ناجح إبراهيم لـ الجريدة•: الإرهاب يندثر والمعارضة أفضل من السجن
«على الإسلاميين التخلي عن نزعات السيطرة والإقصاء... والمصالحة لا تزال ممكنة»
نصح الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، ناجح إبراهيم أعضاء جماعة «الإخوان» في مصر بأن يتعلموا من إسلاميي تونس الذين اقتنعوا بأن «الوجود في المعارضة خير من الوجود في السجن». وأضاف القيادي السابق ومنظر «الجماعة الإسلامية» خلال مقابلة مع «الجريدة» أن الجماعات الإرهابية في مصر، لا تستطيع أن تفهم أن المواطن المصري يعتبر الدولة حصناً، مؤكداً أن المصالحة بين الدولة والإسلاميين لاتزال ممكنة بشروط. وفي ما يلي نص الحوار:
• ما رأيك في موجة الإرهاب التي تضرب البلاد حالياً؟- تختلف ملامح تلك المرحلة من عمر الإرهاب عن سابقتها في عقدي السبعينيات والتسعينيات من القرن الماضي، فتلك العناصر المتشددة تستهدف الآن أفراد القوات المسلحة وتحاول النيل من الجيش، وليس كما جرت العادة في معاداة وزارة الداخلية أو رأس السلطة في شكل الرئيس، وهي بذلك تستجلب غضب الشعب، هذه المرة أرى أنها مقامرة خطيرة ستؤدي إلى اندثار الإرهاب عقودا طويلة مقبلة، والإسلاميون عادة لا يدركون قوة الدولة المصرية في كل العصور، ففي كل الجولات السابقة بين الإرهاب والسلطة انتصرت الأخيرة بدعم شعبي، بدءا من الملك فاروق مرورا بفترة الرئيسين جمال عبدالناصر وأنور السادات.• ما رأيك في تعامل الرئيس عبدالفتاح السيسي مع الحوادث الإرهابية؟- أثمِّن إصرار السيسي على توحيد صفوف القيادة، عقب كل عملية إرهابية، لا يظهر بمظهر المنفرد الحكيم متخذ القرارات الحاسمة، وإنما نراه عقب كل حادثة خارج القصر الجمهوري، يتوسط مجموعة من كبار قادة الجيش والمسؤولين من حوله، كأنه يقول للشعب: هؤلاء معي دائماً على قلب رجل واحد في تلك المواجهة الصعبة. • إلامَ تشير ضخامة العمليات الإرهابية مؤخراً؟- «تنظيم بيت المقدس» هو الفرع المصري لتنظيم غزاوي، لكنه يختلف عملياً مع «حماس»، ويعتبر امتداداً لجماعة إسلامية متشددة نشأت عام 2000 باسم «التوحيد والجهاد»، أسسها طبيب أسنان يدعى خالد مساعيد، كانت تستهدف السياحة الإسرائيلية وصولاً إلى العمليات في حق الجيش المصري، والتقنيات الحديثة التي يعتمد عليها التنظيم، أمرٌ يجب على أجهزة الأمن أن تجاريه وتستوعبه، وفي النهاية العمليات الأخيرة تعكس عدواً عنيداً، لكنه قابل للكسر.• ما رأيك في استراتيجيات جماعة «الإخوان» الآن؟- إضافة إلى سلسلة الأخطاء التي ارتكبتها الجماعة في الأعوام التي تلت ثورة يناير 2011، فهي تحرص على مواصلة ذلك بتخويف المواطنين، وتراهن عبثاً على تعاطف البسطاء، أو انبطاحهم أمام المجموعات التكفيرية، وأعتبر ذلك خطأ فادحاً، لأن المواطن يعتبر الدولة حصنا في كل الفترات، والموطنون في تسعينيات القرن الماضي كانوا يستبقون أي دعوات لاستمالتهم بالقول: نار الدولة ولا جنّة الإسلاميين، والوعي الشعبي زاد وسيحقق اصطفافاً في مواجهة إرهابيي المرحلة.• هل هناك فرصة مصالحة بين الدولة والإسلاميين؟- سيحدث ذلك فور أن نرى مجموعة من الإجراءات التي تغير «ذهنيات الإسلاميين» ونظرتهم تجاه الدولة والمجتمع، وتغيير الطريقة التي تعاملوا بها خلال فترة حكمهم، من حيث نزعات السيطرة والإقصاء، وأن يتعلموا من إسلاميي تونس المبدأ الأثير: «أن نكون في المعارضة، خير من أن نكون في السجن»، لأنه لا يمكن الاستخفاف المستمر بإمكانيات الدولة في المواجهة، وفي حال حدوث ذلك، أتوقع الرد المعتاد من السلطة وهو الإفراج عن الموقوفين، وإدماجهم في الحياة السياسية فورا.• ما رأيك في أداء التيار السلفي؟- اسم السلفية أصابه الكثير من التشويه بسبب ترويج التكفيريين لأنفسهم بمصطلح «السلفية الجهادية»، ولكننا ندعو الناس دائماً إلى التفريق بين سلفيي حزب «النور»، والدعاة المستقلين مثل محمد حسان وأبي إسحاق الحويني، ثم الفصائل السلفية المسلحة كـ«الجبهة السلفية»، وأقول لهم، إن صحابة النبي اختلفوا كثيراً في أمور الحياة، ولكنهم اعتبروا الخلاف الفكري إثراء للحياة لا مدعاة للتكفير.