كثيرٌ من العقل مفسدة، فحاذر أن تقع في شر ذكائك!

Ad

الأشخاص الذين تعاملوا مع تفاصيل الحياة بكثير من الذكاء، أصابهم ذلك في مقتل، أفسد طعم كثيرٍ من اللحظات في فم أعمارهم!

وهم ليسوا أفضل حالاً بكثير من أولئك الذين تعاملوا مع الحياة بكثير من السذاجة! الذين اتّكَأوا على عكازة ذكائهم للسير متوازنين على الأرض، كثير ما غاصت عكازاتهم في رمال متحركة وواجهوا الغرق.

قد تأخذهم الصدفة البحتة إلى البحث عمّا وراءها، ودائما ما كانت تلك الصدفة لهؤلاء بوابة التيه، ونادراً ما تمرّ تلك الصدفة من بوابة عقولهم بسلام، إذ لا مجال في عقولهم للصُدف!

لا بد من التحقق من هويتها الشخصية، واستجوابها والتحقيق معها، ومعرفة الهدف الذي بُعثت من أجله، وكثيرا ما أفقدهم ذلك لذة الاستمتاع بما تفاجئونا به الحياة من قطع حلوى صغيرة تدسُها في ثياب أوقاتنا بلا ثمن، وهذا تحديدا ما يثير شكوك أصحاب تلك العقول، علاوة على أن شكوكهم بقطعة الحلوى تلك، تفوّت عليهم غالباً حلوى أكثر، وحلوى ألذّ تدسّها الحياة أحياناً على هيئة صُدَف!

هؤلاء أشخاص متعِبون ومُتعبون!

تبدو الحياة معهم أكثر ذكاء.. وسخرية، ترمي الحياة بين أيديهم بين الحين والآخر صدفة مغرية، صدفة شبيهة بكرة الصوف، تستنزفهم لإيجاد رأس الخيط فيها والذي ينتهي في العدم في كل مرة، إلى أن تستوقفهم الحياة في اللحظة التي تختارها هي لتُريهم ماذا فاتهم من الحياة أثناء بحثهم عن رأس الخيط في كرة الصوف!

الذين تعاملوا مع كل تفاصيل الحياة بكل ذكاء، انتهى بهم المطاف بخسارة على الأقل أحدهما!

وهذا هو ربما الشعرة الفاصلة الوحيدة بينهم وبين... السذج، أولئك الذين تعاملوا مع كل تفاصيل الحياة بكل سذاجة، السُذّج لن ينتهي بهم المطاف إما بخسارة الحياة أو عقولهم، لأنهم لم يملكوهما حقيقة في أي وقت مضى.

حتى قطع الحلوى التي تدسها الحياة لهم لا يمكنهم تذوق طعهما للحد الذي يثير شهوة فضولهم، عقولهم أضعف من أن يجنّحها فضول، والفضول أدنى مراتب الخيال، والعقول التي لا نافذة للخيال بها، يأكل واقعها العفَن، لذا هؤلاء ليس لديهم ما يخسروه سوى... أنْفَاسَهم!

أما أولئك الذين تعاملوا مع الحياة بذكاء فقد انتهت حياة كثير منهم أما بالجنون أو الانتحار، وربما بكليهما معا!

خطأ الأذكياء في الحياة اتباع إغراء ذكائهم، وخطأ السذج... سذاجتهم،

الحياة تتطلب ذكاء من نوع آخر، يستمتع في الحياة أكثر، الشخص الذي يستغل عقله للتصالح معها، وليس الذي يستغله لتجنب حبائلها!

كثير من اللحظات في هذه الحياة ليست سوى واحات صغيرة لجعل عقولنا بعيداً عن متناول أيدينا!

أما إذا كان لا بد أن تكون عقولنا دائما حاضرة بكل أناقتها، ولدينا شكوك دائمة في نوايا الحياة، فلنحاول أن نجعل عقولنا إيجابية، تهدينا الحياة على سبيل الجدال طُعما في فخ، يجدر بنا أن نفكر كيف نجد طريقة نستمتع فيها بالطُّعم دون الوقوع في قبضة الفخ، بدل أن نضيع الوقت سدى في اكتشاف من وضع الفخ!