هبة طوجي منافسة شرسة في The Voice France لبنانيون في برامج عالمية...

نشر في 28-01-2015 | 00:01
آخر تحديث 28-01-2015 | 00:01
ليست المرة الأولى التي يشارك فيها لبنانيون في برنامج The Voice في نسخته الفرنسية، فقد سبق أن شاركت ألين لحود العام الماضي لتخرج من البرنامج في مراحله الأولى، وتدّعي بعد حين أنها كانت ضحية مؤامرة كونية. الجديد هذه المرة مشاركة هبة طوجي، التي اقترن ذكرها بالمسرح الرحباني حتى يكاد اسمها لا ينفصل عن الفنان أسامة الرحباني. المثير في المسألة هو انقسام اللبنانيين العمودي بين مؤيّد ومعارض، فطوجي ليست ألين لحود بمعنى أن خامة صوتها استثنائية وقد تسمح موهبتها الفذة صوتاً وحضوراً بالتألق في مرحلة المواجهة وبمنافسة الأصوات الواعدة، وهي فرصة لم تتوفر للحود التي كان صوتها عادياً مقارنةً مع المواهب الموجودة.
ومنذ إعلانها المشاركة بدأ سيل من الانتقادات يحاصر طوجي، فهي فنانة من الطراز الرفيع، ويرى البعض في إطلالتها في برامج للهواة انتقاصاً من شأنها خصوصاً أنّ الرحابنة الجدد تبنّوا موهبتها فباتت نجمة مسرحهم بلا منازع.

4 كراسٍ تحركت تدريجاً عند سماعها أغنية ميشال لو غران Les Moulins de mon coeur  (طواحين قلبي) بصوت طوجي. ولا شكّ في أنّ كرسي {ميكا} سجّل أول الاستدارات كونه طبعاً من أصلٍ لبناني، وقد برهن مراراً بسلوكه الحماسي عن عشقه للحن العربي. اختارت طوجي أن تستهل إطلالتها بشطرين من الاغنية الفرنسية اللحن، علماً أنّ الفنان منصور الرحباني وضع كلمات للحن بالاغنية العربية فحملت اسم {لا بداية ولا نهاية} وصدرت في ألبوم لطوجي في العام 2011. المدخل إذاً كان فرنسياً لتُكمل بعد ذلك طوجي الاغنية بكلمات منصور أمام عيون الحكم المذهولين ببراعتها في الاداء بالعربية والفرنسية معاً باحترافٍ كبير. وختمت طوجي الاغنية بصرخة {آه} قوية برهنت عن رخامة صوتها وقدرتها على الأداء الاستثنائي الذي يبحث عنه حكماً كلّ من فلوران بانييه وجينيفر، وميكا، وزازي (حلَّت مكان الفنان الكندي الأصل غارو). جميعهم راحوا يطالبونها بحماسة منقطعة النظير بالانضمام إلى فريقهم، ولكن قلبها لم يهتف إلا لابن بلدها {ميكا} الذي بدى فرحاً بقرارها أشد فرح.

ويبدو أن طوجي اعتبرت {حالة} للنجومية منذ إطلالتها الاولى، إذ ذُكر اسمها على صفحة البرنامج الرسمية وضمن الإعلان الترويجي لانطلاقة الموسم كأول موهبةٍ نسائية يكشف عنها The Voice 4. وأكدت مجلة {لو فيغارو} الفرنسية رسمياً أن طوجي اختيرت للترويج لإعلان البرنامج التلفزيوني.

مشاركات أخرى

ولم تكن طوجي اللبنانية الوحيدة التي أذهلت حكام البرنامج بنسخته الفرنسية، حيث تألقت أيضاً اللبنانية الصاعدة ليا تشينا البالغة من العمر 19 عاماً، لتصل إلى الجولة الثانية من التصفيات ما أثلج صدر ميكا للمرة الثانية.

