طهران تصعد ضد «الحزم» وتتلقى تحذيراً من دعم الحوثيين

نشر في 10-04-2015 | 00:01
آخر تحديث 10-04-2015 | 00:01
No Image Caption
● واشنطن تبدأ تزويد المقاتلات العربية بالوقود في الجو
● غارات قرب الحدود السعودية - اليمنية
بعد إرسالها سفناً حربية إلى خليج عدن ومضيق باب المندب، صعدت إيران سياسياً ضد«عاصفة الحزم»، في حين وجهت واشنطن تحذيراً شديداً إلى طهران من محاولة دعم المتمردين الحوثيين بالسلاح أو دفعهم إلى مهاجمة الحدود السعودية.

غداة إعلانها إرسال سفن حربية الى خليج عدن ومضيق باب المندب قبالة اليمن، صعدت إيران سياسياً ضد عملية «عاصفة الحزم» العسكرية، التي تقودها السعودية.

وفي أقسى نبرة منذ انطلاق العملية قبل 15 يوماً، زعم الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي يحسب على الوسطيين، أمس، أن الغارات الجوية للتحالف العربي «تقتل الأطفال الأبرياء».

ورأى أن «الشعب اليمني العظيم لن يركع بالقصف»، داعياً «المعتدين إلى العودة عن سبيلهم الخاطئ والتراجع».

وتساءل الرئيس الإيراني: «لماذا تقتلون الناس؟»، مندداً بالضربات الجوية التي تصيب «بلدا ضعيفا على الصعيد العسكري».

ودعا روحاني إلى «توفير أجواء الحوار بين الأطراف اليمنية»، إلا أنه شدد على أن «مستقبل اليمن بيد أبنائه».

واتهم واشنطن دون تسميتها بالكذب عندما تقول انها قلقة على مصير المنطقة، متوجها لواشنطن: اذا كان الامر كذلك فعلا فلماذا تشجعون المعتدين؟».

بروجردي

وشبه رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي «عاصمة الحزم» بـهجوم صدام حسين على إيران، مضيفا أنه «نظرا لتجربة المصريين (في دعم الثورة اليمنية) في ما مضى فقد كان من المفروض ألا ترتكب السعودية هذا الخطأ الاستراتيجي».

وقال بروجردي إن «السعودية تصورت بأنها يمكنها عبر القصف الجوي المباغت السيطرة على اليمن خلال بضعة أيام، إلا أنها في الواقع دخلت مستنقعا، ما سيعود بالضرر عليها تاليا».

ظريف في باكستان

وفي وقت تمهلت باكستان في الرد على طلب سعودي للمشاركة في «عاصفة الحزم»، بحث وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، أمس، مع رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف آخر تطورات الأوضاع في الشرق الاوسط في سياق الأزمة اليمنية.

وناقش الطرفان مقترحات للمساعدة في تنفيذ وقف إطلاق النار في اليمن، كما دعا شريف الى إيجاد حل عاجل للأزمة اليمنية من خلال الدبلوماسية والحوار، وفق بيان صدر عن الجانب الباكستاني.

وكان ظريف قد وصل الى باكستان أمس الأول قادما من سلطنة عمان، والتقى فور وصوله مستشار رئيس الوزراء الباكستاني للشؤون الخارجية والأمن القومي سرتاج عزيز. كما التقى أمس رئيس الأركان الباكستاني الجنرال رحيل شريف، حيث بحثا قضايا تتعلق بالأمن الإقليمي مثل تطورات الوضع في الشرق الأوسط وإدارة الحدود الباكستانية الإيرانية، والتعاون الدفاعي والأمني بين البلدين.

كيري

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري مساء أمس الأول إن بلاده تعرف أن إيران تسلح المتمردين الحوثيين الشيعة، ولن تقف مكتوفة الأيدي.

وأضاف كيري لشبكة «سي بي أس أن» التلفزيونية الأميركية: «على إيران أن تعرف أن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الايدي، في حين تتم زعزعة استقرار المنطقة برمتها ويشن أشخاص حرباً مفتوحة عبر الحدود الدولية لدول اخرى»، في اشارة الى الهجمات التي يقوم بها الحوثيون على الحدود السعودية.

