«حزب الله» يشيع مغنية ويتمهل في الرد على «عملية القنيطرة»

نشر في 20-01-2015 | 00:01
آخر تحديث 20-01-2015 | 00:01
No Image Caption
الغارة الإسرائيلية استهدفت موكباً من 3 سيارات... و طهران تقر بسقوط جنرال في «الحرس الثوري»
لايزال التوتر سيد الموقف على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية والحدود بين قسمي الجولان السوري والإسرائيلي، بعد الضربة الموجعة التي تلقاها حزب الله ومعه إيران بمقتل 6 من عناصر الحزب و6 إيرانيين، بينهم كوادر وقيادات حزبية وجنرال في الحرس الثوري في غارة إسرائيلية على القنيطرة.

شيع «حزب الله» والآلاف من أنصارة ومواليه أمس جهاد عماد مغنية في الضاحية الجنوبية لبيروت وذلك غداة الغارة الإسرائيلية التي استهدفت موكبا  للحزب في بلدة مزرعة الأمل قرب القنيطرة في الجانب الذي تحتفظ سورية بالسيطرة عليه من الجولان، وأدت إلى مقتل 6 بينهم مغنية نجل القائد العسكري للحزب عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق عام 2008.

ووسط تخوف من رد سريع لحزب الله يجر لبنان الى حرب هو بغنى عنها، أعلن عضو المجلس السياسي لـ»حزب الله» محمود قماطي أمس ان «المقاومة ستقرر الرد على الاعتداء الاسرائيلي في القنيطرة في المكان والوقت المناسبين»، وسط تطمينات من مقربين من حزب الله من أن القيادة ستتمهل وتدرس الرد بعقل بارد.

وكان حزب الله نعى امس الأول ستة من عناصره بينهم القيادي محمد احمد عيسى، وجهاد مغنية. واشار الى ان هؤلاء كانوا يقومون «بتفقد ميداني لبلدة مزرعة الامل في القنيطرة السورية» الواقعة على مقربة من الخط الفاصل بين الجزءين السوري والمحتل من اسرائيل في هضبة الجولان، عندما تعرضوا «لقصف صاروخي من مروحيات العدو الصهيوني».

موكب من ثلاث سيارات

وأوضح مصدر ميداني سوري أن عناصر حزب الله والعسكريين الايرانيين الذين قتلوا «كانوا ضمن موكب من ثلاث سيارات» عندما تم استهدافهم. وقال مصدر امني اسرائيلي ان الغارة نفذت بواسطة مروحية على «ارهابيين» كانوا يعدون لهجمات على القسم المحتل من الهضبة.

الحرس الثوري

وتأكيدا لما نشرته «الجريدة « أمس عن سقوط مسؤول رفيع في الحرس الثوري الإيراني، أعلن الحرس الثوري أمس مقتل القيادي به العميد محمد علي الله دادي في القصف الذي نفذته طائرات إسرائيلية على مدينة القنيطرة. وجاء في بيان صادر عن العلاقات العامة للحرس الثوري أن العميد دادي «كان موجودا في سورية في مهمة استشارية لدعم الحكومة والشعب السوري لمواجهة الإرهابيين التكفيريين - السلفيين». وأضاف البيان الذي نقلته وكالة «فارس» للأنباء أن مقتل دادي وكوادر حزب الله «سترسخ عزم وإرادة المقاومة الإسلامية في ساحة مواجهة الكيان الصهيوني». وافادت مصادر بان دادي هو مساعد قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني.

الخارجية الإيرانية

ودانت وزارة الخارجية الايرانية بشدة «الهجوم الارهابي لمروحيات تابعة للكيان الصهيوني على منطقة القنيطرة في الجولان السوري وادى الى استشهاد عدد من مقاتلي وقادة حزب الله». وقدمت الخارجية الايرانية في بيان اصدرته، المواساة لـ»اسر الشهداء وقيادة حزب الله ازاء هذا العمل الاجرامي الغاشم الذي قام به كيان الاحتلال»، وقالت إن «هذا الحادث اثبت مرة اخرى ان معركة سورية جزء من المواجهة مع الكيان الصهيوني، وان حزب الله مازال صامدا وراسخا في درب الجهاد والشهادة امام الاحتلال وتدخلات الاجانب في شؤون شعوب المنطقة». بدوره، دان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف «الهجوم الارهابي الصهيوني على الحدود السورية في القنيطرة، والذي ادى الى سقوط عدد من عناصر حزب الله»، معتبراً ان «الاعتداء سياسة ارهاب حكومي اسرائيلي».

