أرقه دان: «العبث» يُعبّر عن انعدام العلاقات المنطقية بين الأشياء
خلال ندوة أدبية أقامتها رابطة الأدباء الكويتيين... وشهدت اعتراضاً على العنوان
قال د. صلاح الدين أرقه دان إن مسرحية «امرأة لا تريد أن تموت»، للكاتب سليمان الحزامي تتضمن ترميزاً عن المشهدين المحلي والعربي.
قال د. صلاح الدين أرقه دان إن مسرحية «امرأة لا تريد أن تموت»، للكاتب سليمان الحزامي تتضمن ترميزاً عن المشهدين المحلي والعربي.
شدّد الأستاذ في جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا د. صلاح الدين أرقه دان على أن العبث في المسرح جاء تعبيراً عن المأساة الإنسانية وحجم الخسائر الضخمة في الأرواح إبان الحرب العالمية الثانية، لذلك ركّز هذا الشكل المسرحي على انعدام العلاقات المنطقية بين الأشياء.جاء ذلك في ندوة أدبية بعنوان «الإيحاء والرمز في مسرح العبث الكويتي، سليمان الحزامي نموذجا» أقامتها رابطة الأدباء الكويتيين مساء أمس الأول، وقدمها د. صلاح الدين أرقه دان، وأدارها المذيع فايز السهيل.
واستهل أرقه دان الندوة بالحديث عن الريادة الثقافية للكويت، مشيرا إلى أنها من الدول السباقة في احتضان المسرح والتميز في طرح القضايا برؤى عميقة وفنية عالية، يفتقدها المتابع للعروض المسرحية اليوم.ثم انتقل للحديث عن بداية مسرح العبث، محدداً انطلاقته بعد الحرب العالمية الثانية، لاسيما أن هذا الشكل المسرحي جاء تعبيراً عن احتجاج على المأساة الإنسانية وبلوغ عدد الضحايا 50 مليون إنسان وملايين الجرحى والمعاقين من صدمة نفسية وأسى إنساني أوجد ملامحه في الفنون والآداب، باللاهدف واللامعقول، والحوارات المتقطعة وانعدام العلاقات المنطقية بين الأشياء. وأشار المحاضر إلى تأثر الأديب الكويتي سليمان الحزامي بمسرح العبث أثناء دراسته في بريطانيا، وكيف قارب بينه وبين الثقافة العربية التي لا تحتمل هذا النزوع، مركزا على مسرحية «امرأة لا تريد أن تموت»، التي عبرت عن الإنسان بين الماضي والمستقبل، وصدمته الثقافية وصراعه للمواءمة بين الثقافات المختلفة، وعن الثورات، وكذلك إمكانية إسقاط تلك الرموز على القضية الفلسطينية إبان كتابتها أو تنبؤها بأحداث غزو النظام العراقي للكويت قبل حدوثه بعشرين عاما.وعقب ذلك، فتح باب النقاش، وأشار د. خالد عبداللطيف رمضان إلى بعض الكتابات المسرحية ذات إطار مسرح العبث أو اللامعقول، التي تأثر بها سليمان الحزامي عندما كانت تنتشر الكتابات ذات المنحى الوجودي، قبل أن يتم التخفف من مسرح العبث اتجاها نحو المسرح الملحمي.وبدورها، بيّنت د. سكينة مراد أن بدايات مسرح العبث كانت في فرنسا، مؤكدة أن وصف مسرح العبث خاص بالكتابات التي انطلقت من الفلسفة الوجودية وهو ما ينتفي مع النموذج موضوع الندوة، مفرقة بين عنوان المحاضرة «مسرح العبث الكويتي» وما رأته أكثر دقة: «العبث في المسرح الكويتي».وتساءل الشاعر سالم الرميضي عن أحقية الكاتب في التلاعب بالأحداث التاريخية باسم «العبث»، في حين وصفت الكاتبة حياة الياقوت العبث بأدب «السخافة» إن كان مؤداه الضحك والفكاهة لا التساؤلات والغموض والقتامة.واختتمت الندوة بمداخلة أمين سر رابطة الأدباء الإعلامية أمل عبدالله حول ضرورة طرح الرؤى والتساؤلات وفتح أفق الكتابة المسرحية بأسئلة وجودية جديدة، تنعش المشهد الثقافي، والمسرحي تحديدا.