وأوضح «كانت هناك وهناك حاليا بالتأكيد رحلات طيران قادمة من ايران. كل اسبوع هناك رحلات من ايران قمنا برصدها ونحن نعرف ذلك». وكان الحوثيون وقعوا اتفاقا مع طهران بعد سيطرتهم على صنعاء واستكمال انقلابهم على السلطة الشرعية يقضي بتسيير 14 رحلة اسبوعيا بين طهران وصنعاء اعتبرت بمثابة جسر جوي لدعم المتمردين بالسلاح.

تزويد وقود

وفي تطور جديد، اعلنت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) أمس الأول أن سلاح الجو الاميركي بدأ عملية تزويد بالوقود في الجو لمقاتلات عملية «عاصفة الحزم».

وصرح المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ستيفن وارن ان اول عملية تزويد بالوقود في الجو تمت مساء الثلاثاء الماضي حين زودت طائرة تزويد بالوقود من طراز «كيه-سي135» تابعة لسلاح الجو الاميركي مقاتلة سعودية من طراز «اف-15» واخرى اماراتية من طراز «اف-16» اثناء تحليقهما.

وأعلن مساعد وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكين أمس الأول إثر لقائه في الرياض وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان وعدداً من المسؤولين السعوديين أن واشنطن كثفت شحناتها من الأسلحة وتبادل المعلومات الاستخباراتية لدعم التحالف العربي. وبحسب مسؤول في «البنتاغون»، فإن واشنطن تقوم بشكل رئيسي بإرسال قنابل موجهة.

عسيري وحق الرد

وكان المتحدث باسم «عاصفة الحزم» العميد ركن أحمد عسيري أكد احتفاظ قوات التحالف العربي بحق الرد على أي محاولة إيرانية «سواء في الاعتداء على الشعب اليمني أو من خلال إمداد الميليشيات الحوثية»، وذلك في معرض تعليقه على إعلان توجه سفن إيرانية حربية الى باب المندب وخليج عدن.

وكانت وكالة أنباء فارس الإيرانية قد كشفت في تقرير عن توجه سفن حربية إيرانية إلى خليج عدن ومضيق باب المندب لـ»توفير الأمن لخطوط الملاحة البحرية الإيرانية وصون مصالح إيران».

غارات

ميدانياً، قال مسؤولون محليون إن طائرات حربية هاجمت أهدافاً عسكرية ومخازن للسلاح تخضع لسيطرة المقاتلين الحوثيين بالقرب من العاصمة اليمنية صنعاء بالإضافة إلى مناطق في الشمال قرب الحدود مع السعودية وكذلك في جنوب البلاد.

ومساء أمس الأول، هاجمت طائرات التحالف العربي قاعدة للجيش بالقرب من مضيق باب المندب الذي يربط خليج عدن بالبحر الأحمر، مما أسفر عن مقتل 5 جنود. وهاجمت الطائرات أيضاً جزيرة في المضيق الذي يعد ممراً حيويا لربط الشرق بالغرب.

وقتل 20 متمردا حوثيا ليل الاربعاء وصباح امس بينهم 14 قضوا في غارات التحالف العربي على عدن، بحسب مصادر عسكرية وجنوبية.

وفي مدينة الضالع الجنوبية، نصب مقاتلون من الحراك الجنوبي مناصرون للرئيس عبدربه منصور هادي كميناً ليل الاربعاء - الخميس لمقاتلين حوثيين وقتلوا 6 منهم بحسب المسؤول في الحراك ناصر الشعيبي.

وأفادت التقارير بأن المتمردين الحوثيين سيطروا أمس على مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة في جنوب اليمن من دون مقاومة. وشهدت المدينة موجة نزوح بعد دخول الحوثيين.

واستهدفت غارات التحالف مساء أمس الأول معسكر «مرة» التابع لوحدة عسكرية موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح المتحالف مع الحوثيين، بالقرب من عتق.

(طهران، واشنطن، صنعاء ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، واس)

back to top