لعينيك...
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
للذين تواروا في ثراك أحبك، وللتضاريس التي رسمتها فيك أحبك، ولأغنيات العشق ونزوات الشباب أحبك. أحب رمضاءك التي لسعت نعومة أطرافي ولظهيرتك التي صلبتني طويلاً على بابك أحبك. وحين افترقنا لا هوى لي فيك غيرك صرت أحبك أكثر وأخجل منك أكثر. أخجل من عتب عينيك كلما التقينا وأخجل من جحودي لك وأخجل من غفرانك. كنت ومازلت حرفي الأول وأغنيتي التي لا أمل ترداد نشيدها الشجي ولوعتي فيك ومنك. ولأني أحبك لا أجرؤ على لومك كما تجرأت علي ولا أملك قسوتك كما قسيت علي ولكنني أملك غفرانك.في كل مرة أعود اليك أفكر في أي الوجوه أراك، وفي أي الأماكن التي عمدتها منذ الخطى الأولى أرسم وجهك. في كل مرة أراني أمسح الغبار عن كتفيك وأقبل ما بين عينيك وأقول ما زلت أحبك. أتخيلك كل مرة أكثر جمالاً من سابقتها وأكثر بهاء والدموع في عينيك فرحا بي ودموعي فيك لهفة اليك.سأخبرك هذه المرة أنني تعبت وسأعترف لك بأنني حاولت جاهدا أن أتجاهل حبك ولا أنساه، أن أضع يدي بين صورتك وعيني وسأعترف لك أنني فشلت. ويزيدني بعدي عنك توقا اليك، الى كل ما فيك، الى وجوه الأصدقاء الطيبين في المقهى الصغير على ساحل بحرك، الى أصوات البنات في المدرسة المجاورة، الى صوت المؤذن في الظهيرة، الى باعة الساحات وأطفالك النبلاء والأشقياء، الى زملاء المهنة والحرف ورفاق السلاح ومجالس المساء، أشتاق حتى أخطاء أهلك فيك وأشتاق الى غفرانك.سأخبرك هذه المرة أيضاً أنني على عهدي، سأكتبك بروحي وأرسمك بدمي وأخاصم الدنيا فيك وأقسم كما في كل مرة أنك الأجمل والأبهى لأنك وطني ودماء قلبي، سأعود اليك ما استطعت أكفر عن غيابي وأضع رأسي على وسادة ليلك لأعود أجمل. سأسامرك طويلا وأحدثك عن المدن التى أشركتها في محبتك وكأنني أنتزع قلبي من قلبه، فأعود سريعا اليك لأنك قدري وتاريخي وحلم بسيط لا أعلم مدى قدرتي على تحقيقه هو أن أموت على يديك. لأبعث منك كما نشأت منك. فسلام عليك في كل مرة نلتقي حتى اللقاء الأخير.