بعد معارك طاحنة، أدت مروحيات «الأباتشي» الدور الأكبر فيها، تمكنت القوات العراقية، أمس، من استعادة أجزاء واسعة من ناحية البغدادي بمحافظة الأنبار، التي تمكَّن «داعش» من السيطرة عليها قبل أيام، وهاجم قاعدة عين الأسد العسكرية المجاورة، التي تضم 300 مدرب أميركي.
تمكنت القوات الأمنية العراقية، أمس، من استعادة السيطرة على عدد من الدوائر الحكومية العراقية في مركز ناحية البغدادي، بعد معارك طاحنة مع عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، أدى الطيران الأميركي، وخصوصا مروحيات «الأباتشي»، دورا حاسما فيها.وقال المعاون الأمني لمحافظ الأنبار، عزيز خلف الطرموز، أمس، إن «قوات الجيش والشرطة، وبإسناد من العشائر وطيران الائتلاف الدولي والطيران العراقي، نفذت، فجرا، عملية عسكرية على ناحية البغدادي، أسفرت عن تحرير مركز الناحية»، مبينا أن «القوات استعادت السيطرة على جميع الدوائر الحكومية، منها بناية المجلس البلدي ومركز الشرطة ودائرة الجنسية والأحوال المدنية»، مضيفاً أن «القوات الأمنية مستمرة في مطاردة عناصر التنظيم في الجهتين الشمالية والشمالية الشرقية من الناحية».وأضاف أن «القوات الأمنية قتلت العشرات من عناصر تنظيم داعش»، مبيناً أن «طيران الأباتشي الأميركي كان له دور كبير في العملية العسكرية».وشهدت محافظة الأنبار خلال الساعات الماضية تطورات أمنية جديدة، تمثلت في شن تنظيم «داعش» هجوما واسعا على ناحية البغدادي - غربي المحافظة، فيما تمكنت القوات الأمنية من قتل ثمانية انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة حاولوا التسلل إلى قاعدة عين الأسد في ناحية حديثة - غربي المحافظة، بعد تعرضها لقصف شديد بالهاون.فك حصارفي السياق ذاته، أكد مصدر أمني في قيادة عمليات الأنبار، أن القوات العراقية، بمساعدة أبناء العشائر، تمكنت من فك الحصار عن 500 أسرة كانت محاصرة من قِبل عناصر «داعش» في مجمع سكني بمنطقة تابعة لناحية البغدادي - غرب الرمادي.وأضاف المصدر، طالبا عدم ذكر اسمه، أن القوات العراقية تمكنت من استعادة السيطرة على جسر «وحيد» في منطقة جبة، مشيرا إلى وصول تعزيزات عسكرية إلى منطقة البغدادي وقاعدة عين الأسد.في المقابل، أفاد مجلس شيوخ عشائر صلاح الدين، بأن «داعش» خطف 30 شاباً من عشيرة العبيد في الحي العسكري قرب قاعدة عين الأسد.العباديمن جانبه، أكد رئيس الوزراء، حيدر العبادي، أمس، أن العراق لا يحتاج إلى قوة قتالية أجنبية في محافظة الأنبار، لأن فيها أكبر حشد عسكري عراقي، باعتبارها الجبهة الرئيسة ضد الإرهاب.وذكر بيان حكومي، أن العبادي «طالب المجتمع الدولي بالوقوف مع العراق في حربه ضد التنظيم الإرهابي»، مشيراً إلى «أن الحكومة العراقية والقوات الأمنية تهتم اهتماما بالغا بالأنبار والدفاع عنها وحماية أهلها».وأضاف البيان، تأكيد العبادي «أن الأنبار تمثل المحافظة الأولى في تواجد فرق الجيش العراقي، بتجهيزاته ومعداته، وأن طلعات القوة الجوية لملاحقة «داعش» تمثل النسبة الأكبر من فعاليات إبطالها».وقال المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء العراقي، رافد جبوري، «إن طروحات القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، تؤكد دائما أن العراق يحتاج فقط إلى المزيد من الدعم في مجال التسليح والتدريب والغارات الجوية والجهد الاستخباري»، موضحا «بالنسبة للأنبار، فهي المحافظة الوحيدة التي فيها قيادتان، كما ذكرهما البيان، هما قيادة عمليات الأنبار، وقيادة عمليات البادية والجزيرة، فضلاً عن الحشد الشعبي الذي تشكَّل من أهالي المحافظة حصرا، وان تم إسنادهم بمقاتلين من محافظات أخرى في تجسيد لوحدة العراقيين حين يدهمهم خطر خارجي».وأكد جبوري ما ذكره البيان من «أن العراق يدافع عن الحق والعدالة في وجه الجرائم الإرهابية التي لا تهدد العراق وحده، وإنما المنطقة والعالم».إلى ذلك، قتل شخص على الأقل، وأصيب ثمانية آخرون، في تفجير عبوة ناسفة قرب سوق شعبية في منطقة الطارمية - شمالي بغداد، أمس.اغتيال سويدانإلى ذلك، كشف النائب عن اتحاد القوى العراقية، بدر الفحل، أمس، أن نواب اتحاد القوى العراقية والقائمة الوطنية علَّقوا حضورهم جلسة البرلمان على خلفية اغتيال أحد وجهاء عشيرة الجنابات، الشيخ قاسم سويدان في بغداد.وكان مسلحون مجهولون أطلقوا النار على سويدان وابنه محمد وأردوهما قتيلين، إلى جانب ستة من أفراد الحماية في منطقة الشعب - شمالي بغداد، في حين نجا النائب في البرلمان العراقي زيد الجنابي من الموت، بعد أن كان برفقة الشيخ سويدان، وهو عمه. وأعلنت قيادة عمليات بغداد، أمس، عن تشكيل لجنة أمنية للتحقيق في الحادثة.من جهة ثانية، أعلنت قيادة عمليات بغداد، أمس، مقتل وجرح عشرات من مسلحي «داعش»، وتدمير «أوكار» تابعة لهم خلال عملية عسكرية في منطقتي الهورة والبحيرات - شمالي بغداد.وقال المتحدث باسم القيادة، العميد سعد معن، إن قوات قيادة عمليات بغداد شرعت بتنفيذ عملية أمنية واسعة، لتطهير منطقتي الهورة والبحيرات - شمالي بغداد.وأضاف أن العملية أسفرت عن «مقتل 25 عنصرا من داعش، وحرق عجلتين تحملان رشاشين أحاديين، ومدفعي هاون، وتفكيك 36 عبوة ناسفة وتدمير خمسة أوكار تابعة لهم».(بغداد - د ب أ، رويترز، كونا)
دوليات
العراق: معارك طاحنة بمساندة «الأباتشي» لاستعادة البغدادي
15-02-2015