عمان توافق على مبادلة الكساسبة بالريشاوي مع «داعش»
موسكو تستضيف النظام والمعارضة... ولافروف يدعو إلى تنازلات وتوحيد الجهود ضد الإرهاب
وافقت السلطات الأردنية على مبادلة طيارها الأسير لدى "داعش" بالانتحارية العراقية ساجدة الريشاوي، في حين لم يتبين ما إذا كان الرهينة الياباني لدى التنظيم سيكون مشمولاً بهذه الصفقة غير المسبوقة والتي قد تثير جدلاً.
قبل ساعات من انتهاء مهلة حددها تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف بـ «داعش» للإفراج عن الانتحارية العراقية المحكومة بالإعدام ساجدة الريشاوي، وإلا سيقتل التنظيم الطيار الأردني الأسير لديه معاذ الكساسبة والرهينة الياباني كينجي غوتو، أعلنت الحكومة الأردنية أمس، استعدادها إطلاق سراح الريشاوي مقابل الكساسبة.وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، إن «الأردن مستعد بشكل تام لإطلاق سراح السجينة ساجدة الريشاوي، إذا تم إطلاق سراح الطيار الأردني معاذ الكساسبة وعدم المساس بحياته مطلقاً»، مضيفاً أن «موقف الأردن كان منذ البداية ضمان حياة ابننا الطيار معاذ الكساسبة».ولم يتطرق المومني في تصريحاته بأي إشارة إلى الرهينة الياباني. من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الياباني ياسو هيدي ناكاياما في تصريحات للصحافيين في عمان، «نحن لن نتخلى عنه أبداً، وأنا أحاول ضمان عودة الرهينة الياباني السيد غوتو، إلى بلده آمناً. نحن لن نتخلى عنه أبداً».وتحدثت وسائل إعلامية يابانية أمس، عن تسليم الأردن الريشاوي لأحد شيوخ عشائر الدليم «غرب العراق» تمهيداً لتسليمها إلى تنظيم «داعش» ضمن صفقة للإفراج عن الرهينة الياباني.وساجدة مبارك عطروس الريشاوي «44 عاما» انتحارية عراقية شاركت في تفجيرات فنادق عمان الثلاثة في 9 نوفمبر 2005، لكنها نجت عندما لم ينفجر حزامها الناسف، ولجأت بعدها إلى معارفها في مدينة السلط «30 كلم غرب عمان» حيث قبضت عليها السلطات بعد عدة أيام.وكان «داعش» أعلن الأسبوع الماضي قطع رأس الرهينة الياباني هارونا يوكاوا، وطالب بالإفراج عن الريشاوي المحكوم عليها بالإعدام منذ نحو تسعة أعوام للإفراج عن الرهينة الثاني، بعدما كان طالب في السابق بمبلغ 200 مليون دولار لإطلاق سراح الرهينتين اليابانيين.وقبض التنظيم الجهادي على الكساسبة في سورية في ديسمبر بعد تحطم طائرته «اثناء قيام عدد من طائرات سلاح الجو الملكي الأردني بمهمة عسكرية ضد أوكار تنظيم داعش» إحدى تسميات التنظيم الجهادي الإرهابي في منطقة الرقة السورية، بحسب عمان.«منتدى موسكو»في سياق آخر، أجرى معارضون سوريون وممثلون لنظام الرئيس السوري بشار الأسد أمس في موسكو محادثات، هي الأولى منذ فشل مفاوضات جنيف في محاولة لاستئناف الحوار بعد اربع سنوات تقريبا من حرب اوقعت 200 الف قتيل. وهذه المحادثات تعتبر طموحاتها متواضعة نظراً إلى غياب التحالف الوطني للمعارضة السورية الذي يوجد مقره في اسطنبول وتعتبره المجموعة الدولية أبرز قوة معارضة سورية.وقال أحد المشاركين في ما بات يعرف باسم «منتدى موسكو «وهي صفة أطلقت عليه للتقليل من أهميته ووضعه بمرتبة أقل من حوار إن الإعضاء الـ 32 من مختلف مجموعات المعارضة التي يتسامح معها النظام والأعضاء الستة من وفد النظام برئاسة سفير سورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري عقدوا أمس، جلسة أولى في مقر وزارة الخارجية الروسية. وهي أولى المحادثات بين أعضاء من المعارضة لاسيما ممثلي هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي والأكراد ومسؤولين عن النظام منذ فشل محادثات «جنيف 2» في فبراير 2014.وإثر الجلسة الأولى صباحاً، التقت الأطراف السورية وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد الظهر قبل مواصلة المحادثات. ودعا لافروف خلال لقائه الأطراف المشاركة في الحوار إلى إبداء الاستعداد لتقديم تنازلات والبحث عن حلول وسط وعلى توحيد الصفوف لمجابهة خطر «الارهاب».وشدد على ضرورة أن يخرج السوريون جميعهم رابحين، مشيراً إلى أن بيان «جنيف1» الذي تم توقيعه في 30 يونيو 2012 لا يقضي بوجود خاسرين في معالجة الأزمة السورية.وأوضح أن اللقاء أكد «إمكانية الانطلاق من ثوابت أساسية هي الوحدة والسيادة واستقلال سورية والحفاظ على طابعها العلماني فيما يمكن الانتقال لاحقاً إلى بلورة عناصر محددة لتحقيق الوحدة الوطنية».ومن المرتقب إجراء محادثات بين المعارضين وممثلي النظام أيضاً اليوم. وقد عقدت المعارضة اجتماعا الاثنين والثلاثاء في موسكو في محاولة للتوصل إلى موقف مشترك.كوبانيإلى ذلك، تكشف الوضع في مدينة كوباني الكردية السورية التي تم تحريرها الاثنين الماضي من تنظيم «داعش» بعد معارك طاحنة من دمار شامل، وفق مراسلي «فرانس برس» الذين تمكنوا من دخولها أمس. ولم يتبق في الجزء الشرقي من المدينة الذي بات تحت السيطرة التامة للمقاتلين الأكراد من «وحدات حماية الشعب الكردي» سوى الركام والمباني المتداعية بسبب عنف المواجهات والضربات الجوية التي شنها الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.ومنيت الأحياء الغربية بأضرار أقل حيث أمكن مشاهدة بعض السكان المدنيين، وفق مراسلي «فرانس برس». في المقابل، لاتزال الحدود بين تركيا وسورية مغلقة بالكامل قبالة كوباني.وقال مسؤول في الهيئة الحكومية التركية المكلفة الأوضاع الطارئة رافضاً الكشف عن اسمه «لن نسمح بدخول أي لاجئ حتى إشعار آخر».(عمان، موسكو، أنقرة ــأ ف ب، رويترز، د ب أ)