«حرب داعش» وأوكرانيا يهيمنان على افتتاح «الجمعية العامة»

نشر في 25-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 25-09-2014 | 00:01
أوباما يدعو العالم إلى المشاركة في الحرب على التنظيم وبان كي مون يتحدث عن «عام مروع»

هيمنت الحرب على تنظيم "داعش" في منطقة الشرق الأوسط وملف الأزمة الأوكرانية التي أعادت شبح الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو على افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، في حين أجمع المتحدثون على أن التحديات العالمية في تزايد.
اقتتحت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس أعمال الدورة الـ69 لاجتماعاتها بحضور قادة وممثلي جميع الدول الـ193 الأعضاء في الأمم المتحدة، وكذلك ممثلون عن الدول التي لا تتمتع بعضوية كاملة، وهي الدول التي تتمتع بوضع "مراقب" مثل الفاتيكان وفلسطين.

وافتتح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاجتماعات بكلمة متشائمة، في حين طغت ملفات الحرب على الإرهاب خصوصا على تنظيم "داعش" في الشرق الأوسط والأوضاع في اوكرانيا والتوتر الغربي مع روسيا بالاضافة الى مرض "ايبولا" في كلمات القادة.

بان كي مون

ورسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون صورة متشائمة للعالم، وعدد في كلمته أمام الجمعية العامة كل النزاعات الدائرة بدءا من غزة وصولا الى سورية والعراق مرورا باوكرانيا او افريقيا الوسطى، معبرا عن اسفه لـ"سنة مروعة بالنسبة للمبادئ المنصوص عليها في شرعة الامم المتحدة".

وقال "من البراميل المتفجرة (المستخدمة في سورية) الى قطع رؤوس (رهائن في العراق وسورية) مرورا بالهجمات على مستشفيات ومواقع للامم المتحدة وقوافل انسانية او محاولات تجويع المدنيين، والتعديات على حقوق الإنسان ودولة القانون في كل مكان في العالم".

وقال بان كي مون ان "الآفاق باتت قاتمة (...) شبح الحرب الباردة عاد والآمال التي علقت على ثورات الربيع العربي تحولت الى عنف". وأضاف "بلغ عدد اللاجئين والنازحين رقما قياسيا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية" وعلى الامم المتحدة ان تواجه حالات انسانية طارئة قياسية.

كما شدد على الانتشار الكبير لفيروس ايبولا في افريقيا الذي وصفه بانه "ازمة غير مسبوقة".

وأشار إلى تهديد الجهاديين في سورية والعراق، معتبرا أن "ردا دوليا متعدد الاشكال ضروري" كما أن "تحركا حاسما لوضع حد للفظاعات" التي يرتكبها "الدولة الاسلامية" وأتباعه ضروري أيضا.

أوباما

من ناحيته، دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما العالم للانضمام الى محاربة تنظيم "الدولة الاسلامية"، معتبرا انه تنظيم شديد العنف لا يفهم سوى "لغة القوة". وقال أوباما من على منبر الامم المتحدة ان الجرائم التي ارتكبتها ميليشيات تنظيم داعش" من أكثر الفظائع التي يمكن تصورها على الإطلاق"، لافتا الى أن التنظيم أرهب الناس في العراق وسورية "واغتصب أمهات وأخوات وبنات كوسيلة حرب، وقتل أطفالا رميا بالرصاص، ورمى بأجساد في قبور جماعية وجوع أقليات دينية حتى الموت".

واعتبر أوباما أن "التطرف الذي يؤدي إلى العنف في العالم بمثابة سرطان انتشر في الكثير من أجزاء العالم الإسلامي"، وقال إن "القتلة والإرهابيين الذين يعملون على أساس أيديولوجية خاصة يشوهون أحد أكبر أديان العالم، وعلينا أن نتخذ خطوات مشتركة لمواجهة المخاطر الناتجة عن المتعصبين ذوي الدوافع الدينية".

وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن روسيا ستدفع ثمن عدوانها في أوكرانيا، ورأى أن إرسال روسيا جنودا إلى أوكرانيا ودعمها الانفصاليين هناك وتزويدهم بالأسلحة يمثل تهديدا للنظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية.

وأضاف أوباما: "سنعزز شركاءنا في حلف شمال الأطلسي، وسنقوم بالتزاماتنا تجاه الدفاع المشترك".

وأشار الى انه يمكن حسم النزاع النووي الحالي مع طهران بالطرق الدبلوماسية اذا "لم تضيع إيران هذه الفرصة التاريخية".

كاميرون وروحاني

الى ذلك، التقى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مباشرة مع الرئيس الايراني حسن روحاني في نيويورك على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة، في اول لقاء بين زعيمي البلدين منذ عام 1979.

المقاتلون الأجانب

وبعد حسم مسألة الرد العسكري، تعهد قادة العالم وعلى رأسهم الرئيس الأميركي باراك أوباما لدى اجتماعهم في اطار الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أمس بالتصدي لظاهرة المقاتلين الأجانب الذين يلتحقون بصفوف الجهاديين في مناطق النزاع.

ويدعو مشروع القرار المقترح جميع الدول الأعضاء الى فرض "عقوبات جنائية شديدة" على الجهاديين الأجانب والمسؤولين عن تجنيدهم وتمويلهم ويدعو الى تعزيز التعاون الدولي لمواجهة هذه المشكلة.

ويثير هؤلاء المقاتلون القادمون من جميع أنحاء العالم بأعداد متزايدة للتدرب والقتال في مناطق النزاعات مخاوف كبرى في الغرب بسبب الخطر الذي يشكلونه لدى عودتهم الى دولهم.

وبحسب أرقام المركز الدولي للدراسات حول التطرف الذي يتخذ مقرا له في لندن فإن حوالي 12 ألف مقاتل أجنبي من 74 بلدا مختلفا التحقوا بالتنظيمات المتطرفة في العراق وسورية ما يشكل أكبر تعبئة أجنبية منذ حرب أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي.

والقرار الذي سيصدر تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجعله ملزما وينص على عقوبات في حال عدم الالتزام به، يطلب من الحكومات "منع والإبلاغ بتجنيد وتنقل" أفراد يحاولون الذهاب الى الخارج "بهدف التخطيط أو المشاركة في أعمال إرهابية" أو لتلقي تدريب.

عقوبات

الى ذلك، ادرجت لجنة بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أمس الأول أكثر من 12 مقاتلا أجنبيا متشددا وجامع أموال ومجندا مرتبطين بالجماعات الإسلامية المتشددة في سورية والعراق وأفغانستان وتونس واليمن بينهم قائد كبير بتنظيم "الدولة الإسلامية" على القائمة السوداء.

واستهدفت لجنة عقوبات تنظيم القاعدة في مجلس الأمن أشخاصاً من فرنسا والسعودية والنرويج والسنغال والكويت، وتنص العقوبات على فرض حظر على الأسلحة وحظر سفر وتجميد للأصول.

ومن ضمن المدرجين على القائمة شافي سلطان محمد العجمي وهو كويتي، وصف بأنه جامع أموال نشيط لجبهة النصرة "ويدير بصورة منتظمة حملات على وسائل التواصل الاجتماعي تطلب تبرعات للمقاتلين السوريين".

(نيويورك - أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top