واشار ظريف الى ان «وجود الكيان الصهيوني قائم على اثارة الازمات والارهاب»، مضيفاً ان «سياسة الكيان الصهيوني قائمة على تأجيج الازمات والارهاب دائما، ولذلك فانه يشعر بالقلق حيال استقرار وامن المنطقة، كما ان المفاوضات النووية تثير قلق هذا الكيان وخير دليل على ذلك ما يقوم به رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو لافشال هذه المفاوضات».

سليمان

وتوالت ردود الفعل المنددة بالعملية من معظم الأطراف اللبنانية. ودان رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال سليمان «الاعتداء الاسرائيلي» ولكنه نبّه من «مغبة الانجرار لأي ردة فعل على الحدود اللبنانية مع إسرائيل وعدم إعطائها أي ذريعة تستفيد من خلالها في سياساتها الداخلية لأسباب انتخابية بحتة».

فتفت

كما دان عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت «الاعتداء الاسرائيلي»، مؤكداً ان «الحوار بين المستقبل وحزب الله سيستمر لأن موضوع سلاح حزب الله ومشاركته في الحرب في سورية لن يُبحثا». وقال: «الحوار لن يتأثر بهذا الحادث الا اذا حصل تطور دراماتيكي آخر، اي اذا استخدم حزب الله الاراضي اللبنانية للرد على اسرائيل، ولكن لا اريد ان استبق هذه الامور، ما يهمنا انقاذ الوضع الداخلي اللبناني».

الاعتداء على المحامين

في سياق منفصل، ذكرت مصادر متابعة أن «حقوقيي 14 آذار وبالتنسيق مع لجان المحامين التابعة للأحزاب المنضوية تحت راية 14 آذار، يدرسون جملة خطوات تصعيدية قد تصل إلى طلب تعليق عضوية لبنان في اتحاد المحامين العرب، على خلفية ما حصل أمس (الأول) في القاهرة».

واستنكر وزير الإعلام رمزي جريج الاعتداء الذي تعرض له المحامون اللبنانيون أثناء مداخلاتهم في المؤتمر العام الثالث والعشرين لاتحاد المحامين العرب في القاهرة من قبل المحامين السوريين، واصفا إياه بالتصرف السافر.

وإذ أكد جريج بصفته نقيبا سابقا للمحامين، حرصه على حرية الرأي، استهجن هذا التصرف من قبل محامين تعرضوا بالضرب والإهانة على محام لمجرد انه لبناني أبدى رأيه في الوضع السوري، واعتبره «غير مقبول لأنه يتجاهل آداب مهنة المحاماة التي تقضي بأن يكون الصراع بين المحامين بالكلمة والقلم لا بالضرب والأيادي»، مشيرا الى ان «هذا الاعتداء غريب عن التقاليد في لبنان ومقتضيات الزمالة بين المحامين».

وكشف المتحدث باسم حقوقيي «14 آذار» رامز الضاهر عن اتصالات مكثفة لعقد لقاء موسع «يهدف إلى رفض ما حصل وإدانته من جوانبه كافة»، مشيراً إلى «أن هذه الحادثة لا تمت إلى الرقي بصلة، وتستدعي رد فعل، خصوصاً أن احترام الرأي كان من المفترض ان يكون الحاضر الأبرز والأكبر». ولفت الى أن «ما حصل معيب ومهين، ومن المفترض ان يتمثل الاتحاد بمن هم مدافعون عن حقوق الانسان وعن حريته وكرامته». وقال: «ندرس كحقوقيي 14 آذار، خطوات عدة لم تتبلور بعد».

back to top