أقر مجلس الأمن الدولي مشروع قرار خليجي بشأن اليمن تحت الفصل السابع، يدعو الحوثيين إلى الانسحاب من جميع المحافظات وإلى تسليم الأسلحة التي نهبوها من الجيش، ويفرض حظراً على توريد الأسلحة للمتمردين.

Ad

في انتصار دبلوماسي خليجي، تبنى مجلس الأمن الدولي أمس، بتأييد 14 عضوا وامتناع روسيا عن التصويت، قرارا خليجيا بشأن اليمن، تحت الفصل السابع، يطالب الحوثيين بالانسحاب من صنعاء والمحافظات، ويفرض حظرا على تسليمهم أي أسلحة، كما يكلف الدول الأعضاء بتفتيش السفن المتجهة إلى اليمن، للتأكد من فرض حظر على توريد الأسلحة.

ويتضمن القرار فرض عقوبات على زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي، ونجل الرئيس السابق أحمد علي عبدالله صالح، من بينها منعهما من السفر، كما يدعو الى العودة للحوار على أساس المبادرة الخليجية، الأمر الذي وضع إيران في عزلة عن المجتمع الدولي بطرحها خطة سلام من 4 نقاط لم تلق أي تجاوب.

مبادرة إيرانية

في هذه الأثناء، وغداة دعوته إلى تشكيل حكومة جديدة في اليمن طرح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس خطة من أربع نقاط لحل الصراع، كما جدد دعوته لوقف ضربات «عاصفة الحزم» ضد الحوثيين المتحالفين مع طهران.

واقترح ظريف خلال مؤتمر في مدريد وقف إطلاق النار في اليمن وبدء مساعدات إنسانية وحوار يمني وتشكيل حكومة ذات قاعدة موسعة لإنهاء الصراع.

وأضاف أن «هذه القضية يجب أن يحلها اليمنيون... إيران والسعودية بحاجة إلى إجراء حوار، ولكن لا يمكننا الحديث عن تحديد مستقبل اليمن».

وقال ظريف أيضا، إن الضربات الجوية «ببساطة ليست هي الحل... كل العمليات يجب أن تتوقف على الأرض وفي الجو». ومن المرجح أن تغضب الخطة السعودية وقوى أخرى تتهم إيران بتسليح الحوثيين والتدخل في الشأن اليمني. وتنفي طهران تقديم مساعدة عسكرية للحوثيين.

وفي إيران نفسها، تواصلت ردود الفعل المنددة بالسعودية ووصف علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، «عاصفة الحزم» بأنها «جريمة ضد البشرية»، محذرا الرياض من أن سياساتها في المنطقة «ستضر بها إذا ما استمرت فيها».

شبوه

وفي حين أصبحت القبائل الموالية للشرعية لاعباً أساسياً في ترجيح كفة على أخرى في الصراع اليمني، سيطر مسلحون قبليون أمس في محافظة شبوة الجنوبية على منشأة بلحاف الاستراتيجية لإنتاج وتصدير الغاز الطبيعي المسال المملوكة جزئيا من شركة توتال الفرنسية بعد انسحاب قوة الجيش المكلفة حمايتها.

 وأفاد شيخ قبلي لوكالة «فرانس برس» بأن «الـ400 جندي الذين كانوا ينتشرون في المنشأة ألقوا السلاح وانسحبوا، ودخل رجالنا إلى المنشأة والميناء وإلى مكاتب شركة اليمن للغاز الطبيعي المسال». وأكد الشيخ أن دخول المسلحين «يهدف إلى ضمان أمن المنشأة وحمايتها» من أعمال النهب، وتشكل عائدات «بلحاف» 30 في المئة من إيرادات الدولة اليمنية التي تعد واحدة من أفقر دول العالم.

«عاصفة الحزم»

في غضون ذلك، واصل طيران تحالف «عاصفة الحزم» قصف مواقع المتمردين الحوثيين وقوات الجيش الموالية للرئيس السابق في عدد من المحافظات اليمنية أمس لليوم الـ20 على التوالي. وقصفت طائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، مواقع للحوثيين في مدينتي تعز وعدن جنوبي البلاد ليل الاثنين ـ الثلاثاء، كما استهدف مواقع للحوثيين في عمران وصعدة وصنعاء.

وذكرت مصادر أن طائرات التحالف استهدفت نقطة تفتيش للحوثيين وسط مدينة عدن التي تشهد معارك كر وفر بين المتمردين وأنصار هادي.

ودعت مساجد عدن عبر مكبرات الصوت مساء الاثنين وصباح الثلاثاء الحوثيين والقوات الموالية لصالح إلى تسليم أنفسهم مقابل الأمان لهم والعفو، في وقت تشهد المدينة أوضاعا إنسانية غاية في الصعوبة.

وقالت مصادر في اللجان الشعبية الموالية لهادي، إن 21 حوثيا كانوا متمركزين في مبنى القنصلية الروسية بمدينة عدن سلموا أنفسهم إلى مسجد أبي ذر الغفاري بعد سماعهم الدعوات لتسليم أنفسهم.

 وقتل 16 مسلحا من المتمردين الحوثيين ليل الاثنين ـ الثلاثاء في انفجار وكمين في محافظة لحج الجنوبية وسط مواجهات بين المتمردين والموالين لهادي.

منزل بحاح

في السياق، اقتحم مسلحون حوثيون أمس منزل نائب رئيس الجمهورية رئيس حكومة الكفاءات خالد بحاح في العاصمة صنعاء، وذلك غداة أدائه اليمين الدستورية نائباً لرئيس الجمهورية بمقر السفارة اليمنية في مدينة الرياض السعودية التي يقيم بها حالياً.

واشنطن توسع

من جهة أخرى، أكدت تقارير ومعلومات حصلت عليها شبكة «سي إن إن» الأميركية أن الولايات المتحدة قررت توسيع دورها في العمليات العسكرية لـ»عاصفة الحزم» مع دول التحالف ضد الحوثيين لمنعهم من السيطرة على كل اليمن. وتشمل عمليات توسيع الدور مشاركة واشنطن في اختيار الأهداف التي تضربها طائرات التحالف، إلى جانب المساهمة في تفتيش السفن ومحاولة اعتراض شحنات الأسلحة الإيرانية التي قد تكون متوجهة إلى اليمن.

نفي مصري

في السياق، نفى المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية العميد محمد سمير ما تردد بشأن مقتل وإصابة عدد من الجنود المصريين أثناء مشاركتهم في عملية «عاصفة الحزم» في اليمن.

وقال المتحدث في صفحته على «فيسبوك» أمس، إنه «في إطار استغلال بعض الجهات المعادية لحروب الجيل الرابع (حرب المعلومات) بغرض التأثير على الأمن القومي المصري تم رصد بعض المعلومات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تتناول استشهاد وإصابة عدد من جنود القوات المسلحة المصرية أثناء اشتراكهم في عملية (عاصفة الحزم) بدولة اليمن».

(عدن، الرياض ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)