ديكور جمعيات النفع العام
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
ليست مهمة جمعية الشفافية "تحسين صورة الكويت بالخارج"، فهذه من مهمات صالونات الحلاقة والتجميل كأقسام تابعة لوزارتي الإعلام والخارجية، وليس من واجبات مؤسسات المجتمع المدني، الذي يتم نحر ما تبقى منها ببطء على يد التابعين من جماعات السلطة. عذر السلطة الواحدة، في الحل، هي تجاوزات الجمعية لقانون جمعيات النفع العام، وتدخلها في السياسة، مع أن النظام الأساسي للجمعية حين عرف الفساد في المادة الثانية بـ"سوء استغلال السلطة في القطاع العام والخاص المكلف بها الفرد لتحقيق منافع خاصة…"، وإذا اعتبرنا تطبيق هذه المادة على أرض الواقع "تدخلاً في السياسة" فماذا يبقى للجمعية كي تتحدث عنه؟ ولماذا تمت الموافقة بداية على إنشاء مثل تلك الجمعية طالما، أن عذر التدخل في السياسة هو الخط الأحمر لهذه الجمعية أو لغيرها من الجمعيات؟! وإذا كانت السلطة وجماعتها تريدان مجالس صورية على شكل مجلس الأمة الحالي، فكان أولى بالسلطة أن تحل بقية الجمعيات دون استثناء، وتلحقها بمؤسسات الدولة الرسمية بعد تعيين أعضائها من فرق "إذا حبتك عيني ماضامك الدهر".كل ما تحتاج إليه الحكومة أن تمارس بعضاً من الصراحة مع معظم - إن لم يكن كل- جمعيات النفع العام، وتعلن إلحاقها بها، فتلك الجمعيات في الواقع "دي فاكتو" ملحقة بالسلطة، تعيش من نفقاتها، وتسير تحت ظلالها، ولا تخرج عن طوعها. تلك الجمعيات هي رتوش تجميلية يائسة تحاول أن تجمل قباحة الوجه السلطوي، لذلك لا حاجة بعد إزالتها أن نقيم مجالس عزاء.