يبدو أن زمن الهزائم قد حل بالنسبة إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يستعد للذهاب إلى محادثات «جنيف 3» هذه المرة، وهو في أضعف حالاته.

Ad

تراجعت الليرة السورية الى أدنى مستوياتها على الإطلاق منذ بدء الثورة قبل نحو 4 سنوات، بالتزامن مع الخسائر الميدانية التي تكبدها نظام الرئيس السوري بشار الأسد في الأيام الماضية، خصوصاً في محاظفة إدلب التي تقترب من الخروج كلياً عن سيطرة الأسد الذي طردت قواته من مدينة إدلب ومدينة جسر الشغور الاستراتيجية ومعسكر القرميد، اضافة الى تقدم الفصائل المسلحة في منطقة سهل الغاب في ريف حماة الغربي والتي تربط بين محافظتي إدلب واللاذقية.

تراجع الليرة

وبحسب التقارير الاقتصادية، فقد انخفضت الليرة السورية مقابل الدولار أمس الأول إلى 322 ليرة مقابل الدولار، فيما كان سعر الليرة قبل اندلاع الثورة على حكم الأسد في مارس 2011، نحو 47 ليرة للدولار. وقال الخبير في الاقتصاد السوري عارف دليلة إن المستويات التي انخفضت لها الليرة السورية مؤخراً هي "الأدنى على الإطلاق" منذ اندلاع الثورة.

وشدد دليلة على أن "الخسائر الأخيرة للعملة مرتبطة بالأحداث على الأرض، وعندما تتردى الأوضاع السياسية يهرب الناس من النقود الورقية التي لا قيمة لها إلى عملات أخرى، تمكنهم من شراء السلع والحصول على الخدمات".

وبحسب دليلة فإن "البنك المركزي السوري في الظروف العادية كان يتدخل لمنع انخفاض العملة المحلية أو العكس، ولكن في الظروف الحالية فقد "المركزي" السوري أي سيطرة على أسواق الصرف، بسبب قلة العملات الأجنبية لديه".

وحول سقف هبوط العملة السورية في ظل الأوضاع الحالية قال دليلة: "هذا يتوقف على سياسية السلطة الحالية وهل تقرر التدخل أم لا، إلا أن الأوضاع الحالية تزداد سوءاً، وبالتالي يبحث المواطنون عن عملات أخرى بديلة فيتوالى هبوط العملة المحلية".

وأكد دليلة أن سياسات النظام السوري في تشديد الرقابة على سوق الصرف ومعالجة الموضوع من ناحية أمنية فقط، يؤدي لانعدام الثقة وتفاقم المشكلة ومزيد من البحث عن العملات الأجنبية، وفي الحالة الطبيعية تتم معالجة المشكلة بشيء من الإيجابية، وقال "يبدوا أنه لم يعد بإمكان السلطة الحالية السيطرة على سوق الصرف".

«جنيف 3»

وتستأنف في جنيف الاثنين المشاورات الدولية حول الأزمة السورية بدعوة من الوسيط الدولي ستيفان ديمستورا، الذي دعا أيضا إيران للمشاركة في تلك المباحثات التي باتت تعرف باسم "جنيف 3" للمرة الأولى، بعدما تم استبعادها من جولتين سابقتين.

وأكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض خالد خوجة، مشاركة الائتلاف في هذه المشاورات، لكنه رفض أي تسوية سياسية لا تتضمن رحيل الأسد.

وتتجه الأنظار مجددا الى أروقة جنيف في محاولة أممية جديدة لإحياء العملية السياسية حول الأزمة السورية في المشاورات المرتقبة، ومن المقرر ان تبدأ في الرابع من مايو القادم وتستمر من أربعة إلى ستة أسابيع حتى تتوصل الاطراف السورية الى قواسم مشتركة.

«جيش الإسلام»

بعد عودته من زيارته الى تركيا الى ربطها مراقبون بالتقارب التركي - السعودي الذي ظهر في شأن الأزمة اليمنية، ظهر زعيم "جيش الإسلام" زهران علوش في غوطة دمشق مجدداً، وشارك في استعراض عسكري هو الأكبر لفصيل معارض منذ انطلاق الثورة السورية في عام 2011.  

وكانت مغادرة علوش الغوطة ووصوله فجأة الى تركيا موضع اهتمام خصوصا انه تمكن من عبور مناطق واسعة يسيطر عليها النظام للوصول الى تركيا. وتعتبر عودته من تركيا الى منطقة الغوطة المحاصرة منذ عامين والتي تقع في جوار العاصمة دمشق دون تمكن النظام من رصد هذه العودة مؤشراً الى مدى هشاشة السلطات الأمنية للنظام في محيط العاصمة، اضافة الى ضعف غير مسبوق في الاستطلاع الاستخباري.  

ووزع "جيش الإسلام" شريطا مصوراً يظهر استعراضاً عسكرياً داخل الغوطة الشرقية، تم خلاله تخريج 1700 مقاتل خضعوا إلى دورة تدريبية. وبحسب الشريط، تضمن العرض تقديم عدد من السريات العسكرية المختصة، ومناورات عسكرية لمدرعات حربية، واستعراض لمهارات القتال من قبل وحدات القتال الخاصة بـ "جيش الإسلام".

وفي السياق، أعلن الناطق باسم "جيش الإسلام" النقيب إسلام علوش أمس ان "الوضع العسكري يسير بشكل جيد في دمشق وريفها، لاسيما بعد الانتصارات الأخيرة التي حققها الثوار ضد قوات الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)".

وأشار الى أن "الثوار تمكنوا من تطهير أحياء تشرين وبرزة والقابون من تنظيم داعش، وسيطروا على الحجر الأسود، معقل التنظيم الرئيسي في دمشق، واعتقلوا أميره"، مضيفاً أن "الثوار في الغوطة الشرقية أحرزوا تقدما في بلدة زبدين، حيث استعادوا العديد من النقاط كانت قوات الأسد تسيطر عليها، وفي القلمون أيضا تمت استعادة منطقة المنقورة من تنظيم داعش".

 القنيطرة

ميدانياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس بأن مقاتلي "جبهة النصرة" وحركة "أحرار الشام الإسلامية والفصائل الإسلامية سيطروا على معبر القنيطرة الحدودي مع الجولان السوري المحتل ومدينة القنيطرة المهدمة، عقب اشتباكات عنيفة مع "جيش الجهاد" المتحالف مع "داعش" استمرت 3 أيام.

انفجار مصنع عبوات

الى ذلك، قتل 25 عنصراً على الأقل من "داعش" في انفجار مصنع للعبوات الناسفة في محافظة دير الزور في شرق سورية أمس الأول لم تتضح أسبابه، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

(دمشق - أ ف ب، رويترز، د ب أ)