الأغلبية الصامتة: المنقلبون
لقد انقشعت منذ زمن كل الغيوم التي تحجب الرؤية عن حقيقة أن السلطة التنفيذية هي «حامل مفاتيح الحركة»، وهي التي لو أرادت النهوض لنهضت ولو أرادت الانحدار لانحدرت،لا يردها زعيق متخلف صنعته، ولا تذمر تاجر طفيلي أرضعته، هي المال والأختام والقوة والأزلام، فأين العمل والإنجاز منذ استقرت لها كل الأمور؟!
قمة الترف النخبوي أن تجلس بعيدا بلا حركة، ما عدا عضلة اللسان أو "الكيبورد"، وتردد بصوت يتضاعف، وهو يصطدم بجدران الرخام المحيط بمترفي الفهم العام "أين حماة الدستور؟ أين الديمقراطية"، قمة الترف النخبوي أن تتوافر لديك جميع المعلومات وتتعمد تحليلها بصورة تجافي الواقع وتخفي الجواب الحقيقي، وأخيرا قمة الترف النخبوي أن تكون معولا في هدم البناء الديمقراطي، ومناصرا شرسا لأغلب إجراءات التضييق والرقابة على الحريات، ثم تمسك بقطعة من بسكويت الإفطار الفاخر، وتعلن بتأفف أرستقراطي دخيل على من لحق على أكل الجراد أن "الكويت لم تعد كما كانت"!! هؤلاء المنقلبون على كل شعار تبنوه، لا يرون قوافل المغردين وهي تسير بخط الذهاب نحو الزنازين بسبب كلمة أو تفسير أعوج، هؤلاء المنقلبون هم أول من يختلق سيناريوهات ومسارات أي نشاط احتجاجي يعلن عنه، ويطالبون بمنعه قبل أن يحدث، والحجج جاهزة ومطبوعة منذ عام 1962م، وهم أول من يخلع قناع الدستور الذي نعرفه، ويلبس قناع دستور الأمر الواقع عندما تبدأ عجلة سحب الجناسي وإغلاق القنوات وسن التشريعات المفصلة على مقاس المطلوبين تدور.هؤلاء المنقلبون ومحتكرو الفهم الديمقراطي لا يرون في سلسلة أحداث الأمس واليوم غير طرف واحد هو "المعارضة الزائلة" التي أضحت اليوم هشيماً تذروه الرياح، أما الطرف الدائم في سلسلة أفلام "الديمقراطية في الكويت" الذي لا يحل ولا يبطل ولا يغيب، فذنبه مغفور وتأخره حكمة وإهماله فن.لقد انقشعت منذ زمن كل الغيوم التي تحجب الرؤية عن حقيقة أن السلطة التنفيذية هي "حامل مفاتيح الحركة"، وهي التي لو أرادت النهوض لنهضت ولو أرادت الانحدار لانحدرت، لا يردها زعيق متخلف صنعته، ولا تذمر تاجر طفيلي أرضعته، هي المال والأختام والقوة والأزلام، فأين العمل والإنجاز منذ استقرت لها كل الأمور؟!تلك الغيوم عندما تبددت لم تفضح لنا أكثر مما فضحت وظيفة مترفي الفهم العام، وهي "حامل أختام بيض تنمية الصعو"، فلا التنمية حضرت ولا "الصعو" بان.