"عاصفة الحزم" تدخل يومها الثاني بتأييد عربي ودولي
دخلت عملية (عاصفة الحزم) التي اعلنت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ودولة قطر ودولة الكويت انطلاقها فجر امس يومها الثاني وسط غارات مستمرة على مواقع ومعسكرات الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في صنعاء والمحافظات اليمنية. واوجزت القيادة العسكرية ل(عاصفة الحزم) مساء الخميس سير العمليات بالتأكيد على ان المرحلة الاولى كانت ناجحة واستهدفت تدمير الدفاعات الجوية للميليشيات الحوثية ومنصات صواريخ (سام) والمضادة للطائرات.
ونفى المتحدث الرسمي لعمليات (عاصفة الحزم) العميد احمد عسيري في مؤتمر صحفي وجود نية لإطلاق عمل بري حاليا مشيرا الى أن القوات على أهبة الاستعداد تحسبا لأي طارئ. وكشف عن ان قوات التحالف الذي يضم بالاضافة الى الدول الخليجية الخمس كلا من مصر والمغرب والأردن والسودان وباكستان تعاملت مع محاولات للميليشيات الحوثية التقدم باتجاه حدود المملكة الجنوبية كاشفا عن ان العمليات في (عاصفة الحزم) تتم بطريقة تكاملية بين القوات المشاركة. واكد أن العمليات ستستمر حتى تحقق أهدافها بمساعدة اليمنيين على التخلص من الميليشيات الحوثية التي أضرت بمصالح الشعب اليمني ولتمكين الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي من تنفيذ مهامه في الحكومة واستعادة الأمور والعمل على تنمية الجمهورية اليمنية. وفي تطور حمل دلالة على تحقيق المرحلة الاولى اهدافها أعلنت الخطوط الجوية السعودية في بيان الليلة الماضية عن استئناف جميع رحلاتها المجدولة إلى المنطقة الجنوبية من المملكة باستثناء مطار (أبها) وذلك ابتداء من الساعة 30ر4 من فجر الجمعة. وكانت الهيئة العامة للطيران المدني السعودي أعلنت صباح الخميس إيقافا مؤقتا لرحلاتها الدولية والداخلية المتجهة من مطارات المملكة الواقعة في المنطقة الجنوبية وإليها وذلك بعد انطلاق عملية (عاصفة الحزم). وفي اليمن ذكر شهود عيان ان القصف استهدف مساء معسكرات تابعة لما كان يعرف بالقوات الخاصة والحرس الجمهوري في منطقة ارحب شمالي صنعاء ومعسكر الدفاع الجوي في غربها وعدد من المعسكرات في محافظات صعدة والحديدة والضالع. وكانت الدول الخليجية الخمس قد اعلنت امس في بيان الاستجابة لطلب تلقاه قادتها من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تقديم الدعم لليمن في مواجهة العدوان الحوثي. وذكر البيان ان المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ودولة قطر ودولة الكويت تابعت بألم كبير وقلق بالغ تطورات الأحداث الخطيرة في الجمهورية اليمنية والتي زعزعت أمن اليمن واستقراره جراء الإنقلاب الذي نفذته الميليشيات الحوثية على الشرعية. وأضاف ان هذه التطورات "أصبحت تشكل تهديدا كبيرا لأمن المنطقة واستقرارها وتهديدا للسلم والأمن الدوليين وقد سارعت دولنا إلى بذل كافة الجهود للوقوف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق في محاولاته لاسترجاع أمنه واستقراره من خلال البناء على العملية السياسية التي أطلقتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ولحماية المنطقة من تداعيات هذا الانقلاب". وأكد البيان أنه في هذا الإطار استجابت دول مجلس التعاون لطلب الرئيس اليمني المقدم بتاريخ 7 مارس الجاري بعقد مؤتمر في الرياض تحت مظلة مجلس التعاون تحضره كافة الأطياف السياسية اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن اليمن واستقراره. واشار الى انه "وفي الوقت الذي كانت الترتيبات تجري على قدم وساق لعقد هذا المؤتمر تلقينا رسالة من الرئيس هادي اعرب فيها عن شعوره بالأسى والحزن الكبيرين على ما آلت إليه الأوضاع الأمنية في الجمهورية اليمنية