وسط استمرار الغارات الجوية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً بـ "داعش" ومعاقل تنظيم القاعدة في سورية، توعدت جبهة النصرة التابعة لتنظيم "القاعدة"، والتي استهدف أمس الأول بغارة أميركية، بالرد "في جميع العالم" على الغارات التي يشنها التحالف بقيادة الولايات المتحدة، ومشاركة فاعلة من الأردن والسعودية والإمارات.

Ad

وفي شريط مصور بث على موقع "يوتيوب" مساء أمس الأول، بعنوان "تعليق على القصف الصليبي لبعض مقار جبهة النصرة وبيوت المسلمين في الشام"، اعتبر المتحدث الرسمي باسم الجبهة أبوفراس السوري ضربات التحالف بأنها "حرب على الإسلام".

وقال أبوفراس، إن دول التحالف "قامت بعمل شنيع سيجعلها في قائمة المستهدفين من القوات المجاهدة في جميع العالم".

وأضاف: "نحن في حرب طويلة، هذه الحرب لن تنتهي بأشهر ولا بسنة ولا سنوات. نحن في حرب ربما تطول عقودا من الزمن"، مشدداً على أن "محور الشر المتمثل في التحالف الصهيوني-البروتستانتي بقيادة دولة رعاة البقر قام اليوم (أمس) بالهجوم على بلاد الشام، ونحن قادرون على الصمود، وهيأنا أنفسنا لمجابهة هذا الحلف".

وتوعدت "النصرة" أيضا الدول العربية التي انضوت في هذا التحالف، ووصفها المتحدث بأنها "وقفت في صف الظلم في صف الكفر، وهذا ستكون له نتائج".

في المقابل، وغداة إعلان القيادة الأميركية الوسطى قصف مبنى تابع لتنظيم "الدولة" وعربتين عسكريتين عند معبر حدودي في بلدة كوباني (عين العرب) الكردية المحاصرة، شن التحالف الدولي، أمس، ضربات استهدفت ثلاث مصاف للنفط تخضع للتنظيم المعروف باسم "داعش".

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، أمس، إن "طائرات تابعة للتحالف قصفت عند منتصف ليل السبت - الأحد 3 مصاف نفط محلية، وهدفا رابعا في منطقة تل أبيض الحدودية التابعة لمحافظة الرقة، مشيراً إلى أن التحالف "قصف أيضاً مصنع بلاستيك يقع عند أطراف مدينة الرقة، ما أدى إلى استشهاد مواطن مدني".

وتقع بلدة تل أبيض على الحدود التركية في شمال سورية الى شمال مدينة الرقة، معقل مقاتلي "داعش"، والتي بدأ التحالف الدولي وحلفاؤه العرب بشن ضربات عليه في 23 سبتمبر.

تجارة النفط

ويقوم جهاديو "داعش" بتكرير النفط "بطرق محلية، ويبيعونه الى تجار أتراك، كما ذكر مدير المرصد رامي عبدالرحمن، الذي أوضح أن التحالف من خلال استهدافه للمصافي التي يسيطر عليها التنظيم يسعى إلى "ضرب عصب مالي يغذي حروب هذا التنظيم" في سورية والعراق.

ووفق خبراء، يسيطر تنظيم "داعش" على 7 حقول للنفط ومصفاتين في شمال العراق، و6 حقول نفط من أصل 10 في سورية، وخصوصاً في محافظة دير الزور، تنتج في إجمالها خمسة أضعاف الإنتاج الحالي للحكومة السورية.

ووفق وزارة النفط السورية، يستخرج المقاتلون الجهاديون 80 ألف برميل يومياً، في حين أن الإنتاج الرسمي تراجع حالياً الى 17 ألفا.

الحرب الفكرية

إلى ذلك، دعا حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، في مقال نشر أمس، الى محاربة "الأيديولوجيا" التي قام عليها "داعش"، معتبرا أن هزيمته عسكرياً فقط غير ممكنة.

وشدد بن راشد، الذي يشغل أيضا منصبي نائب رئيس الإمارات ورئيس الوزراء، على أن السعودية هي الأكثر جدارة بقيادة الحرب الفكرية على التنظيم.

جبهة الأكراد

في غضون ذلك، ومع مواصلة "داعش" تقدمه باتجاه كوباني، أكد المرصد، أمس، دخول نحو 1500 مقاتل كردي المدينة التابعة لمحافظة ريف حلب شمالي سورية منذ يوم الأربعاء الماضي، للمشاركة في القتال الدائر ضد التنظيم والذي تحاول من خلاله وحدات حماية الشعب الكردي استعادة 65 قرية على الأقل سيطر عليها التنظيم منذ يوم 16 الجاري، ما أدى الى نزوح نحو 200 ألف مدني.

كما قصف الطيران النظامي بعد منتصف ليل السبت - الأحد مناطق في محيط مطار كويرس العسكري، الذي يحاصره "داعش" بريف حلب الشرقي، وكذلك مناطق في قرية المفلسة وطريق عبطين الوضيحي بالريف الجنوبي. وفي الحسكة، أكد المرصد مقتل 5 مقاتلين من "جيش الكرامة" التابع لحاكم مقاطعة الجزيرة حميدي الهادي، بينهم قيادي بارز، خلال اشتباكات دارت أمس الأول مع مقاتلين من "داعش" في إحدى قرى ريف بلدة تل كوجر "اليعربية"، إثر هجوم نفذه مقاتلو التنظيم على القرية.

تقدم نظامي

وبعد اشتباكات عنيفة استمرت نحو ثلاثة أسابيع مع مقاتلي "النصرة" وكتائب أخرى، تمكنت قوات النظام من السيطرة على منطقة الدخانية الواقعة على أطراف العاصمة دمشق.

وشهدت المنطقة عشرات الغارات الجوية وقصفاً عنيفاً ومستمراً من قبل النظام على المنطقة، وذلك غداة سيطرته على بلدة عدرا البلد ومعامل محيطة بها، بعد نحو ثلاثة أيام من إحكام قبضته على منطقة عدرا العمالية.

بان يلتقي المعلم والبحرة

إلى ذلك، التقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في نيويورك أمس الأول، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وجاء في بيان صادر عن مكتب الأمين العام أن بان تحدث مع المعلم، عن الجهود الأخيرة التي بذلها المجتمع الدولي لمحاربة المتشددين في سورية والمنطقة. ودعا أيضاً إلى استئناف الجهود لإعادة العملية السياسية السورية.

وخلال لقائه وزراء خارجية السودان والجزائر وكوريا الديمقراطية، رأى المعلم أن "ضربات التحالف الدولي ضد داعش غير شرعية، لأنها تتم من دون تفويض دولي"، مشددا على أن "مكافحة الارهاب تفترض الزام الدول الداعمة له بالتوقف عن ذلك". كما التقى بان رئيس الائتلاف السوري المعارض هادي البحرة.

(دمشق، دبي، نيويورك- أ ف ب، رويترز، د ب أ)