تنطلق في كندا في 5 يونيو نهائيات كأس العالم لكرة القدم النسائية، بدون مشاركة نجمة منتخب ألمانيا ونادي باريس سان جيرمان فاطميره، فقد فضلت حلم الأمومة على بريق الكرة، وترى أن في الحياة "ثمة أشياء أهم من كرة القدم".

Ad

فاطميره ألوشي أو "ليرا" اسم يعرفه جيداً كل متابعي كرة القدم النسائية، في أوروبا على الأقل، وخصوصاً منذ نهائيات كأس العالم لكرة القدم للسيدات 2011، التي أقيمت في ألمانيا وفاز بها المنتخب الياباني.

ليرا، لاعبة خط وسط منتخب ألمانيا المنحدرة من كوسوفو وكان اسمها قبل زواجها فاطميرة بايراماي، جذبت الأنظار بشدة ليس فقط بسبب جمالها ورشاقتها وإنما أيضاً بسبب أدائها الممتع على أرضية الملعب وسعادتها وهي تنطلق على المستطيل الأخضر ودورها الواضح في مساعدة فريقها.

والآن كان ينتظر من اللاعبة صاحبة الـ27 عاماً أن تزداد تألقاً ونجومية في نهائيات كأس العالم 2015 بكندا بعدما جمعت خلال السنوات الماضية خبرة كبيرة خصوصاً بعد احترافها في نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، لكنها فاجأت الجميع قبيل المعسكر التدريبي الذي بدأه منتخب ألمانيا الأثنين (18 مايو 2015) واعتذرت عن المشاركة في نهائيات كأس العالم بسبب الحمل.

وذكر موقع اتحاد الكرة الألماني على الإنترنت أن ليرا، التي خاضت مع منتخب ألمانيا للسيدات 79 مباراة دولية تنتظر مولوداً، ولذلك ستغيب عن الملاعب في الشهور القادمة لفترة لم يعلن عن مدى طولها حتى الآن، ونقل الموقع عن ليرا قولها "بالطبع كنت أود أيضاً أن أشارك في نهائيات كأس العالم، لكن هناك أشياء في الحياة هي ببساطة أهم من كرة القدم، أنا فخورة بكل إنجازاتي الرياضية العديدة وفي غاية الامتنان لكل ما عايشته في المنتخب الوطني والأندية التي لعبت لها".

وتابعت اللاعبة، التي حققت نجاحات مبهرة على مستوى الأندية والمنتخب الوطني الألماني: "لقد كان وقتاً رائعاً، لكن الحياة الأسرية كانت دائماً على نفس القدر من الأهمية، وهنا تبدأ مرحلة جديدة بالنسبة لي، حينما أصبح أما عمَّا قريب، وأنا أتطلع لهذا بشدة، وعندما تسير الأمور كلها حسب ما أتخيله لنفسي، سيأتي وقت ما أسعى فيه مرة أخرى أيضا لتحقيق نجاحات جديدة كلاعبة كرة قدم".

ورغم أن قرار فاطميره خسارة لمنتخب ألمانيا، الذي يعاني من غياب أعمدة أساسية مثل نادين كيسلر أفضل لاعبة في العالم لعام 2014، أعربت سيلفيا نايد مدربة المنتخب عن تفهمها لموقف اللاعبة وقالت: "إنها خسارة كبيرة لفريقنا، لأنها (ليرا) لاعبة مهمة بالنسبة لنا، ورغم ذلك فأنا سعيدة جدا لأجلها وأتمنى لها كل التوفيق لهذه المرحلة الجديدة من الحياة".

وكانت ليرا قد صرحت قبل سنوات في حديث مع موقع "سبوكس.كوم" قبل انطلاق نهائيات كأس العالم في ألمانيا عام 2011 بأنها تحلم بتكوين أسرة وإنجاب أطفال وأضافت: "لكن هذا حالياً أمر صعب بالنسبة لمهنتي، كما أنني لا زلت صغيرة، لكن أود تحقيق ذلك في يوم من الأيام، عندما تنجب لاعبة كرة القدم تنهي مسيرتها بداية، كما أن لاعبي كرة القدم الرجال يتزوجون غالباً قبلنا (نحن اللاعبات) بكثير".

وتوالت الأيام وتزوجت فاطميره بايراماي في نهاية عام 2013 من لاعب كرة القدم الألباني الأصل أنيس ألوشي، الذي تحمل الآن لقبه، ووصلنا إلى 2015 وأصبحت ليرا حاملاً وقريباً ستصبح أماً وأوقفت مسيرتها كلاعبة لكرة القدم، التي من خلالها كسبت أصدقاء بسرعة ونالت الاحترام، رغم معارضة والدها في البداية، لكنه أصبح من بعد أكبر مشجع لها، حسب ما صرحت هي نفسها لموقع "سبوكس.كوم".

ولدت فاطميره في أول أبريل 1988 في استوك، التي كانت تتبع يوغوسلافيا السابقة وأصبحت الآن جزء من كوسوفو، وبعد اندلاع الحرب هناك هاجرت العائلة إلى ألمانيا عام 1992 وحصل أفرادها بما فيهم فاطميره على الجنسية الألمانية عام 2001.

ولا تتذكر ليرا كثيراً أحداث رحلة الهجرة من كوسوفو إلى ألمانيا فقد كان عمرها 4 سنوات، لكنها حينما تقف أمام بيت أسرتها هناك، والذي أعادوا بنائه بعد انتهاء الحرب تراودها ذكريات الطفولة وتقول إنها كانت ذكريات جميلة وإن كوسوفو تعيش في قلبها وتذهب إليها مرتين في العام أما ألمانيا فهي "وطنها الحالي".

ورغم أن ألمانيا كانت بمثابة الإنقاذ لها ولأسرتها إلا أن البداية لم تكن سهلة، وحسب ما صرحت به لموقع "سبوكس.كوم" فإنها وأخويها (أحدهما يكبرها والآخر أصغر منها) تعرضوا لمواقف عنصرية مثل السب والشتم من قبل يمينين متطرفين، بل وصل الأمر إلى الاشتباك باليد: "في البداية لم أكن أعرف أنا وأخواي لماذا هم ضدنا، حتى علمنا أنهم أشخاص لا يحبون الأجانب، فتجنبنا طرقهم".