من تدهور شديد وبالغ الخطورة جراء الأعمال العدوانية المستمرة والاعتداءات المتواصلة على سيادة اليمن التي قام ولا يزال يقوم بها الانقلابيون الحوثيون بهدف تفتيت اليمن وضرب أمنه واستقراره". وتابع انه "انطلاقا من مسؤولياتنا تجاه الشعب اليمني الشقيق واستجابة لما تضمنته رسالة الرئيس هادي من طلب لتقديم المساندة الفورية بكافة الوسائل والتدابير اللازمة لحماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية المدعومة من قوى إقليمية هدفها بسط هيمنتها على اليمن وجعلها قاعدة لنفوذها في المنطقة مما جعل التهديد لا يقتصر على أمن اليمن واستقراره وسيادته فحسب بل صار تهديدا شاملا لأمن المنطقة والأمن والسلم الدوليين إضافة إلى طلب الرئيس هادي كذلك مساعدة اليمن في مواجهة التنظيمات الإرهابية". واوضح البيان أن "الاعتداءات قد طالت كذلك أراضي المملكة العربية السعودية وأصبحت دولنا تواجه تهديدا مستمرا لأمنها واستقرارها بوجود الأسلحة الثقيلة وصواريخ قصيرة وبعيدة المدى خارج سيطرة السلطة الشرعية". وذكر أن "دولنا قررت الاستجابة لطلب الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية لحماية اليمن وشعبه العزيز من عدوان الميليشيات الحوثية التي كانت ولا تزال أداة في يد قوى خارجية لم تكف عن العبث بأمن واستقرار اليمن الشقيق". واكد البيان ان هذه الاستجابة تأتي نتيجة لعدم استجابة الميليشيات الحوثية للتحذيرات المتكررة من دول مجلس التعاون ومن مجلس الأمن وانتهاكاتها المتواصلة للقانون الدولي والأعراف الدولية واستمرار حشودها المسلحة بما في ذلك الأسلحة الثقيلة والصواريخ على حدود المملكة العربية السعودية وقيامها مؤخرا بإجراء مناورات عسكرية كبيرة بالذخيرة الحية قرب حدود المملكة العربية السعودية استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة مما يكشف نوايا الميليشيات الحوثية في تكرار عدوانها السافر الذي اقترفته دون أي مبرر حين هاجمت أراضي المملكة العربية السعودية خلال شهر نوفمبر عام 2009". في هذا الصدد أكدت دولة الكويت أن مشاركتها في عملية (عاصفة الحزم) ضد الميليشيات الحوثية في اليمن تنطلق من اتفاقية الدفاع المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية حيث قال رئيس مجلس الامة مرزوق علي الغانم انه "أبلغ من قبل القيادة السياسية بمشاركة القوات الجوية الكويتية في عمليات عسكرية دفاعية ازاء اليمن بناء على طلب من المملكة العربية السعودية الشقيقة التي تتعرض لتهديدات عسكرية عبر الحدود المشتركة مع اليمن ووجود منصات صواريخ بالستية موجهة لمناطق آمنة في السعودية". وأضاف في تصريح صحفي ان "طبيعة هذه المشاركة الكويتية الدفاعية تنطلق من اتفاقية الدفاع المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ولا تتعارض مع الدستور الكويتي الذي يعطي للامير وفقا للمادة 68 سلطة اعلان الحرب الدفاعية بمرسوم". واكد الغانم ان "هذا المرسوم - حسبما جاء في محاضر لجنة الدستور والمجلس التأسيسي - من صلاحيات سمو الامير ومجلس الوزراء ولا يلزم عرضه على مجلس الامة الكويتي" مستذكرا بهذا الصدد الدور السعودي التاريخي الذي كان حجر الزاوية في عملية تحرير الكويت من الاحتلال الصدامي الغاشم. من جهته أكد النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح اليوم ان "التطورات الخطيرة والمتصاعدة التي يمر بها اليمن تستوجب من الجميع سرعة التحرك واتخاذ التدابير اللازمة لاعادة الامن والاستقرار لهذا البلد الشقيق". واشار في كلمة لدى افتتاح أعمال اجتماع وزراء الخارجية التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورتها العادية ال26 بمدينة شرم الشيخ الى أن "التطورات الخطيرة والمتصاعدة