعش»، مشيراً إلى أهمية احترام سيادة بلاده ووحدة أراضيه.

وجدد بايدن «دعم أميركا والمجتمع الدولي لجهود الحكومة العراقية في الحرب ضد داعش والاستعداد لتقديم الدعم للقضاء على هذا التنظيم الإرهابي».

(دمشق، واشنطن-

أ ف ب، رويترز، د ب أ)