سمير نخلة: موقع الأغنية اللبنانية ضعيف

نشر في 05-05-2015 | 00:01
آخر تحديث 05-05-2015 | 00:01
نفتقر إلى أغانٍ تصنع نجماً
ينهمك الشاعر الغنائي سمير نخلة في تحضير أغانٍ جديدة مع مجموعة من الفنانين النجوم والهواة، في حين تأجّل مشروعه الدرامي لضيق الوقت.

آخر أعماله أوبريت غنائي خاص لليبيا بصوت الفنان غسان صليبا وألحان وسام الأمير سيبثّ قريباً عبر فضائيات عربية، بعد تصويره بعدسة وليد ناصيف.

حول أعماله وموقع الأغنية اللبنانية تحدث إلى «الجريدة».

أخبرنا عن مشاريعك الفنية الجديدة.

أحضّر أعمالا جديدة مع نانسي عجرم، غسان صليبا وجو أشقر فضلا عن وجوه جديدة أتعاون معها للمرة الأولى مثل زينات وغريس فخري...

ما الذي يدفعك إلى تجديد التعاون مع بعض النجوم مثل نانسي عجرم وجو أشقر؟

طالما أن الطرفين مرتاحان، فلا شيء يحول دون تجديد التعاون بينهما.

هل تحافظ على النمط الغنائي نفسه مع هؤلاء؟

أسعى إلى عدم التكرار، خصوصاً إذا كان الفنان يتمتع بمساحات صوتية واسعة تخوّله تغيير هيكلية الأغنية والتنويع فيها،  إذ لا يجوز أن يخفي قدراته الصوتية.

تتعاون مع فنانين نجوم وآخرين ناشئين، فهل تشكل خامة الصوت المعيار الأساس؟

عندما يعجبني صوت جديد أسعى إلى إبرازه ودعمه ومنحه عملا نوعيّاً كونه مشروع نجم في المستقبل، خصوصاً أن جميعهم بدأوا هواة من ثم تطوروا وحققوا مسيرتهم. يبقى أن يثبت هذا الناشئ براعته في إيصال أغنيته وصوته إلى الناس وكسب محبتهم ليحقق النجومية.

ما الميزة في التعاون مع غسان صليبا الذي يملك مؤهلات صوتية؟

أصبح اسماً عريقاً في عالم الفنّ بعدما انطلق منفرداً ومن ثم أطلّ بنجاح في مسرح الرحابنة ما أبعده نسبياً عن الجمهور الشعبي، لكنه حافظ على حضوره المسرحي الجميل. سجّلنا أخيراً أوبريت غنائية لليبيا من ألحان وسام الأمير، تدعو إلى السلام هناك كما في البلدان العربية  التي تعاني الحروب. إنّه عمل ضخم صُوّر بعدسة المخرج وليد ناصيف على أن يبثّ قريباً عبر شاشات عربية عدّة.

التزمت اللهجة اللبنانية رغم أن آخرين نوّعوا بهدف الانتشار.

ليس إلتزاماً وطنياً بمقدار ما هو نجاح حققته بفضل الكلمة اللبنانية التي أعتزّ بها، كونها وسيلة للمحافظة على صورة لبنان الجميلة وعلى مستوى الفنّ اللبناني. قدّمت سابقاً بعض الأعمال الناجحة باللهجتين البدوية والمصريّة، إلا أنني أعبّر بشكل  أفضل باللهجة اللبنانية، وهذا أمر بديهي كوني ملمّاً بمفرداتها ولكنتها وأبعادها اللغوية.

ما رأيك بصورة لبنان في الأغنية اللبنانية؟

للأسف، قُدّمت أعمال غير مقبولة فنياً في السنوات الخمس الأخيرة، فتراجعت صورة لبنان الجميلة، بسبب البعض الذي أضاء على أمور رخيصة في المجتمع بدل تسليط الضوء على جمال  لبنان، وهنا أحمل المسؤولية للمنتجين الذين يبحثون عن الأوفر مادياً ومعنوياً، فيختارون شعراء وملحنين غير مؤهلين كفاية ويقدّمون الجو الغربي الغريب عن مجتمعنا.

ما دور المطرب في هذا المجال؟

يمكن أن يفرض نوعيّة معيّنة من الأغاني.

هل فقدت الكلمة رونقها وقيمتها في الأغنية اللبنانية؟

لا يمكن للكلمة الجميلة أن تتميّز طالما أن الأغاني النوعيّة ضئيلة مقارنة مع الكم الهائل من الأغاني الهابطة، فضلا عن أن الإذاعات لا تغربل الأغاني وفق النوعية بل تسوّق لمن يدعم أغنيته أكثر، كأنها تسوق لبضائع. لكن هذه الأغاني الهابطة تموت في مهدها وتصبح طيّ النسيان ما إن يتوقف دعمها  مادياً في الإعلام.

أين موقع الأغنية اللبنانية في العالم العربي انطلاقاً من توصيفك هذا؟

موقعها ضعيف بسبب تراجع الأعمال النوعية الجيّدة التي تواظب قلّة من الشعراء والملحنين على تقديمها، فيما يعمل آخرون وفق مبدأ تجاريّ، لذا يكتبون كلمات سخيفة تتمحور حول عمليات التجميل و الـ «بوتوكس» والـ «واتساب»... وهي عبارة عن مونولوجات سخيفة وبعيدة عن الأغاني التي انتقلت من جيل إلى جيل، مثل «أسمر يا شاب المهيوب» لسميرة توفيق و«أهلك ما بدّن ياني» لجوزف نمنم التي جددها الفنان ربيع الجّميل بنجاح.