التي يمر بها اليمن الشقيق نتيجة لاستمرار الميليشيات الحوثية في استخدام العنف وتقويض مفاصل الدولة وأركانها" داعيا الى تحرك لازم وفق ما نصت عليه قرارات مجلس الأمن المبنية على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني. وشدد على دعم الشرعية الدستورية في اليمن ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي لافتا الى الاستجابة لطلب الرئيس اليمني تقديم "المساندة الفورية" عربيا ودوليا لحماية اليمن وشعبه وصون سيادته واستقلاله. واعتبر الشيخ صباح الخالد أن التهديدات والاعتداءات التي قام بها الحوثيون على أرض المملكة العربية السعودية الشقيقة "مثلت تهديدا للأمن القومي الخليجي والعربي" وذلك بموجب ما نصت عليه اتفاقية الدفاع المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك. واشار كذلك الى الاستناد لنص المادة (51) من الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة التي أقرت الحق الطبيعي للدول في الدفاع عن نفسها واتخاذ كافة التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدوليين. وذكر أن دولة الكويت تدعو الأطراف المعنية في اليمن الى ضرورة التنفيذ الفوري لقرارات مجلس الأمن وتطبيق بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والالتزام بنتائج الحوار الوطني الشامل. من جانبه رحب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بعملية (عاصفة الحزم) والاستجابة السريعة لدعوته بالتدخل العسكري في اليمن للتصدي للانقلاب الحوثي فيما أعربت الدول العربية عن دعمها لهذه العملية التي تتفق مع ميثاق الجامعة العربية ومعاهدة الدفاع المشترك. كما اعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي عن التأييد "التام" لعملية (عاصفة الحزم) بقيادة المملكة العربية السعودية وذلك استجابة للرئيس اليمني هادي "الذي يمثل الشرعية في اليمن ولحماية أبناء الشعب اليمني وحكومته الشرعية". وقال العربي ان العملية تستند الى ميثاق جامعة الدول العربية وقراراتها بشأن الأوضاع في اليمن والى المادة الثانية من معاهدة الدفاع العربي المشترك مؤكدا أن انطلاق هذه العملية "جاء بعد فشل جميع المحاولات الرامية الى وضع حد لانقلاب جماعة الحوثيين وبعد تماديهم في اتخاذ خطوات تصعيدية ضد الشرعية الدستورية والارادة الوطنية للشعب اليمني". في السياق ذاته أعلنت مصر اليوم مشاركة عناصر من قواتها المسلحة من القوات البحرية والجوية في عملية (عاصفة الحزم) لاستعادة الاستقرار والشرعية في اليمن حيث أكدت الرئاسة المصرية في بيان دعمها للاجراءات التي يقوم بها التحالف المكون من دول مجلس التعاون الخليجي وعدد من الدول العربية والاسلامية في هذا الشأن. وأعربت الرئاسة المصرية عن أملها في أن تؤدي هذه الاجراءات العسكرية الى استعادة أمن واستقرار الجمهورية اليمنية بقيادتها الشرعية ووأد كل محاولات اثارة الفتن فيها وتهديد وحدتها الوطنية. وفي اسلام اباد اكد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف ان اي تهديد لسيادة الاراضي السعودية سيثير رد فعل قويا من قبل باكستان. وقال خلال اجتماع رفيع المستوى ضم قيادات عسكرية وامنية باكستانية ان بلاده لديها علاقة اخوية من المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي وان بلاده تولي اهمية كبرى لحفظ امن الدول الخليجية. كما أعربت الولايات المتحدة الامريكية عن دعمها للعملية التي تقودها المملكة العربية السعودية متهمة الميليشيات الحوثية والرئيس السابق علي عبدالله صالح بتحمل مسؤولية تدهور الأوضاع باليمن. وفي نفس الوقت أعربت عدة أطراف دولية لاسيما الاتحاد الاوروبي وبريطانيا وفرنسا وايطاليا وتركيا عن تفهمها ودعمها للعملية.