بات قانون تقسيم الدوائر الانتخابية قاب قوسين من الصدور، بعدما أكد رئيس الحكومة المصرية إبراهيم محلب، أمس، أن القانون سيصدر خلال أسبوعين أو ثلاثة كحد أقصى، بينما استعرض تنظيم «أنصار بيت المقدس» قوته أمس الأول بتنظيم مسيرة بسيارات مدججة بالسلاح في سيناء.

Ad

حسم رئيس مجلس الوزراء المصري إيراهيم محلب الجدل الدائر منذ فترة بشأن مصير قانون «تقسيم الدوائر الانتخابية»، حيث أكد في تصريحات متلفزة، أمس، أن القانون سيصدر خلال أسبوعين أو ثلاثة كحد أقصى، في وقت ربط مراقبون بين تأخر صدور القانون وعدم تحديد موعد إجراء الاستحقاق الثالت من خارطة المستقبل (انتخابات مجلس النواب).

ومن المقرر أن يلتقي محلب، اليوم، أعضاء من التحالف الانتخابي «التيار الديمقراطي»، بينهم المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، وقال عضو التيار أحمد البرعي إن «مجلس الوزراء حدد اليوم موعدا لمناقشة المذكرة التي تقدم بها التيار للاعتراض على قانون الانتخابات البرلمانية»، مؤكداً لـ«الجريدة» أن «المشاركين في الاجتماع سيطالبون بتعديل القانون لإعطاء فرصة للأحزاب السياسية».

في موازاة ذلك، أصدر النائب العام المستشار هشام بركات قرارا أمس بحظر النشر في كل ما يتعلق بأعمال التحقيق الجارية بشأن ملف تزوير الانتخابات الرئاسية لعام 2012، لحين انتهاء التحقيق وإعلان قرار التصرف فيها.

من جانب آخر، التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس وزراء التخطيط والتموين والزراعة، وطالب بوضع استراتيجية لتوفير السلع التموينية للمواطنين، وقال مصدر رئاسي لـ«الجريدة» إن «السيسي تابع صباح أمس العمل في مشروع قناة السويس، من خلال مكالمة هاتفية مع رئيس هيئة القنال الفريق مهاب مميش».

وفي إطار مساعي الحكومة لتسهيل فرص الاستثمار، قال وزير الصناعة منير فخري عبدالنور إن «الحكومة تضع حاليا مسودة خاصة بقانون الإفلاس لأول مرة، بغية توسيع قاعدة المشروعات الصغيرة والمتوسطة»، كما أوضحت مصادر حكومية لـ«الجريدة» أن «الحكومة تقوم بإعداد قانون جديد للمرور، فضلا عن وضع خطة لإعادة تأهيل الطرق».

استعراض إرهابي

على صعيد آخر، وفي تحرك جديد حاول من خلاله تنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابي إثبات استمراره في المشهد المسلح بسيناء، بعد حملة أمنية للجيش أسفرت عن تصفية عدد من أخطر عناصر التنظيم، استعرض الأخير قوته في مدينة رفح، أمس الأول، عبر تنظيمه مسيرة بسيارات الدفع الرباعي المدججة بالسلاح.

من جانبها، هرعت قوات الجيش إلى المنطقة، إلا أن عناصر التنظيم تمكنت من الفرار قبل وصول القوات، وعزز الجيش تواجده في المنطقة عبر نشر دبابات ومجنزرات في اتجاه جنوب الشيخ زويد ورفح، بينما أوضح مصدر أمني لـ«الجريدة» أن «الجيش ضبط أمس الأول ثمانية عناصر تكفيرية»، كما هاجم بؤرة لتصنيع المواد المتفجرة.

قضائياً، قضت محكمة جنايات القاهرة، أمس، بحبس نائب رئيس حزب الوسط عصام سلطان، عاماً مع الشغل، لإهانته هيئة المحكمة، فيما أمر النائب العام المستشار هشام بركات، بإحالة محمد رفاعة الطهطاوي، الرئيس السابق لديوان رئيس الجمهورية أثناء حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، إلى محكمة الجنايات وحبسه، فضلا عن حبس السيد رفاعي الذي عينه الطهطاوي موظفا برئاسة الجمهورية «بالمخالفة للقانون».

وتستأنف محكمة جنايات القاهرة، اليوم، محاكمة المرشد العام لجماعة «الإخوان» محمد بديع و50 من قيادات الجماعة، في القضية المعروفة إعلاميا بـ«غرفة عمليات رابعة»، كما تُصدر محكمة الإسكندرية للأمور المستعجلة، اليوم، حكمها في الدعوى التي أقامها المستشار القانوني للجبهة الشعبية لمناهضة أخونة مصر طارق محمود، لمنع ترشح الأحزاب الدينية في الانتخابات البرلمانية المقبلة.

توتر الجامعات

في غضون ذلك، وبعد 48 ساعة من وقوع اشتباكات قوية بين قوات الأمن وطلاب «الإخوان» في عدد من جامعات مصر، سادت أمس حالة من الهدوء الحذر في الجامعات، باستثناء كلية الهندسة في جامعة الإسكندرية، التي شهدت اشتباكات بين طلاب والأمن، امتدت إلى خارج أسوار الحرم الجامعي، وقال مصدر أمني لـ«الجريدة» إن «القوات تمكنت من ضبط 30 من مثيري الشغب».

بالتوازي، كثفت قوات الأمن وجودها أمام جامعات القاهرة وعين شمس وحلوان والأزهر، للحيلولة دون وقوع أعمال عنف، في وقت أقر اجتماع المجلس الأعلى للجامعات، بحضور وزير التعليم العالي السيد عبدالخالق و23 رئيس جامعة، أمس، اللائحة الطلابية، المكونة من 58 بندا، على أن يتم إجراء الانتخابات الطلابية في غضون ثلاثة أسابيع من بداية إقرار اللائحة.

في المقابل، أعلن 12 اتحادا طلابيا رفضه اللائحة الجديدة، واستنكرت الاتحادات إقرار اللائحة دون عقد أي اجتماعات بين وزير التعليم العالي، وأعضاء مكتب اتحاد طلاب مصر، وقال بيان للاتحادات الرافضة: «تم إقصاء الطلاب من مناقشات اللائحة، وبنودها جاءت لتقييد صلاحيات اتحاد الطلاب».

واتهم تقرير صادر عن المركز التنموي الدولي، الدولة بـ»إعادة إنتاج سياسات أثبتت إخفاقها لمنع تكرار مشهد الحراك الطلابي العام الماضي»، وحمَّل التقرير السلطة، مسؤولية سيطرة قوى الإسلام السياسي على الحركة الطلابية، بينما رجح خبراء أن سبب هدوء الجامعات أمس محاولة تنظيم «الإخوان» إعادة ترتيب أوضاعه.