ولو عدنا بالذاكرة إلى تاريخ برامج الهواة الفرنسية، لوجدنا أن للمواهب اللبنانية حضوراً دائماً فيها، إذ شارك اللبناني جوني معلوف في الموسم الأول من البرنامج المذكور، وخرج من المرحلة الربع نهائيَّة، فيما غادر المتسابق أنطوني توما الموسم الثاني في المرحلة النصف نهائيَّة. أما المغنية اللبنانية ألين لحود فشاركت في The Voice الفرنسي بنسخته الثالثة وخرجت من المسابقة في المراحل الأولى.

ردود فعل

وكلما ظهر أحد اللبنانيين في برامج فنية عالمية تبدأ الحملات الداعمة له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن المواهب اللبنانية قادرة على التميز أينما حلّت، وهذا ما تُرجم في اللحظات التي تلت إطلالة طوجي في البرنامج، وفي الدعم الذي تلقته وما زال قائماً حتى كتابة هذه السطور. وتصدّر هاشتاغ #HibalsTheVoice  لائحة الهاشتاغات الأكثر تداولاً على تويتر خلال الأيام الماضية، فيما حلّ اسمها بالأحرف اللاتينية (#Hibatawaji) في المرتبة الخامسة.

وكانت هبة قد علقّت في حديث لها مع الصحافة اللبنانية بأنّها تلقت عرضاً من مدير الـ»كاستينغ» في  The Voiceمؤكدة أنّ مشاركتها فيه {ستفتح لها آفاقاً جديدة في الغرب وتحديداً أوروبا}، خصوصاً أنها تملك خلفية فرونكوفونية، ما يساعدها في الانتشار، حسب قولها.

البعض الآخر كان معارضاً لإطلالتها معتبراً أنّ العالمية لا يمكن أن تكون عبر برنامج للهواة، مهما كان عالمياً. واعتبر هؤلاء أن طوجي ليست بفنانة عادية ولا يمكن مقارنتها باللبنانيين الآخرين الذين سبقوها وشاركوا في البرنامج نفسه، خصوصاً أنها صاحبة رصيد حافل بالمسرحيات والألبومات والأغاني الجميلة وأطلَّت على الجمهور من باب الرحابنة، فأثبتت نفسها وأكدت للجميع أنّها تملك صوتاً جميلاً ومثقفاً وقوياً، وحضوراً وأداءً لافتاً على المسرح إضافة إلى خوضها مجال الإخراج الذي درسته في جامعة القديس يوسف ببيروت.

وشارك بعض الاعلاميين في حملة الانتقاد بمزيد من التهكم والسخرية، بجملٍ من نوع: {بعد الأداء المميّز لهبة طوجي في The Voice الفرنسي، حديث عن مشاركة أسامة الرحباني في America›s Got Talent عن فئة العزف على البيانو}، أو {على فكرة، معقولة كتير فيروز تقدّم على The Voice السنة الجاية».

يبقى أنّ نشير الى أن القسم الأكبر من اللبنانيين سعيد بأداء طوجي التي أعطت صورة مشرقة عن لبنان، وأنّ عدداً كبيراً من الناس سيتسمّر أمام الشاشات لمشاهدة «لبنانية» تنافس أرقى الأصوات الفرنسية والأجنبية. ومهما يكن من أمر، ومهما كثرت الانتقادات المجحفة، يبقى أن طوجي حقّقت خطوة الى الأمام في مسيرتها، فمما لا شكّ فيه أنّ البرنامج سيحقق لها انتشاراً أوسع، خصوصاً لدى النقاد الاجانب ومن يدري قد تغني ذات يوم أغنية مشتركة مع أشهر فناني فرنسا.

تهنئات

غرّد رئيس حزب {القوات اللبنانية} د. سمير جعجع لطوجي باللغة الفرنسية بالقول: {برافو هبة طوجي... هذا الوجه الحقيقي للبنان، وجه الجمال، وتقبل الآخر، والحب والسلام. أتمنى لك النجاح}. وردت هبة بتغريدة عبر حسابها ذكرت فيها: {شكراً د. جعجع لدعمكم، لقد تأثرت جداً!!}.

كذلك باركت لها الفنانة يارا وكتبت: {فخورة جداً بك يا عزيزتي. رائعة كالمعتاد... استمري ونحن جميعاً معك}. وشكرتها طوجي على الدعم متمنية لها التوفيق.

back to top