إيران تنتصر إذا مدّد أوباما محادثات «النووي»
لا تكمن المشكلة في أنّ الولايات المتحدة لا تريد إرغام إيران على أخذ تداعيات الرفض على محمل الجد فحسب، بل في أنّ أوباما يبدو أشد حماسةً لافتتاح حقبةٍ جديدة من الوفاق مع طهران، وليس لاتخاذ إجراءاتٍ فعلية تجبر الإيرانيين على التعقّل.
![كومينتاري](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
يتزامن مسعى إيران الناجح في التشبّث بعدم الإفصاح عن نشاطاتها مع جهودها المستمرّة والناجحة كذلك لعرقلة كل محاولات الوكالة الدولية للطاقة الذرية للنفاذ إلى بنيتها التحتية النووية بأكملها، بما فيها الأماكن التي يشتبه في القيام بأبحاثٍ عسكريةٍ فيها، وكما أوضحت صحيفة نيويورك تايمز في مقالةٍ نُشرت في صفحتها الأولى فإن ثمة خطراً يفوق ما يتمّ التباحث بشأنه الآن، وهو أن تنشئ إيران برنامجاً نووياً سرياً، ما يشكل خطراً أكبر من ذاك الناجم عن المنشآت المعروفة، حيث فشل الغرب في التحقق من امتثال إيران بالجهود المطلوبة، والأخطر أيضاً هو انفتاح أوباما لتمديد جديد للمحادثات.ويمنح تبرير تمديد فترة المحادثات ثانيةً بعد انقضاء فترة التمديد الأولى خلال الصيف إيران المزيد من الوقت بحيث تقترب من تحقيق طموحاتها النووية من دون أي إمكانية لمراقبة غربية ولو بسيطة، علاوةً على ذلك، لم تلتزم إيران بصفقة العام الماضي وعلى عكس ما يؤكده الرئيس، لم تضع الصفقة حداً للبرنامج النووي ولم تشكّل إلا عائقاً وهمياً. لا تكمن المشكلة في أنّ الولايات المتحدة لا تريد إرغام إيران على أخذ تداعيات الرفض على محمل الجد فحسب، بل في أنّ الرئيس يبدو أشد حماسةً لافتتاح حقبةٍ جديدة من الوفاق مع طهران، وليس لاتخاذ إجراءاتٍ فعلية تجبر الإيرانيين على التعقّل. وأعاد أوباما التأكيد مجدداً أنه راغب في بناء علاقةٍ جديدة مع النظام الإسلامي مع رفضه لأيّ زيادة في العقوبات بشكلٍ يحدّ من مدخول إيران النفطي الذي يبقي النظام على قيد الحياة. ويظهر هذا السلوك الرئيس الأميركي كشخصٍ يفتقر إلى الشجاعة اللازمة لخوض مواجهاتٍ يستسيغها القادة الإيرانيون. ومع انتشار معلومات حول تمديد فترة المفاوضات من 6 إلى 12 شهراً إضافياً، تزداد فرص تشبّث الإيرانيين بمواقفهم ومضاعفتهم للنشاطات السرية بعيداً عن أعين الوكالة الدولية للطاقة الذرية.وبينما تتمسك إيران بموقفها الذي يحمي خيارها النووي، يعطي الرئيس أوباما أكثر من برهان على حماسته للتوصل إلى صفقةٍ أكثر من نيته لوضع حدٍ لتحقيق الإسلاميين لهدفهم النووي.وبما أنّ تغيير الرئيس أوباما لرأيه في اللحظة الأخيرة هو احتمال مستبعد حتى الآن، يبدو في الوقت الراهن، أنّ الرابح الأكبر هو إيران، سواء وقع الطرفان الاتفاق الضعيف أم لا، أما أمن الغرب وحلفائه كإسرائيل والعرب المعتدلين فهو الخاسر الأكبر!* جوناثان س. توبين