{المجتمع المدني}... التخلّي عن الأحكام التعميمية

نشر في 15-06-2015 | 00:01
آخر تحديث 15-06-2015 | 00:01
No Image Caption
عن {المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات}، وضمن سلسلة ترجمان التي تشرف عليها وحدة ترجمة الكتب في المركز، صدرت ترجمة كتاب مايكل إدواردز Civil society بعنوان {المجتمع المدني: النظرية والممارسة}.
صدر كتاب Civil society أول مرّة في العام 2004 ، وهو ليس كتاباً نظرياً، ولا هو عن نظرية المجتمع المدني، بل يشكِّل محاولة لتوضيح السبل التي أدّت إلى تشوّش النظرية وسوء التطبيق في الممارسة، وذلك عن طريق جولة سريعة في النظرية نفسها.

بغية تقديم مزيد من الوضوح في هذا المجال، يلقي الكتاب الضوء على الأفكار المتعلقة بالمجتمع المدني في إطار نقدي صارم، يدعو إلى التخلّي عن الأحكام التعميمية الخادعة، والحلول السحرية، والأدوية الناجعة المعدّة لعلاج جميع الأمراض.

والكتاب لا ينشد الإجماع في الرأي (وهو أمر من المستحيل أصلًا تحقيقه في النقاش حول المجتمع المدني)، بل يرمي إلى مزيد من الوضوح، ويحدو المؤلّف الأمل في أن تكون هذه الدرجة العالية أساسًا لمداولة أفضل في المستقبل.

الكتاب الذي ترجمه عبد الرحمن عبد القادر شاهين، يقع في 224 صفحة من القطع الكبير، ويشتمل على ستة فصول؛ قدّم الفصل الأول {مقدمة، ما الفكرة العظيمة؟} نبذة مختصرة إلى حد ما عن تاريخ فكرة المجتمع المدني، مبيّناً أنّ المجتمع المدني {كان ولا يزال نقطة انطلاق مرجعية للفلاسفة منذ العصور القديمة في نضالهم من أجل فهم قضايا العصر الكبيرة: طبيعة المجتمع الصالح، وحقوق المواطنين ومسؤولياتهم، وممارسة السياسة والحكومة».

ويركّز الفصل الثاني {المجتمع المدني بوصفه حياة مجتمعية ترابطية} على المجتمع المدني بصفته جزءاً من المجتمع، متميزاً عن الدول والأسواق، والمجتمع المدني الذي يشار إليه بالقطاع {الثالث} أو {غير الحكومي} يضمّ بهذا المعنى كلّ الجمعيات وشبكات الترابط بين العائلة والدولة، والتي تكون فيها العضوية والفعاليات {تطوعية».

ويوضّح المؤلّف في الفصل الثالث {المجتمع المدني بوصفه المجتمع الصالح}، أنّ الصلات بين مجتمع مدني قوي (يقاس بنظام بيئي ترابطي صحي) ومجتمع يكون قويًّا ومدنيًّا (يعرّف بأنه المجتمع الذي يعدّه أغلبية مواطنيه مجتمعًا {صالحًا}) صلات معقدة وعارضة.

ويتحدّث الفصل الرابع {المجتمع المدني بوصفه المجال العام} عن نظرية {المجال العام}، وعن الأخطار التي تتهدد هذا المجال، وعن العلاقة بينه وبين المجتمع المدني.

كذلك يناقش الفصل الخامس {جمعية - حل لغز المجتمع المدني} عدداً من المدارس الرئيسة المتعلقة بالمجتمع المدني، والتي من بينها مدرسة الثقافة المدنية ومدرسة الترابطية المقارنة.

ويختتم الكتاب بالفصل السادس {ما الذي يجب عمله؟}، موضحاً أنّ الإجابة عن سؤال بهذا الحجم تعتمد على ماهية المجتمع المدني المطلوب.

لمحة ذاتية

 

المؤلّف مايكل إدواردز زميل باحث أول في مركز ديموس للأبحاث والدراسات في نيويورك، وباحث أول وأستاذ زائر في معهد بروكس لدراسة الفقر في العالم، بجامعة مانشتسر. أما المترجم عبد الرحمن عبد القادر شاهين فولد في بلدة حلحول الفلسطينية (قرب الخليل) عام 1936، حصل على دكتوراه في اللغة الإنكليزية وآدابها، ثم عمل في قسم اللغة الإنكليزية في الجامعة الأردنية أستاذًا للأدب الإنكليزي الحديث، وترجم الكثير من الكتب من العربية إلى الإنكليزية. توفي في أكتوبر 2014.

back to top