عشية انتهاء المهلة الحوثية للقوى السياسية اليمنية من أجل اتخاذ إجراءات تنهي الفراغ الدستوري وإلا ستسيطر الجماعة على الحكم ، فشلت قيادات أحزاب «اللقاء المشترك» في بلورة موقف محدد أمس.

Ad

ورجّح رئيس المجلس الأعلى لـ«اللقاء المشترك» محمد الرباعي صدور الموقف النهائي من الأزمة اليوم، فيما تترقب الأوساط السياسية ما سيقوم به الحوثيون تحت اسم «اللجان الشعبية وقيادة الثورة» من خطوات بعد أن فوّضها اجتماع صنعاء يوم الجمعة الماضي باتخاذ ما تراه مناسباً لترتيب أوضاع الدولة في حال فشلت القوى السياسية في الاتفاق على إجراءات تنهي حالة الفراغ الدستوري.

وتسببت ضغوط جماعة الحوثي في دفع أحزاب «اللقاء المشترك» إلى تعليق مشاركتها في الحوار الرامي إلى احتواء تداعيات استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي، الأمر الذي قد يدفع الجماعة إلى تنفيذ تهديدها بإحكام قبضتها على مقاليد الحكم في صنعاء.

وكانت «أنصار الله» أصرّت طيلة جولات الحوار التي عقدت برعاية مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر، على تشكيل مجلس رئاسي كبديل للرئيس المستقيل، وسط رفض بقية الأحزاب التي تسعى إلى إقناع الأخير بالعدول عن الاستقالة.

ولا تقتصر خلافات جماعة الحوثي مع أحزاب اللقاء المشترك، بل تعدتها إلى تباين بين الحوثيين وممثلي حزب «المؤتمر الشعبي العام» بزعامة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي يتمسّك بالعودة إلى البرلمان للبت في استقالة هادي، إلا أن «أنصار الله» ترفض الاعتراف بشرعية البرلمان.

في هذه الأثناء، اغتال مسلحون يشتبه بانتمائهم إلى جماعة «أنصار الشريعة» التابع لتنظيم «القاعدة» قيادياً حوثياً في محافظة إب وسط البلاد.

من جهة أخرى، اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، مساء أمس الأول، بين عناصر معسكر قوات الأمن الخاصة في منطقة القطن بمحافظة حضرموت اليمنية ومسلحين.

وأشارت مصادر إلى دخول عناصر من تنظيم «القاعدة» على خط المواجهات بعد وصول مجموعات من مسلحي الحوثي إلى المحافظة متنكرين بزي قوات الأمن الخاصة.

وكانت مصادر في السلطة المحلية، أكدت في وقت سابق أن طلائع من ميليشيات الحوثي وصلت إلى مطار المكلا بحضرموت متنكرة بزي قوات الأمن الخاصة.

وأكدت المصادر، أن وصول الحوثيين إلى حضرموت الجنوبية تمّ بتواطؤ وتسهيل من قيادة قوات الأمن الخاصة التي يرأسها العميد عبدالرزاق المروني، المحسوب على جماعة الحوثي.

إلى ذلك، أشاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال لقائه مع وزير الخارجية القطري خالد العطية في واشنطن بجهود الدوحة من أجل حل الأزمة في اليمن، في وقت تتحدث معلومات عن اتصالات تقوم بها الحكومة الأميركية مع الحوثيين عبر وسطاء.

وأعرب كيري عن امتنانه «لما أبدته قطر والأمير والعطية من استعداد للمساعدة»، مضيفاً:»مؤخراً قدموا مساعدات حول اليمن، وجهودنا في الأيام الأخيرة منصبّة على التوصل إلى اتفاق مع التعديلات الضرورية بالنظر إلى ما يحصل هناك».

(صنعاء، عدن - أ ف ب، د ب أ، رويترز)