• تسليم السلطة الجمعة المقبلة  • موجة تهانٍ دولية وعربية  • دمشق تعتبر اختيار التونسيين «واضحاً»

Ad

طالب الرئيس التونسي الجديد مواطنيه بطي صفحة الانقسام واعداً بحكومة خالية من نظام بن علي، في حين تعهد منافسه بعدم الطعن في نتائج جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية، ليفتح الطريق أمام نقل سلس للسلطة الجمعة المقبلة.

غداة إعلان فوزه في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية التونسية، أكد السياسي المخضرم وزعيم حزب «نداء تونس» الباجي قايد السبسي أمسن أن رئيس الحكومة المقبلة، لن يكون من وزراء الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي.

وقال السبسي للإذاعة الرسمية الوطنية، إنه سيجتمع مع هياكل «نداء تونس» للتشاور معهم حول الشخصية التي ستقود الحكومة في المرحلة الجديدة، مضيفاً أن الواجب يدعوه إلى تقديم استقالته قريباً من الحزب الذي أسسه، ذلك أنه أصبح رئيسا لكل التونسيين.

ودعا السبسي، الذي أصبح أول رئيس منتخب بشكل حر وديمقراطي في تاريخ تونس، وأول رئيس لجمهوريتها الثانية أمس الأول، عقب إعلان فوزه على منافسه في جولة الإعادة الرئيس المؤقت محمد منصف المرزوقي مواطنيه إلى نسيان انقسامات فترة الحملة الانتخابية، كما دعاهم إلى التطلع للمستقبل.

وقال الرئيس التونسي الجديد (88 عاما) في كلمة عبر التلفزيون العام «أتوجه بالشكر إلى السيد الرئيس السابق منصف المرزوقي، الذي هاتفني منذ حين، وهنأني على ثقة الشعب، أشكره وأقول له إن الشعب التونسي لا يزال في حاجة إليه، وأنا شخصيا إلى نصائحه». وتعهَّد الرئيس التونسي المنتخب بضمان عدم رجوع الاستبداد، وبالحفاظ على حرية الصحافة الوليدة في البلاد التي تأمل استكمال مسارها نحو ديمقراطية كاملة.

وفي ردّ فعل على مواجهات بين محتجين ورجال أمن في بعض مناطق الجنوب التونسي حيث حلَّ المرزوقي في الطليعة إثر إعلان النتائج، دعا السبسي إلى الهدوء وشكك في أن يكون الأمر عفوياً.

المرزوقي يتعهَّد

في المقابل، تعهَّد المرزوقي بعدم الطعن في نتائج الدور الثاني للانتخابات الرئاسية التي أفرزت فوز منافسه بفارق يقارب 400 ألف صوت، إذ حصل السبسي على 55.68 في المئة من أصوات الناخبين مقابل 44.32 في المئة للمرزوقي.

وقال الرئيس المنتهي ولايته في كلمة له توجه بها إلى أنصاره، إن فريق حملته الانتخابية سيكتفي بعرض الخروقات التي تمَّ تسجيلها في العملية الانتخابية، لكنه لن يطعن في نتائجها، مضيفاً «نريد التسريع في تشكيل الحكومة، حتى تبدأ العمل».

في غضون ذلك، صرح العضو في هيئة الانتخابات المستقلة نبيل بافون بأنه في حال لم تصدر طعون ضد نتائج الدور الثاني خلال مهلة الأيام الثلاثة، فسوف يتم الإعلان عن النتائج النهاية يوم الجمعة المقبل. في السياق ذاته، أشادت بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات التونسية أمس، بعملية الاقتراع التي جرت الأحد الماضي وبـ»الهيئة العليا المستقلة للانتخابات»، التي نظمتها.

خريطة الطريق

إلى ذلك، أكد رئيس الحكومة المؤقتة مهدي جمعة أمس، أن حكومته التزمت ببنود خريطة الطريق التي وضعها «الرباعي» الراعي للحوار الوطني في تونس، وعملت على تنفيذها لأشهر، وفق منهجية مدروسة، لا تعترف بغير المصلحة العليا للبلاد.

وقال جمعة في أول تصريح عقب انتهاء الاستحقاق الانتخابي الرئاسي: «أتيت في فترة كانت فيها التجاذبات السياسية في أوجها وكانت القاعدة إن لم تكن عدو عدوي فأنت عدوي» مشيرا إلى أنه نأى بنفسه ووقف على المسافة نفسها من الجميع، وتعامل وفق مقاربة تقوم على تقييم الكفاءات وليس الانتماءات.

وبشأن توجهات حكومته في الوقت الحالي وحتى تسليم مهامها، أكد جمعة التزامه بما هو «أهم» من خريطة الطريق «وهي الدولة»، وأوضح أن الحكومة شرعت في العمل من أجل إعادة هيبة الدولة وحمايتها ووضع تصور ومشروع لها، مؤكدا أنه باعتباره رئيسا للحكومة، تقع على عاتقه التزامات أخلاقية وسياسية، إلى آخر يوم في عمله.

تهان عربية ودولية

من جهة أخرى، انهالت التهاني على الرئيس التونسي الجديد من زعماء الدول العربية خصوصا ودول العالم بصفة عامة.

وهنأ الرئيس الأميركي باراك أوباما، وفق بيان صادر عن البيت الأبيض أمس، السبسي بفوزه معربا عن تطلع واشنطن إلى العمل بشكل وثيق مع الرئيس المنتخب، والحكومة الجديدة.

وقدم وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند تهاني بلاده أيضا إلى السبسي واعتبر المشاركة الواسعة في الانتخابات التشريعية والرئاسية، تظهر مدى تطلع تونس إلى تشكيل برلمان وحكومة وفق أسس ديمقراطية.

بدورها قالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في بيان،  إن «الشعب التونسي سطَّر صفحة تاريخية في الانتقال الديمقراطي لبلاده من خلال انتخاب أول رئيس بحرَّية منذ استقلال تونس عام 1956.

وأضافت موغيريني أن الشعب التونسي بعث من خلال كل مراحل العملية، رسالة أمل لكل الناس الذين يشاركونه الأحلام نفسها، أن تكون بلدانهم أكثر سلاما وسعادة وغنى وتتعزز فيها الديمقراطية.

وقدم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تهانيه لرئيس حزب «نداء تونس»، مؤكدا دعم بلاده الكامل لتونس وتطلعها لتعزيز علاقات التعاون والأخوة التي تجمع بين الدولتين، فيما أرسل الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة برقية تهنئة للسبسي.

وفي حين اعتبرت وزارة الخارجية التركية إجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التونسية متوافقا مع المعايير الديمقراطية، رحَّبت إيران «بتعزيز العملية الديمقراطية» بعد فوز السبسي في أول انتخابات رئاسية حرة في تونس.

وأعربت دولة قطر عن ترحيبها بنتائج الانتخابات الرئاسية التونسية، فيما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر في وزارة الخارجية قوله إن «الجمهورية العربية السورية، تعرب عن خالص التهاني لتونس الشقيقة رئيسا وحكومة وشعبا على نجاح استحقاق الانتخابات، التي حدد فيها الشعب التونسي خياراته بكل وضوح».

(تونس ــ د ب أ،

أ ف ب، رويترز)