«ابن الزبال» يهدد السفير البريطاني بعد إطاحته بوزير العدل

بعد 48 ساعة من استقالة وزير العدل المصري المستشار محفوظ صابر على أثر تصريحات اعتبرت «طبقية»، وتستهين بعمال النظافة، تجددت حالة الاستياء الشعبي بسبب تغريدة كتبها السفير البريطاني في القاهرة جون كاسن، على «تويتر»، قال فيها إن السفارة البريطانية ترحب بالجميع وبـ«ابن عامل النظافة» للعمل فيها، حيث اعتبر الكثيرون ان الهدف من التدوينة السخرية من أوضاع حقوق الإنسان في مصر، والتدخل في الشأن الداخلي.

وكان السفير البريطاني في القاهرة ذكر أمس الأول، عبر حسابه على «تويتر»، أن سفارة بلاده ترحب بجميع الفئات وبابن عامل النظافة، قائلا: «عايز تشتغل في السفارة البريطانية؟ نرحب بالجميع ونرحب بابن عامل النظافة»، في إشارة منه إلى الأزمة التي أطاحت بوزير العدل محفوظ صابر حول عدم إمكانية التحاق ابن عامل النظافة بالعمل في القضاء.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبدالعاطي، في تصريح مقتضب لـ«الجريدة»، «ستتم مناقشة هذا الأمر مع السفير البريطاني»، بينما وصف مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير أحمد القويسني ما ذكره السفير البريطاني بأنه تعليق يثير الاشمئزاز. وأضاف القويسني لـ«الجريدة» انه «لا يجوز له التعليق على أمر يخص الشأن الداخلي، والدبلوماسي لابد أن يتسم بالفطنة والكياسة»، مشددا على أن سلوكه خرج عن إطار اللياقة الدبلوماسية، ووصل إلى حد الفجاجة.

ووصف المحامي الحقوقي مدير المنظمة العربية للإصلاح الجنائي محمد زارع، تصريح السفير البريطاني بـ»الفج»، لكنه في الوقت ذاته لم يتجاوز حدود اللياقة.

وزاد زارع لـ«الجريدة»: «التصريح له مغزى سياسي، ودليل على متابعة بريطانيا الأوضاع في مصر، وأن بريطانيا ليست دولة عنصرية، إلى جانب رغبة السفير في تأكيد أنه – ممثلا لبلاده - يرحب بعمل أي مصري داخل السفارة، طالما تنطبق عليه الشروط والمعايير دون تمييز طبقي أو اجتماعي».

واشتعلت الأزمة على الفضاء الإلكتروني، حيث تصدر هاشتاغ أطلقه نشطاء، أمس، تحت اسم «اطردوا السفير البريطاني» موقع «تويتر»، وشدد المغردون على أنه كان من الأولى على السفير البريطاني أن ينظر إلى أوضاع حقوق الإنسان في بلاده، فهناك المئات من الفقراء والمشردين لا يجدون مأوى لهم، وينتشرون على أرصفة شوارع لندن.

من جهة أخرى، أظهر استطلاع للرأي العام أجراه المركز المصري لبحوث الرأي العام «بصيرة»، وأعلن نتائجه أمس، أن 85 في المئة من المصريين يوافقون على تعيين أبناء العمال البسطاء، ومنهم عمال النظافة، في سلك القضاء، بينما أعرب 8 في المئة عن رفضهم لذلك، ولم يحدد 7 في المئة موقفهم من الأمر.