فند السيسي أمس الأنباء التي ترددت بشأن تنازل القاهرة عن أراض في سيناء للفلسطينيين لإقامة دولة، وبينما منح شيخ الأزهر أحمد الطيب العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز درجة الدكتوراه الفخرية، شن الإمام الأكبر هجوماً عنيفاً على الجماعات الإرهابية التي "تشوه صورة الإسلام".

Ad

نفى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بشدة ما تردد حول نية القاهرة استقطاع أجزاء من شبه جزيرة سيناء لإقامة دولة فلسطينية عليها، مشدداً، على أنه لا يحق له أو لغيره أن يتنازل عن أراض مصرية لأي جهة، قائلاً: إن "أحدا لا يجرؤ على فعل ذلك... لمصر شعب يحميها ويحافظ على ترابها".

وكذبت وزارة الخارجية المصرية مزاعم مواقع إخبارية إسرائيلية تداولت أنباء عن اقتراح الرئيس المصري خلال استقباله نظيره الفلسطيني محمود عباس أمس الأول، بإقامة دولة فلسطينية على قطاع غزة وقسم من سيناء، بمنح مصر منطقة في سيناء مساحتها 1600 كيلومتر مربع محاذية لقطاع غزة للفلسطينيين، بما يجعل حجم القطاع 5 أضعاف حجمه الحالي، وقال مصدر بـ"الخارجية" إن هذه الأنباء "عارية من الصحة جملة وتفصيلاً".

في السياق، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبوردينة، في بيان بثته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أمس: "ننفي نفياً قاطعاً ما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية وتناقلته وسائل إعلام فلسطينية وعربية حول عرض قدمه السيسي لعباس يقضي بتوسيع قطاع غزة على حساب أراضي سيناء مقابل التنازل عن حدود عام 1967".

من جهة أخرى، شدد السيسي على أهمية إحداث طفرة في مناهج التعليم المصرية، منوها بالثروة البشرية التي تزخر بها البلاد، لاسيما "أن 65% من تعداد السكان تحت سن الأربعين، وهو الأمر الذي يتطلب إيلاء اهتمام خاص للارتقاء بجودة التعليم"، وأكد خلال مشاركته في احتفالات مصر بعيد المعلم أمس، أهمية دور المعلم في بناء شخصية النشء لحمايتهم من الأفكار الهدامة والمضللة والمتطرفة.

وقال الرئيس المصري إن القاهرة تبذل قصارى جهدها للارتقاء بالمنظومة التعليمية بكل عناصرها التي تشمل الطالب والمعلم والمناهج الدراسية والأبنية التعليمية، إيماناً منها بأهمية وحيوية التعليم ودوره في الارتقاء بالمجتمعات ودفع عملية التنمية الشاملة، كاشفاً عن قُرب الإعلان عن وظائف شاغرة لما يناهز ثلاثين ألف معلم.

تكريم الملك

في غضون ذلك، شن شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب هجوماً عنيفاً على الجماعات الإرهابية في كلمة ألقاها أثناء استقباله وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس، مشيداً خلال مراسم حفل منح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الدكتوراه الفخرية من الأزهر الشريف، بالعاهل السعودي "لجهوده المتواصلة في التصدي للإرهاب الأسود الذي ابتليت به الأمة بل العالم بأثره".

وأكد الطيب أنه "من المحزن غاية الحزن أن هؤلاء المجرمين استطاعوا أن يصدروا للعالم صورة شوهاء مفزعة عن الإسلام والمسلمين" واتهم تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"داعش" وكل المجموعات "الإرهابية" بأنهم "صنائع استعمارية تعمل في خدمة الصهيونية".

من جهته، أشاد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، بدور الأزهر، معتبراً أن "الأزهر يحمي الأمة من الانحراف والتعصب الذي يكسو الدين بهتانا وزورا لنشر اتجاهات فكرية منحرفة".

واختتم وزير الخارجية السعودي زيارة ناجحة لمصر، التقى خلالها بالرئيس المصري ووزير الخارجية سامح شكري، حيث افتتح المقر الجديد للسفارة السعودية في القاهرة أمس.

إقبال يتزايد

في شأن منفصل، تزايد الإقبال الشعبي على شراء شهادات استثمار قناة السويس الجديدة، أمس في اليوم الثالث من طرح الشهادات في البنوك واقترب إجمالي عدد الشهادات المباعة للمصريين من حاجز 20 مليار جنيه، وهو ثلث المبلغ الذي حددته الحكومة لتغطية كلفة شق القناة الجديدة متضمنة عمليات الحفر وإنشاء بعض الكباري والأنفاق بالمنطقة.

ومن جهته، أعلن محافظ البنك المركزي هشام رامز أن حصيلة بيع شهادات استثمار القناة يومي الخميس والأحد بلغت 14.5 مليار جنيه.

عبوة ناسفة

ميدانياً، قالت وزارة الداخلية إن مجنداً أصيب في انفجار استهدف مدرعة تقل ضابطا و10 مجندين بمنطقة جنوب العريش في شمال سيناء أمس.

في غضون ذلك، واصلت أزمة إضراب النشطاء السياسيين عن الطعام داخل السجون المصرية تصاعدها، بعدما عقدت أحزاب سياسية وشخصيات عامة ومنظمات حقوقية مؤتمراً صحافياً أمس، للتضامن مع المضربين عن الطعام داخل السجون، وفي مقدمتهم الناشط أحمد دومة وآخرون من المسجونين على ذمة قضايا خرق قانون التظاهر، يأتي ذلك بالتزامن مع اعتصام 9 نشطاء داخل مقر المجلس القومي لحقوق الإنسان أمس الأول، تضامناً مع إضراب المسجونين.

في الأثناء، ينظم "تحالف دعم الشرعية" المؤيد لجماعة "الإخوان" اليوم، تظاهرات تحت شعار "انتفاضة الغلابة" تزامناً مع يوم الفلاح المصري، وقال عضو التحالف محمد أبو سمرة لـ"الجريدة" إن "أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي سيلجأون إلى تصعيد فعالياتهم المناهضة للنظام المصري القائم على شرعية 30 يونيو".