ألا ترى الفنّ انعكاساً للمستوى الثقافي العام في البلد؟

يشكّل الفنّ أحد مكونّات المجتمع، فمثلما نشهد تراجعاً اقتصادياً واجتماعياً وأخلاقياً وثقافياً في البلد، نرى تراجعاً في المستوى الغنائي أيضاً، فيما يحافظ المسرح والسينما على موقعهما.

لكن المواضيع الغنائية المطروحة تواكب العصر والموضة.

أبداً، لا يجوز أن تتطوّر الأغنية بشكل رخيص ورجعيّ. بصراحة أنا غير راضٍ عن واقع الأغنية اللبنانية لأنه مزرٍ ومعيب، وثمة أغانٍ فاحشة حاول أصحابها عبثاً تسويقها عبر الـ «يوتيوب» لكنهم فشلوا.

هل تنعكس هذه النوعية على نجومية الفنانين؟

بات من الصعب تحقيق نجومية صحيحة، لأننا نفتقر إلى أغانٍ تصنع نجماً. يتمتع فنانون كثر بمؤهلات كافية لتحقيق نجومية إنما يجب المثابرة لكسب الجمهور، وذلك لا يتحقق بأغانٍ تافهة.

قدّمت كلمات وطنية ورومنسية ومونولوجات... أي منها مطلوب جماهرياً أكثر؟

تلقى الأغنية الناجحة، أيّاً كان موضوعها، إقبالا جماهرياً. أكتب عادة كلمات رومنسية حول الحب، بعدما أصبحت الأضواء مسلطّة أكثر عليه فيما كان خجولا وبريئاً  في السابق. كذلك أكتب أغاني وطنية في مناسبات محدّدة، على غرار «لبنان رح يرجع» التي قدّمها جوزف عطيّة عام 2006 وحققت نجاحاً جماهرياً.

استطعت، بكلمات بسيطة، تقديم أغانٍ مميزة، فما ميزة أسلوبك الشعري؟

إنه أسلوب السهل الممتنع الذي يصل بسهولة إلى القلب، إنما تصعب كتابته مثل «ما فيّ عيش إلا معك وما فيّ كون إلّا إلك» لنانسي عجرم، «حبيبي قرّب ليّ» لوائل كفوري وغيرهما من الأغاني الناجحة التي كتبتها لعاصي الحلاني، جو أشقر، جوزف عطية، نجوى كرم، ديانا كرزون، ملحم زين وهيفا وهبي، ولا تزال في أرشيفهم الخاص.

هل أعمالك نتاج تجارب شخصية أم إسقاط لحالات الآخرين؟

الاثنان معاً فضلا عن أنني أستلهم أحياناً من القصص.

هل تتأثر حين تسمع أغنية قديمة كتبتها بسبب تجربة شخصية؟

طبعاً، أحتاج أحياناً إلى الاستماع إلى أغانٍ قديمة كتبتها وكأنني أحنّ إلى لحظة معيّنة.

ما رأيك ببرامج الهواة التي تطلق فنانين جدداً؟

ثمة كم كبير من برامج الهواة من ضمن البرامج التلفزيونية المتشابهة التي تخرّج نجوماً، سرعان ما يأفلون بعد إصدار أغنيتهم الأولى، فيضيع هؤلاء في مسيرتهم، ويتجهون إمّا إلى التمثيل أو إلى الرقص بحثاً عمّا ينطلقون منه. لسنا بحاجة إلى هذا الكم من الفنانين، خصوصاً أن كل راغب في التمثيل أو الغناء يسعى إلى تحقيق ما يريد بغض النظر عن توافر الموهبة أو القدرة على تحقيق النجاح، علماً بأن ثمة جمهوراً ذوّاقاً ينتظر أن يستمع إلى ما يُطربه ويُشبع نهمه إلى الفنّ الأصيل.

هل تؤيد نشوء ثنائية متجددة بين الملحن والشاعر؟

الثنائية سيف ذو حديّن. فإذا شكّلت ثنائية مع ملحن معيّن، يمكن أن يرفض ملحنون آخرون التعاون معي، وماذا يحصل لو وقع خلاف بيننا؟ لذا أفضّل التعاون مع ملحنين كثر، فضلا عن أنني أفتشّ عن مبدعين خصوصاً أنني ملّحن أيضاً، وأستطيع تمييز الألحان الجيّدة وما إذا كانت الجمل الموسيقية مبتكرة أو مستنسخة.

سرّ نجاح الأغنية في الألحان أو الكلمات؟

الكلمات أولا ومن ثم الألحان وصوت المطرب، بعدها تأتي الكماليات، وبالتالي ليس التوزيع سرّ نجاحها كما يقول البعض.

إذا طلب منك سياسيّ أو حزب وضع أغنية خاصة، هل تقبل؟

لمَ لا، فأنا غير ملتزم سياسياً مع أحد، لذا أقبل شرط أن  اتقاضى  المبلغ المستحق، لأنني في هذه الحال لا أطلب مستحقّات عادية للأغنية، إنما مبلغ محدّد.

أين أصبح مشروعك الدرامي الذي أعلنت عنه سابقاً؟

تأجل لأسباب ظرفية متعلّقة بضيق الوقت. تستغرق كتابة الأغنية ساعتين أو ثلاث ويأتي مردودها المادي أضعاف الحلقة الدرامية التلفزيونية الواحدة التي تستغرق كتابتها أسابيع. صحيح أنني شغوف بكتابة الدراما التي سيخرجها وليد ناصيف، إلا أنني أحتاج إلى التفرّغ لها في حين أنني منشغل بكتابة أغانٍ جديدة.

كيف تقوّم وضع الفنانين في لبنان؟

عندما يتوّقف الفنان عن العمل يموت جوعاً، للأسف، وهو يفتقر إلى أبسط حقوقه ومنها الطبابة والاستشفاء.

back to top